النجاح يرتبط بالإصرار والجدية وحب العمل، فكلما أحب الإنسان عمله، كلما قدم كل ما لديه من خبرة ووقت وطاقة من أجل تحسينه وتطويره، فحب العمل هو أحد أهم أسرار النجاح.

وكارما نعيم تحب عملها الفني الى أبعد الحدود، وتحاول أن تؤديه بكل اتقان ومسؤولية، ليحظى فعلا بالإعجاب والتقدير.

"الاقتصاد" التقت مع مؤسسة مشغل "Art Beat" الموجود في منطقة الحمرا في بيروت، كارما نعيم، للتعرف الى مسيرتها المهنية وخططها المستقبلية.

من هي كارما نعيم؟

تخصصت في ​الفنون الجميلة​ كما حصلت على ماجستير في ​إدارة الأعمال​. أما محركي اليومي الدائم فهو شغفي للفنون، وحبي الكبير لهذا المجال الذي أجد نفسي فيه.

وفي عملي الحالي في "Art Beat"، الذي أسسته في العام الماضي 2017، أجمع ما بين إدارة الأعمال والتسويق و​المحاسبة​ والفنون.

هل تجدين إقبالا على الفنون في ​لبنان​؟

مشغلي متخصص في تعليم الفنون، فنحن نعطي صفوفا بالرسم على أنواعه (الرسومات الزيتية، لوحات "الباستيل"، الألوان المائية،...)، وبصناعة الفخار، وفن الكتابة على الجدران الـ" graffiti"، وفن الخط، للأطفال والكبار أيضا، طوال أيام السنة. كما ننظم خلال موسم الصيف، مخيم صيفي للأولاد. وأنا شخصيا أعلم كل ما له علاقة بالرسم واللوحات.

برأيك، ما هي المقومات التي أسهمت في نجاح مشروعك؟

أنا أحب عملي وأستمتع به الى أقصى الحدود، وبالتالي يجب أن نحب مهنتنا لكي ننجح فيها؛ فاذا عملنا بحب، لن نشعر حينها بضغوط العمل.

ولا بد من الاشارة الى أننا نظمنا مؤخرا معرضا مخصصا لأعمال طلاب "Art Beat"، الذين أفتخر بهم.

وقد زار المعرض عائلات الطلاب وأصدقائهم، الذين تفرجوا على أعمالهم، وتعرفوا الى المشغل.

هل تواجهين صعوبات عدة خلال العمل في مجال الفنون في لبنان؟

هناك نسبة كبيرة من اللبنانيين الذين لا يولون أهمية كبيرة للفن، مع العلم أنه أساسي من الناحية الثقافية.

من جهة أخرى، نجد أشخاصا يعرفون قيمة الموهبة الفنية، ويسجلون أولادهم لتعلم أحد أنواع الفنون، فلربما لن يصبحوا فنانيين في المستقبل لكنهم يقدرون الفن ويستمتعون به.

كامرأة، كيف تمكنت من تحقيق النجاح في إدارة مشغلك الخاص؟

لا أشعر بالفرق بين المرأة والرجل، لأن الشخص الذي يحب عمله ويصرّ على التقدم، ويثابر على النجاح، ويعمل بجدية، سيبرع حتما.

ما هي خططك للمستقبل؟

لدي خطط عدة أسعى الى تنفيذها، وفي الوقت الحاضر، أتمنى زيادة عدد الصفوف في "Art Beat"، وتوسيع المشغل أكثر.

هل تساعدك وسائل التواصل الاجتماعي على الانتشار بشكل أكبر بين الناس؟

وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر عاملا مساعدا، وتدفع الناس للتعرف الى المشغل وزيارته. ولكن بعد قدومهم وحصولهم على تجربة رائعة، سيتكلمون عنا لأشخاص آخرين، وهنا تكمن الأهمية الأكبر؛ فالأصداء الايجابية وكلام الناس والسمعة الممتازة هي عوامل مهمة للغاية.

هل تشعرين بالتقصير تجاه حياتك الخاصة بسبب العمل؟

المرأة تضحي دائما، لأنها تهتم بمسؤوليات كبيرة بين المنزل والعمل، ومن هنا عليها أن تنظم وقتها جيدا، لكي تعطي كل جانب حقه.

​​​​​​​

هل لاقيت التشجيع من محيطك؟

زوجي يدعمني الى أقصى الحدود، كما أتلقى التشجيع من عائلتي بأكملها وأولادي، وبالتالي أعيش في جو دائم من التفاؤل والايجابية.

برأيك، هل تحسن وضع المرأة في لبنان عن ما كان عليه في الماضي؟ 

نعم بالطبع، والمجتمع بات يتقبل ​نجاح المرأة​ أكثر ويثق بقدراتها. كما أن ​النساء​ يدعمن بعضهن البعض ويشجعن مشاريع غيرهنّ.

وأنا شخصيا أحب دعم المرأة ومساعدتها، وبالتالي أعمد الى شراء المنتجات التي تنتجها النساء – من ​ملابس​، اكسسوارات، ​أحذية​،... - لأن المرأة بحاجة الى هذه الدفعة لكي تنطلق وتنجح.

ما هي النصيحة التي تودين إيصالها الى المرأة بالاستناد الى تجربتك المهنية الخاصة؟

المرأة متساوية تماما مع الرجل، واذا ثابرت وعملت بجدية وحب، فهي قادرة على النجاح مثل الرجل وأكثر.