احب قريته كثيراً وقرر ان يقيم مشروعاً حضارياُ يستطيع من خلاله احياء تنمية بلدته ومنطقته على الصعيد ​السياح​ي والخدماتي، فيكون بذلك اول شخص يقيم هكذا مشروع في اهمج.

تخصص في مجال الهندسة المعمارية وعمل بها الى ان قرر افتتاح مكتبه الخاص وتسلم مشاريع عدة رغم قلة وجودها نتيجة الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة في ​لبنان​. الى جانب ذلك، حوّل منزله في اهمج الى بيت للضيافة، وهو مفهوم لا يزال بعيداً عن اذهان اللبنانين فهو يعمل على تطويره بشتى الوسائل عن طريق استهداف فئة معيّنة من الزوار لاستقطابهم الى هذا المنزل.

وفي هذا الاطار، يعمل مع بلدية اهمج على انشاء مجموعة من بيوت الضيافة في اهمج لتكون محطة هامة على صعيد المنطقة وتشكل نقلة نوعية اقتصادياً وسياحياً هاماً يرتكز على حب الارض والاستكشاف لدى السياح واللبنانيين.

للاطلاع اكثر على تجربته الفريدة، كان لـ"الاقتصاد" مقابلة مع صاحب "بيت نزيه" للضيافة في اهمج وصاحب مكتب "NKA" للهندسة نزيه خوري.

- ما هي اهم المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية والاكاديمية؟

تخصصت في الهندسة المعمارية وتخرجت في العام 2015، وفي سنة 2012 عملت في مكتب "Macro Epsilon" الهندسي لمدة 4 سنوات قبل ان اؤسس مكتبي الهندسي الخاص فيما بعد. كما انني شاركت في عدد من ورش العمل حول الهندسة ومنها ورشة عمل عن كيفية البناء بحسب المناطق، وبما انني من منطقة اهمج اللقلوق، قمت بترميم منزلي وتحويله الى بيت للضيافة، وخاصة وان بيوت الضيافة غير متوفرة في المنطقة ابداً وهذا الامر يشجع ​السائح​ بزيارة المنطقة والتعرف عليها ويقيم في بيت الضيافة ويتصرف كانه مقيم في منزله. وانا اعمل على هذا المفهوم الطبيعي لتطويره اكثر في المنطقة، وبالتعاون مع بلدية اهمج، نقوم على تنفيذ مشروع لاقامة بيوت الضيافة في البلدة. كما ان المنزل موجود على تلة مطلة على طريق درب الجبل الذي يربط بين شمال لبنان وجنوبه.

- ما هي الصعوبات التي واجههتها خلال مسيرتك المهنية؟

من اهم الصعوبات التي واجهتها كانت كيفية الوصول الى الهدف المعيّن من الزوار التي ترغب به بحيث انه، بالنسبة الى العقلية اللبنانية، لا يزال مفهوم بيوت الضيافة غائباً وان التسويق الذي اقوم به هو من اصعب الامور التي مررت بها وخاصة لجهة نوعية الزوار اذ ان بيت الضيافة غير مخصص للاشخاص الذين يريدون التسلية ولكنه موجه للاشخاص الذين يريدون ان يتعرفوا على المنطقة وخاصة للسياح الاجانب وغيرهم. وعلى صعيد صعوبات العمل هناك شقين الاول يتمثل باستغلال المسؤولين لك خلال العمل في الشركة التي انت موظف فيها بالاضافة الى الرواتب المتدنية نسبة الى الاوضاع في لبنان وقلة فرص العمل، واما الشق الثاني فيتمثل بعدم الاستقرار عندما تعمل لحسابك الخاص وتكون الصعوبة اكبر بكثير من قبل بالاضافة الى المنافسة مع الغير الذي يمتلك تجربة اكثر منك في حقل الهندسة كي تحصل على ​مشروع جديد​ تعمل عليه، كما ان قلة المشاريع في لبنان بسبب الاوضاع الاقتصادية السيئة.

- كيف تخطيت هذه الصعوبات؟

قام احد النزلاء في بيت الضيافة بكتابة مقال عن ​البيت​ ونشره في احد المواقع الالكترونية حيث عرّف بالمكان مبدياً رأيه الايجابي به، الامر الذي ساعدني كثيراً على الوصول الى النخبة من الزوار التي ارغب بالتعامل معها. وعلى الصعيد الشخصي، ساعدني صبري على الامور كثيراً على تخطي هذه الصعوبات وخاصة في مجال الهندسة وبيت الضيافة فانا اقوم بالعمل في شركة ناشية ولا يمكن بالتالي الاعتماد عليها بشكل عام، بالاضافة الى ان مجال الهندسة كان من اوائل الاعمال التي تاثرت بشكل كبير في البلد نتيجة الاوضاع الاقتصادية السيئة. أضف الى ذلك، اتمتع بنشاط واسع لايجاد عمل بسبب قلة العمل على المشاريع وهذا يتطلب جهدا اضافياً.

- ما هي خطتك المستقبلية؟

اعمل على دمج عملي الهندسي مع حبي لقريتي اهمج من خلال اقامة قرية نموذجية مع البدء ببيت ضيافة اول في المنطقة، كما انني استهدف قيام قرية نموذجية يقصدها اللبنانيون والسواح العرب والاجانب من كل المناطق والدول لتمضية عطلة نهاية الاسبوع او لقضاء شهر كامل كي يتعرفوا على المنطقة عن قرب وعلى جماليتها وتاريخها العريق، اي انني اعمل على بناء مجتمع صغير متناغم مع محيطه ويستقبل الناس بكل رحابة صدر في اطار عائلي بحت. واشجع كل انسان بالعمل في منطقته ومحيطه لانني شخص ذهبت الى بيروت وعملت فيها، وشعرت في نهاية المطاف ان ما اقوم به ليس هو ما اريده.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الازمات الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها اليوم؟

أدعو الشباب اللبناني الى ان يعملوا على اقامة اللامركزية في مناقطهم وخاصة وان بيروت ليست مركز العمل والمستقبل غير موجود دائماً فيها ومن الممكن ان تجد املاً او فرصة عمل في الاماكن القريبة منك. والوضع بالنسبة لي اقامة شركة ناشئة في منطقة اللقلوق افضل بكثير من عملي كموظف في شركة في بيروت.