بدأ فصل الصيف في ​لبنان​ وانطلقت بعض ال​مهرجانات​ فيما تنتظر البعض الأخرى موعدها للبدء بحفلاتها في كل المناطق، مع فعاليات فنية وثقافية متنوعة، حيث يسعى المواطن الى قصدها للترفيه عن نفسه وعن عائلته بعيداً عن متاعب الحياة اليومية والازمات السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد.

ويشارك فنانون من كل انحاء العالم في المهرجانات اللبنانية والتي تعطي طابعاً مميزاً وثقافياً محترفاً على كل المستويات.

ورغم كل الصعوبات المادية التي يعاني منها المواطن، يقصد هذه المهرجانات ويدفع ​اسعار​ بطاقات ويشارك في كل فعالياتها. وتشكل المهرجانات رافعة للاقتصاد اللبناني فتشكل دعماً الى حد ما له من خلال تسيير العجلة الاقتصادية في المنطقة التي يقام فيها المهرجان طيلة الايام المخصصة له، بالاضافة الى استفادة المواطنين من ​عائدات مالية​ لهم. وبالرغم من كل ذلك، تبقى كل المهرجانات غير مربحة اذ انها تقام بهدف ثقافي بحث وغير ربحي.

وقصد "الاقتصاد" مهرجانات الارز الدولية التي تبدأ فعالياتها مساء اليوم بالاضافة الى مهرجانات ذوق مكايل الدولية التي بدأت حفلاتها منذ اسبوع للاطلاع اكثر على الواقع والمنفعة الاقتصادية لهذين المهرجانين على سبيل المثال لا الحصر بالاضافة الى دور البلديات فيها حيث تحدثنا مع المستشارة الاعلامية لمهرجانات ​الأرز​ ​منى​ ​سكر​ لبكي و​رئيس بلدية​ بشري فريدي كيروز بالاضافة الى رئيسة لجنة مهرجانات ذوق مكايل الدولية زلفا الهراوي بويز.

منى سكر لبكي: نسعى الى تعزيز العجلة الاقتصادية في قضاء بشري

لفتت المستشارة الاعلامية لمهرجانات الارز الدولية منى سكر لبكي الى ان "لا وجود لمهرجان مربح على الصعيد المادي في لبنان وان مهرجانات الارز غير مربحة ايضاً حتى ولو وصل سعر البطاقة الى 500 دولار"، ومشيرة الى ان "اعداد المشاركين المتوقعين في هذه المهرجانات سيصل الى 13 الف زائر وان التكاليف التي دفعت بشكل عام لن تغطيها العائدات المالية".

واضافت لبكي "نسعى الى تعزيز العجلة الاقتصادية في لبنان بشكل عام وفي قضاء بشري بشكل خاص، فعندما يقوم السواح الاجانب بزيارة بيروت يدفعون اموالهم في ​الفنادق​ والمطاعم والاماكن السياحية المتنوعة، والامر نفسه يكون عندما يزورون منطقة بشري ويقيمون في فنادقها ويأكلون في مطاعمها كما من خلال تعبئة مادة ​البنزين​ في سياراتهم ومشاركتهم في الكثير من النشاطات التي تفعّل الحركة الاقتصادية في القضاء، اذ ان هناك 13 الف شخص سيزورونه خلال فترة المهرجانات لاسيما ليلة حفل الفنانة العالمية ​شاكيرا​"، لافتة الى ان "هدفنا الاول والاخير هو انعاش العجلة الاقتصادية في المنطقة والموضوع ليس احياء حفل لفنان معيّن".

وكشفت سكر ان "التكاليف التي تم صرفها على المهرجان بلغت ما بين 2.5 و 3 ​مليون دولار اميركي​ توزّعت بين تنفيذ الاضاءة وبناء المسرح وكل الامور اللوجيستية بالاضافة الى اجور الفنانتين المشاركتين" ومضيفةً ان "لا عائدات للمهرجان بشكل خاص بل ستكون لقضاء بشري والمهرجان خاسر على الصعيد المادي"، مشددة على "عدم وجود اي مهرجان مربح مادياً في لبنان وخاصة بوجود نوعية الاضاءة التي يتم استخدامها في الحفلات والديكورات بالاضافة الى المكان الذي يقام فيه المهرجان والذي يحتاج الى التزفيت والحدل بسبب تساقط الثلوج شتاءً"، مضيفةً ان "عملية تنفيذ المسرح والشركة المنظمة ووضع الكراسي وتنظيمها وغيرها من الامور اللوجيستية مكلفة".

وحول الاعداد التي ستحضر الحفلات، قالت انه تم بيع 11 الف كرسي لحفل الفنانة العالمية شاكيرا، كما انه متوقع ان يحضر حوالي 3 آلاف شخص حفل الفنانة السيدة ماجدة الرومي"، مشيرةالى ان "المهرجانات ستقوم بالتعاون والتنسيق مع بلدية بشري وهي تعمل ضمن امكانياتها المتوفرة".

بدوره، اشار رئيس بلدية بشري فريدي كيروز الى انه "على الصعيد المادي، لم تتكلف البلدية تكاليف مباشرة على المهرجان لانه يقع على عاتق ادارة هذا الاخير، ولكننا نقوم بتأمين النظافة والامن في المناطق المحيطة بالمهرجان."

