شرارة حرب جديدة تلوح في الافق هكذا يلخص البعض المشهد العالمي في الفترة الحالية، حرب ستكون بين طرفين لا طالما تصاعدات التهديدات والمشاحنات فيما بينها وهما ​طهران​ و​واشنطن​ ، ولعل تصاعد النبرة من الجانب ال​ايران​ي والتهديد باطلاق حربا نفطية ​تهدد​ ​الولايات المتحدة​ والمنطقة الخليجية بأكملها وعرقلة شحنات الطاقة في المنطقة تنذر بأزمة طاقة عالمية وانفلات أسعار ​النفط​ خاصة مع دخول ​مضيق هرمز​ ضمن الحرب الدائرة .

موقف ايران جاء ردا على انسحاب الجانب الاميركي من الاتفاق ​النووي​ في ايار الماضي وتشديد ​العقوبات​ الاميركية ومحاولة الرئيس الأمريكي ​دونالد ترامب​ حظر صادرات البلاد النفطية، ردود متتالية بين الطرفين تقلق الاوساط العالمية التي حظرت من خطورة التصعيد ومن الاثر المباشر على ​اسعار النفط​ في حالة اغلاق المضيق الذي يعتبر من أقدم الممرات البحرية ويمتلك أهمية استراتيجية واقتصادية كبيرة، خاصةً وأن ​ناقلات​ النفط التي تأتي من مختلف الموانئ على ​الخليج العربي​ يجب أن تمر عبره .

ويعد التهديد الايراني باغلاق مضيق هرمز والتي تراجعت عنه لاحقا بمثابة حرب عالمية شرسة نظرا الى انه يعبر عبره حوالي 20% من ​تجارة​ ​تصدير النفط​ عبر المضيق اي حوالي 17- 18 مليون برميل يومياً، حيث يتم نقل كل ​نفط إيران​ و​الكويت​ وقطر و​الإمارات العربية المتحدة​ والمملكة العربية ​السعودية​ و​العراق​، كما ان الإغلاق الفعلي للمضيق يعد انتحارا لإيران، وضربة موجعة للاسواق العالمية حيث من المتوقع ان يصل سعر برميل النفط إلى 200- 400 دولار أمريكي.

كما وان العقوبات الدولية ووقف ​استيراد النفط الإيراني​ يشكلان ضربة قاضية للاقتصاد الايراني الذي فقدت عملته الوطنية نصف قيمتها ، على اعتبار ان بيع النفط يمثل نسبة 64٪ من إجمالي صادرات البلاد والمصدر الرئيسي للعملة الصعبة .

هذه المؤشرات وغيرها تؤكد على ان طهران ترزح اليوم تحت ازمة خطيرة وكبيرة من شأنها ان تؤدي الى بها الى مشارف الافلاس وإفقار جماعي للسكان، في ظل ارتفاع أسعار بعض السلع المستوردة بنسبة 100٪ كما تشهد البلاد موجة من الاحتجاجات والإضرابات نتيجة تراجع الظروف المعيشية ، وللوقوف عند تطورات العلاقات بين واشنطن وطهران والاثر السلبي الكبير عل ​الدول العربية​ واسعار النفط من جراء اغلاق مضيق هرمز بالاضافة الى التأثير على اسعار النفط العالمية كان لموقع "الاقتصاد" اتصالا خاصا مع المحلل الاقتصادي المصري والعضو المنتدب في شركة "أسواق لإدارة ​الاستثمارات​ المالية" حسام الغايش.

الغايش: اسعار النفط سترتفع 80% في حال نفذت ايران تهديدها باغلاق مضيق هرمز

ومن ناحيته اعتبر الاستاذ حسام الغايش ان ​الاقتصاد الايراني​ ومع هذه التطورات و​الاحداث​ سيتأثر بشكل كبير وخاصة وان ​المؤشرات الاقتصادية​ خلال العام الحالي تدل على ارتفاع معدلات البطالة وبلوغ ​معدلات التضخم​ 8.3% ومن المتوقع ان تصل الى اكثر من 50% في حالة الغاء الاتفاق النووي واجراء ​عقوبات اقتصادية​ على البلاد سيكون على رأسها منع تصدير الانتاج النفطي الايراني وخاصة وان بعض الشركات الاوروبية اعلنت تصفية اعمالها في طهران ومنها عملاق النفط الفرنسي "​توتال​" والذي اعلن مؤخرا عن الغاء عقود مفتوحة مع ايران وايقاف التعامل التجاري معها.

واشار الغايش الى ان حجم الدين في البلاد وصل الى اكثر من 150 مليار دولار وفقا لاحدث البيانات المعلنة اي ما يعادل اكثر من 40% من النتاج المحلي الاجمالي، وبالتالي فان هذه الاحداث من الممكن ان تؤثر على الاقتصاد بشكل كبير جدا حيث من المتوقع ان تشهد الاسعار وخاصة السلع الاستهلاكية ارتفاعا كبيرا مما سيؤدي الى ارتفاع معدلات التضخم الذي من الممكن ان تصل الى 3 اضعاف المعدلات الحالية، كما ستتقلص القدرة الشرائية بشكل كبيرة خلال المرحلة المقبلة في حال تم فرض عقوبات على ايران والغاء الاتفاق النووي ومنعها من تصدير النفط .

اما في ما يتعلق بتأثير النزاعات بين واشنطن وطهران واغلاق مضيق هرمز على الدول العربية اعتبر "الغايش" ان معظم الدول العربية تعتمد في الناتج المحلي الاجمالي على النفط وخاصة الكويت وقطر ​البحرين​ والسعودية وغيرها وبالتالي فان هذه الدول ستتأثر في حال تم تطبيق هذا القرار على اعتبار ان المضيق هو المنفذ الوحيد للنفط، وعلى الرغم من ان السعودية تمتلك منفذأ من الاتجاه الغربي اي من جهة جدة الى ان المنطقة الشرقية للمملكة هي الاكثر زخما وانتاجا للنفط وبالتالي فان ​الرياض​ ستتاثر بشكل كبير في حالة تم اغلاق المضيق واحداث مناوشات في ما بين القوات الاميركية والايرانية ، وبالتالي فان اقتصاديات هذه الدول ستتاثر بشكل كبير والفاتورة ستكون عالية وخاصة مع اعلان ​الرئيس الاميركي​ دونالد ترامب ان على السعودية ان تعوض الولايات المتحدة في حال ​ارتفاع اسعار​ النفط بشكل كبير جراء ​العقوبات الاميركية​ على ايران وبالتالي قد نرى بعض التراجعات الاقتصادية الكبرى في ​دول الخليج​ .

اما بالنسبة لاسعار النفط فاعتبر الغايش انه من الطبيعي والمتوقع ان تشهد هذه الاسعار ارتفاعا قد يكون بين 10 الى 20% عن السعر الحالي في حال تم منع تصدير الانتاج النفطي الايراني ، اما في حالة تنفيذ ايران للتهديد المتعلق باغلاق مضيق هرمز وبالتالي حدوث مناوشات ما بين القوات في المضيق فان اسعار النفط قد تقفز الى اكثر من 80% من السعر الحالي وفي هذه الحالة لن يتأثر السوق النفطي بالانتاج الايراني فقط بل سيتأثر كل انتاج ​الدول الخليجية​ الواقعة على الخليج العربي والتأثير السلبي سيكون مهولا والارتفاعات كبيرة على اسعار النفط العالمية والسيناريو القادم هو الذي سيحدد اسعار النفط في المرحلة المقبلة .