خاص ــ الاقتصاد

تلقت إدارة ​الجمارك​ ال​لبنان​ية معلومات من السلطات ​السعودية​، تفيد عن ضبط كمية كبير من ​حبوب​ الكابتاغون موضبة داخل شحنة من ​الفواكه​ عبارة عن رمّان وإجاص، مشحونة من ​سوريا​ عبر ​مرفأ بيروت​ عن طريق الترانزيت الى ​ميناء​ جدّة في ​المملكة العربية السعودية​، بواسطة مستوعب يحمل الرقم CRLU 13897015 ، ضمن بوليصة الشحن رقم BRTO 179716F.

بناء على هذه المعلومات باشر مكتب مكافحة ​المخدرات​ المركزي، عمليات الإستقصاء والتحريات، وتبين بنتيجتها أن الحاوية المضبوطة في السعودية، تمّ شحنها من مرفاً بيروت من قبل المخلّص الجمركي "م. ر" بموجب طلب إعادة تصدير، فتم التواصل معه من قبل المحققين في مفرزة مكافحة المخدرات، فأفاد بأن صاحب العلاقة الذي جرى تنظيم المعاملة لحسابه، هو السوري "ب. د" وهو موجود لديه، فجرى الطلب منه الحضور الى مقرّ المفرزة في المرفأ لإعطاء إفادته، حيث حضرا طواعية، وقد أبرز "م. ر" صورة عن بيان إعادة التصدير تاريخ 26/12/2017، بالاضافة الى تعهّد وابراء ذمة موقع من "ب. د" يتعهد بموجبه خلوّ البضاعة من أي ممنوعات أو مخدرات، كما أبرز أيضاً طلب إعادة تصدير رقم 88/2018 تاريخ 17/01/2018، مصرّح بموجبه عن المستوعب الذي يحمل الرقم CRLU 141021 ، ويحتوي على رمّان وتفاح وإجاص، تعود ملكيته للمصدر السوري برهان زاهد، كما أبرز "ب. د" صورة عن تفويض من المدعى عليه برهان يفوضه من خلاله، بمتابعة شحنات التصدير عبر مرفأ بيروت بصفة معقب معاملات.

وخلال التحقيق مع المخلّص الجمركي "م. ر"، أفاد بأنه قام بحكم عمله بتخليص معاملة عائدة لمانيفست شحن برّي رقم 435/2017 قادمة من سووريا الى لبنان عن طريق عبر المصنع، بتاريخ 25/12/2017، المتضمن عدة شحنات من بينها شاحنة رقم لوحتها 675185/ سوريا، محملة بفاكهة الرمان والإجاص، جرى استلامها مرفقة من قبل الجمارك في المصنع الى بيروت، وذلك في باحة المنطقة الحرّة لمرفأ بيروت، وهي تحت أختام الرصاص الجمركي وجرى تفريغها في المستوعب رقم URLU 13897015 ، بإشراف الجمارك، وأخضعت للكشف بالأشعة عبر السكانر، وجرى شحنها الى مقصدها النهائي في المملكة العربية السعودية، وأن المدعى عليه "ب. د" ممثل الشركة المصدرة وقّع تعهداً بخلوّ الشاحنة من أي مواد ممنوعة أو مخدرة، وأنكر علاقته بالمخدرات ومعرفته بنوعها أو مصدرها.

وخلال التحقيقات الأولية أفاد المدعى عليه "ب. د" أيضاً، أنه يعمل في مجال تخليص المعاملات، وأبرز صورة تفويض من برهان زاهد بصفته صاحب مؤسسة "زاهد" التجارية، يفوضه بموجبه بتمثيله ومتابعة شحنات التصدير العائدة له من الخضار والفواكه وغيره، المشحونة من سوريا الى كافة البلدان الأخرى عبر مرفأ بيروت ــ لبنان، وأكد أنه تستلم المستندات العائدة لشحنة الفواكه الموضبة من قبل المدعى عليه شفيق رجب  الذي يملك مشغلاً لتوضيب الفواكه والخضار في منطقة "معربا" في ريف دمشق، وذلك بهدف انجاز المعاملات اللازمة في عملية نقلها براً الى المنطقة الحرة في مرفأ بيروت، تمهيداً لإتمام عملية التصدير بحراً الى المملكة العربية السعودية، موضحاً أنه تستلم المستندات ومن ثم الشاحنة المحملة بالبضاعة التي تحمل الرقم 675185 / سوريا، التي انتقلت الى مرفأ بيروت. وأشار المخلص الجمركي الى أن عملية التصدير حصلت لصالح شركة "روافد" ــ جدّة، في المملكة العربية السعودية، من دون ​علم​ه بوجود الممنوعات، كاشفاً أن المسؤول عن محتوى البضائع هو المدعى عليه شفيق رجب، كونه مالك مشغل التوضيب وهو من أشرف على توضيبها وتعبئتها وتحميلها.

قاضي التحقيق في بيروت وائل صادق الذي أجرى التحقيقات الإستنطاقية في هذا الملف، إعتبر أن المدعى عليهما السوريان شفيق رجب وبرهان زاهد، أقدما على تهريب المخدرات من سوريا الى المملكة العربية السعودية عن طريق مرفأ بيروت، وأكد أنه لم يبث بالدليل الكافي إشتراك المدعى عليه "ب. ر" في عملية تهريب المخدرات، إنطلاقاً من كونه يعمل بحكم مهنته في مجال تخليص وشحن البضائع لعدّة تجار، وأنه لم يثبت أن لديه علم بماهية المخدرات المضبوطة، لا سيما وأن الحاوية التي جرى ضبط المخدرات بداخلها، قد جرى تمريرها على "السكانر" في مرفأ بيروت، ولم يتم كشف المخدرات بداخلها، ما يوجب منع المحاكمة عنه لعدم كفاية الدليل. وخلص القاضي صادق الى اتهام المدعى عليهما شفيق رجب وبرهان زاهد، بجناية تهريب المخدرات سنداً للمادة 125 من قانون المخدرات التي تنصّ على الأشغال الشاقة عشر سنوات، وأحالهما على ​محكمة​ الجنايات في بيروت لمحاكمتهما، ومنع المحاكمة عن "ب. د" لعدم كفاية الدليل بحقه.