واضاف انه "يقع على عاتق البلدية ايضا تأمين الامور اللوجيستية المحيطة بالمهرجان بالاضافة الى خطة السير ومواقف ​السيارات​ ومتابعة اسعار الفنادق والمطاعم"، لافتاً الى انه لا وجود لكلفة مادية مباشرة للبلدية باستثناء دفعها لكلفة رمزية لم تحدد بعد لاننا لا زلنا في طور التحضيرات"، مشيراً الى ان "هذه السنة مختلفة عن السنوات السابقة بحيث ان هناك اعداد كبيرة ستشارك وتصل الى 13 الف شخص، وتتم اقامة المهرجانات المحلية دون اي مقابل مادي اي ان اهل المنطقة يحضرون الحفل بشكل مجاني مع وجود اكشاك لبيع المأكولات في الساحة وهذا ما سيحصل في السنة عندنا، ولكن المهرجانات الدولية تستقطب اشخاصاً من خارج المنطقة، وتتنوع نشاطاتهم الاقتصادية منذ بداية زيارتهم للقضاء وحتى الانتهاء منها بدءاً منتعبئة مادة البنزين لسياراتهم في محطات متعددة مروراً بتناولهم الطعام في المطاعم المنتشرة بالمنطقة ومشاركتهم في انشطة سياحية ورياضية متنوعة ووصولاً الى اقامتهم في الفنادق وتقديراتنا الاولية تشير الى ان هناك مدخول سيصل الى مليونين دولار لصالح القضاء ككل وهذا ما يشجع ​الدورة الاقتصادية​ خلال فترة يومين وهناك ارقام تتحدث عن 5 ملايين دولار ستدخل الى جيب المواطن البشراوي بشكل مباشر. "

وعن ​الترويج​ لهذا المهرجان، لفت كيروز الى ان "البلدية عضو في لجنة مهرجانات الارز الدولية وهي تشارك في كافة القرارات، ناهيك عن ان النائب ستريدا جعجع هي رئيسة اللجنة التي لديها خوفاً على قضاء بشري وبلدياته".

زلفا الهراوي بويز: اصعب سنة تمر على المهرجانات بسبب اوضاع المواطنين الاقتصادية

وبالانتقال الى كسروان وتحديداً الى بلدة ذوق مكايل التي تشهد بدورها مهرجاناتها السنوية كالمعتاد، اشارت رئيسة المهرجانات زلفا الهراوي بويز الى ان "التكاليف كبيرة جداً كما باقي المهرجانات لانه يجب علينا دفع تكاليف الضرائب قبل بداية المهرجانات، بحيث تبدأ العملية بدفع ضريبة 10% الى نقابة الفنانين موضوعة على كل عقد يتم توقيعه مع فنان معيّن، والعقد يتضمّن كل ما يتعلّق بمجيء الفنان الى لبنان من خلال مكان اقامته في الفندق و​بطاقات السفر​ وغيرها".

ولفتت الى "اننا لدينا جهات راعية تدفع التكاليف لتوفر علينا العبء المادي بشكل عام، كما ان دعم ​الدولة اللبنانية​ يأتي متأخراً بحيث انه يذهب كله للضرائب الموضوعة، وانا اشهد على ذلك، فكل ما يصلنا من الدولة يدفع كضرائب، واضف الى ذلك، الضريبة بنسبة 7.5% التي تدفع الى وزارة المالية عن كل عقد فني وتوابعه مع وضع الطوابع الرسمية على هذه العقود والطوابع على ​تأشيرات الدخول​ للفنانين"، ومردفةً " بدل ان نبدأ المهرجانات بطريقة فرحة، نقوم بذلك ونحن تعبين من هذه الرسوم والضرائب التي ترهقنا مالياً ونفسياً وخاصة وان ​الوضع الاقتصادي​ يستهدف الجميع ".

واضافت بويز "ان عدد الشركات الراعية للمهرجان ينخفض من سنة الى اخرى ولكننا مصممين على الاستمرار رغم كل الصعوبات ولاننا متعلقين ببلدنا، ولكن، ومع كل هذه الضرائب، هل تتجه الدولة الى ​افلاس​ البلد؟".

وكشفت ان التكلفة بلغت ما بين 300 الف الى 350 الف دولار اميركي، ومشيرة الى ان العائدات المالية لن تستطيع ان تغطي التكلفة لان هذه السنة هي من اصعب السنوات التي تمر بها المهرجانات بسبب اوضاع المواطنين الاجتماعية والاقتصادية، ومشددة على انها، ومنذ ان البداية، سعت الى ان تكون اسعار البطاقات مدروسة وبمتناول الجميع وان لا تجني اجر الفنان من اسعار هذه البطاقات، وهي تبدأ من 30 الف ليرة ووصولاً الى 120 الف ليرة.

وتوقعت بويز ان يصل عدد المشاركين في المهرجانات الى 5000 شخص اذ انه تقام 3 حفلات في كل سنة وان المدرّج الروماني في الذوق يتسّع لـ2500 شخص.

كما اشارت الى ان الدعم الاكبر للمهرجان يعود الى بلدية ذوق مكايل لانها تقوم على عاتقها بتأمين كافة التسهيلات، ولافتة الى انه لولا وجود صلات جيدة مع البلدية لما ​سار​ كل شيء على ما يرام، فكل الامور مرتبطة ببعضها البعض، كاشفةً ان البلدية تكفلّت بكل ما يتعلّق بحفل الفنان سعد رمضان على الصعيد المادي.

وطالبت بويز بان يتم تغيير القانون المتعلّق بمساعدات الدولة المادية للمهرجانات والتي تعود وتذهب سدى كضرائب، وداعية الدولة الى الغاء هذه الضرائب، ولافتة الى ان كل المهرجانات التي تقام في البلد تساهم في تسحين وجه لبنان.

كما طمأنت جمهور المهرجان الى ان الاسعار مدروسة وتبدأ من 30 الف وتصل الى 120 الف ليرة وانهم يمكنهم متابعة الحفل بشكل مميز في اي مكان جلسوا فيه على المدرج الروماني.