خاص ــ الإقتصاد

تحوّل استثمار مطعم في منطقة الروشة في بيروت، الى نزاع قانوني تطوّر الى أعمال تشبيح نتج عنها تحطيم محتويات المطعم بقوّة ​السلاح​، قبل أن ينتهي الأمر بيد القضاء الذي أحال الفاعلين على ​محكمة​ الجنايات.

تقدّمت "الشركة اللبنانية العراقية لإدارة ​الفنادق​ والمطاعم"، بدعوى قضائية أمام النيابة العامة الإستئنافية في بيروت ضدّ المدعى عليه "طلال. ص"، أفادت فيها أنها شركة رائدة في مجال إدارة المطاعم والفنادق، وتدير فندقاً  في منطقة الروشة، وأن المدعى عليه أعرب عن رغبته في استثمار المطعم الموجود داخل الفندق، وقدم نفسه على أنه شخص بارع في هذا المجال، وأن الشركة وقّعت بالفعل عقداً له بتشغيل المطعم المذكور، بعد أن تعهّد بإحترام بنود الإتفاق المبرم بينهما.

بالفعل بدأ "طلال. ص" باستثمار الفندق، وبدأ النزلاء يقصدون المطعم الذي يقوم بتشغيله، وكان يطلب من إدارة الفندق تأمين غرف لزبائن يخصونه متكفلاً بدفع تكاليف إشغال هذه الغرف، وكانت إدارة الفندق توافق على هذا الطلب على أساس الثقة التي أولته إياها، وارتياحها الى أنه سيسدد المبالغ المتوجبة على أصدقائه النزلاء، الّا أنه أخلّ بالتعهد وراح يتهرّب من دفع ما يتوجّب عليه، ولما ​علم​ "طلال" أن الشركة ستقوم بالاجراءات القانونية لتحصيل حقوقها المتوجبة في ذمته، سارع الى إقتحام المطعم ليلاً مع عدد من الأشخاص، مانعين الموظفين من الإقتراب منهم بعد شهر ​أسلحة​ حربية بوجههم ومنهم، ثم أقدموا على الإستيلاء على أغراض من المطعم، كما أقدموا على التخريب والتكسير بداخله، وكانت بحوزتهم أسلحة حربية ظاهرة.

على الأثر، أجرت فصيلة الروشة في ​قوى الأمن الداخلي​ تحقيقاتها الأولية بإشراف النيابة العامة، وقد أفاد "خالد. س" الذي كان يشغل منصب مدير عام الفندق الذي وقع فيها الإشكال، أن المدعى عليه "طلال. ص"، كان يستثمر المطعم ولم يبادر الى دفع أي مبلغ للفندق لمدة أربعة أشهر، ثم اتصل "طلال"  وأبلغه أنه قام بإخلاء المطعم وإقفاله وأن مفاتيحه بقيت معه، وبعد ثلاثة أيام حضر حوالي 12 شخصاً، قاموا بفتح باب المطعم وأخذوا أغراضاً ومعدات عائدة للفندق، وهي عبارة عن آلات موسيقية ومعدات تخصّ المطعم وغادورا مع أسلحتهم.

واستمعت مفرزة بيروت القضائية الى إفادة "أسامة. م" الذي يشغل مدير الفندق المذكور أيضاً، فأوضح أن اتصالاً ورده من موظفي الفندق ليلاً، يفيد بأنهم شاهدوا أشخاصاً مسلحين دخلوا الى المطعم بالقوة، وعلى رأسهم "طلال. ص" الذي شهر مسدساً بوجههم، وأبقوهم خارج الفندق، ثم عمدوا الى نزع الكاميرات وأجهزة الصوت والكومبيوتر والآلة الطابعة، كما أقدموا على تخريب محتويات المطعم وتكسير الزجاج والمرايا والأراكيل وعدّة المطبخ، وكسروا الباب الخارجي للمطعم بواسطة الخلع، وغادروا الى جهة مجهولة.

قاضي التحقيق في بيروت فريد عجيب أجرى تحقيقاته الإستنطاقية في هذا الملف، ولم يحضر أي من المدعى عليهم جلسات الإستجواب، بل تواروا عن الأنظار، وإعتبر في قرار ظنّي أن فعل المدعى عليه "طلال. ص" لجهة إقدامه مع آخرين على الدخول ليلاً الى الفندق الذي تملكه الشركة المدعية بواسطة الكسر والخلع، وتخريب وتكسير المطعم موضوع النزاع بواسطة أسلحة ظاهرة، يشكل جناية المادة 639/640 التي تنص على الأشغال الشاقة عشر سنوات، وإحالهم على محكمة الجنايات في بيروت لمحاكمتهم.