يترقب الطلبة الجامعيون نهاية المرحلة التعليمية لبدء الحياة المهنية. ودائماً ما يكون التحدي الأصعب هو إيجاد عمل مناسب يضمن تطوير مهاراتهم وصقل خبراتهم.

لكن ثورة التكنولوجيا سهلت موضوع البحث هذا، إذ ظهرت مواقع توظيف إلكترونية لتعلن عن الشواغر المتاحة، فتكون صلة وصل بين الشركات الراغبة في توظيف كوادر إضافية وبين الباحثين عن عمل.

وتفسح هذه المواقع المجال أمام الشركات للإعلان عن الوظائف حسب الاختصاص والمؤهل العلمي. كما أنها تفسح المجال أمام الباحثين أيضاً لتحميل سيرتهم الذاتية في الموقع حتى يتمكن المعلنون من مراجعتها. ويمكن أيضاً متابعة الشواغر المتوافرة على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" التي تطرح مجموعة من النصائح حول كتابة السيرة الذاتية وتقديمها وطرق إجراء المقابلة.

وفي الفترة الأخيرة، ومع إنتشار مواقع تواصل متخصصة بالتوظيف كـ "لينكد إن" وغيرها، أصبح السعي للحصول على وظيفة امرا اكثر سهولة لمن لديهم المؤهلات المطلوبة .. إلا أن المشكلة تبقى موجودة لأصحاب المهن الحرة، والأشخاص الذين لا يملكون مؤهلات علمية عالية وسيرة ذاتية "CV" مكتوبة بطريقة محترفة ... لذلك قرر مجموعة شباب لبنانيين تأسيس محرّك بحث خاص بالباحثين عن وظيفة بغض النظر عن مستواهم العلمي أو المهنة التي يعملون فيها .. فكان "We Link".

وللحديث أكثر عن "We Link" وميزاته الفريدة، كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع أحد العاملين على المشروع، مود جبّور.

ما هي منصة "We Link"؟ وكيف تفيد المستخدمين ؟

"We Link" هو محرّك بحث خاص بالباحثين عن وظيفة، حيث يقوم بربط الاشخاص الباحثين عن عمل او وظيفة، بأصحاب العمل والشركات.

فـ "We Link" يسمح لأصحاب الشركات والجمعيات وغيرها بوضع تفاصيل فرص العمل المتوفرة لديهم على الموقع، وتُقدّم هذه الخدمة للجمعيات مجاناً.

والموقع مصمم بطريقة يجعله سهل الإستخدام، وذلك بهدف السماح لاي شخص مهما كان مستواه التعليمي او قدراته في إستخدام التكنولوجيا واالإنترنت، بالتقدم للوظيفة.

ونعمل حالياً على نسخة باللغة العربية، حيث ان الهدف الرئيسي من هذه المنصة هي السماح لاي شخص مهما كان مستواه التعليمي او مهنته بأن يجد فرصة عمل وأن يتقدّم لهذه الفرصة بطريقة سهلة وبسيطة إما من خلال الموقع الإلكتروني او من خلال التطبيق الذكي .. فكل الناس اليوم قادرة على إستخدام التطبيقات الذكية.

وعلى سبيل المثال، فإن السائق الخاص مثلا قد لا يكون من حملة الشهادات، ولكن بإمكانه من خلال "We Link" التقدم إلى الوظيفة بطريقة سهلة وبسيطة.

من جهة اخرى يسمح "We Link" أيضا لأصحاب الأعمال الحرة بالتسويق لمهاراتهم، حيث يمكنهم وضع تفاصيل عن اعمالهم وإرفاقها بصور او حتى بفيديو يظهر جودة أعمالهم خاصة ان هؤلاء لا يملكون سيرة ذاتية - "CV" تقليدي، وبهذه الطريقة يمكنهم شرح سيرتهم الذاتية والإضاءة على اعمالهم. ويمكن لأي شخص بحاجة لخدماتهم التواصل معهم من خلال التطبيق بطريقة سريعة وسهلة.

من كان صاحب الفكرة ؟ وما الذي دفعكم لتطوير "We Link" ؟

الفكرة بدأت مع جورج صقر، وهو شاب لبناني يملك شركة "IT"، حيث كان يعاني من صعوبة كبيرة في إيجاد شباب مؤهلين للوظائف التي تطرحها شركته. من جهة اخرى أنا اعمل في مجال التوظيف "recruiting" منذ أكثر من 12 عاماً، ودائما ما نواجه مشكلة في إيجاد الكفاءات اللازمة لوظائف معينة.

من هنا بدأت فكرة "We Link"، ففي السنوات الاخيرة لم تعد السيرة الذاتية (CV) هي المعيار الوحيد للحكم على كفاءة شخص معيّن، بل أصبح هناك الكثير من الامور الأخرى في عصر الـ "Social Media"، حيث تقوم شركات التوظيف بالبحث عن الشخص في "غوغل" و "لينكد إن" وغيرها من المنصات الاخرى لكي تحصل على فكرة متكاملة عنه. لذلك قررنا إنشاء منصة تسهّل كل هذه الامور، وتحاول جمع كل هذه المعلومات في مكان واحد.

هل أصبح الموقع والتطبيق متاحاً للمستخدمين ؟ وكم يبلغ عدد المستخدمين اليوم ؟

الموقع والتطبيق متاح للمستخدمين منذ فترة قصيرة، وحتى الان نمتلك حوالي 250 مستخدم نشط.

ونعمل حاليا على التسويق أكثر للموقع عبر منصات التواصل الإجتماعي، كما نحاول التواصل مع الشركات أيضا وتعريفهم باهمية الموقع وتأثيره الإيجابي على نشاط التوظيف لديهم. ولكن هذه الامور تحتاج إلى بعض الوقت.

نحاول أيضا التعاون مع الجامعات الجديدة، خاصة انها لا تملك موقع خاص بها للتوظيف، لذلك نسعى للتعاون معهم لتعريف تلاميذهم بمنصة "We Link" القادرة على مساعدتهم لإيجاد وظائف تتناسب مع مؤهلاتهم ومستواهم التعليمي.

ما هي أهدافكم المستقبلية ؟ وإلى أين تريدون الوصول من خلال "We Link" ؟

لا شك ان الهدف الأساسي هو التوسع بمنصة "We Link" لتصبح منصة عالمية وليس فقط محليّة. ولكن الخطوة الاولى التي نعمل عليها في الوقت الحالي هو التوسع في لبنان والدول العربية والمنطقة، وبعد ذلك سنسعى للتوسع اكثر على مستوى العالم من خلال الواصل مع شركات لبنانية تعمل في الخارج، وشركات عالمية أيضاً.