هو رائد أعمال ​لبنان​ي، أو "رائد إبداع لبناني"، اذا صحّ التعبير. متفاعل وصاحب أفكار وبصمات خلاقة. يبحث دائما عن كل ما هو جديد ليكون السباق في مجاله.

استطاع أن يقف في وجه المصاعب، لأن التحديات هي شريان الحياة الذي يعيش منه الشخص الناجح، والطموح هو الخطة التي تنظم حياته! ومسيرة سامي صعب هي قصة 22 عاماً من الخبرة والعمل المتواصل، للعقل الإبداعي وراء الحملات الإعلانية الأكثر إثارة للجدل في لبنان.

وبالاضافة الى نشاطه المهني، حاضر صعب في جامعات عدة، حول إستراتيجية التواصل، والتواصل الذكي، والتواصل السياسي، والتواصل "الظاهري". كما نال أكثر من 43 ​جائزة​ محلية، إقليمية، وعالمية؛ وحصد إعلان "بحب السرعة بموت فيا" جائزة "بيكاسو" كـ"أفضل ملصق اعلاني للعام 2013"، وإعلان قانون ​التدخين​ الذي ضم سيجارة تنتهي بقلم وشعارها "كتبت وصيتك؟"، جائزة "بيكاسو" للعام 2012. كما كتبت عنه صحيفة "الفيغارو" الفرنسية، و"الوطن" ​السعودية​ وغيرهما.

فلنتعرف أكثر الى مؤسِس شركة "Phenomena" سامي صعب، في هذه المقابلة الحصرية مع "الاقتصاد":

- من هو سامي صعب؟

تخصصت في فنون الغرافيك والإعلان في "الأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة"، "ALBA"، وبعد التخرج في العام 1994، عملت في عدد من الشركات في لبنان والخارج، حتى قررت في العام 2009، المشاركة في تأسيس شركة "Clémentine"، حيث عملت في منصب الشريك والمدير الإبداعي.

اذ لطالما كنت شغوفا بالحقل السياسي، ومن هنا أردت إدخال الى الاعلام الى السياسة، فـ"Clémentine" هي شركة معنية بالتواصل على أنواعه؛ وبالتالي تهتم بالمفاهيم والاستراتيجيات، وتصميم العلامات التجارية، وهوية الشركات، والتخطط الإعلامي، والأحداث المختلفة، والإنتاج الصوتي والفيديو، كما تقدم خدمات في مجال التواصل السياسي والفني.

وفي غضون بضعة أسابيع، نجحت "Clémentine" في إثبات ذاتها، كلاعب رئيسي في سوق ​الإعلانات​ والاتصالات في لبنان.

في العام 2009 أيضا، نظمت حملة "التيار الوطني الحر" خلال الانتخابات، والتي نالت نجاحا واسعا؛ وهذا المشروع كان بالنسبة لي تحديًا هائلًا ومسؤولية كبيرة. ومن خلال الإعلانات المطبوعة والتلفزيونية، حققت الحملة نجاحًا ليس فقط محليا، بل عالميا أيضا.

لكنني شخص يعشق الإبداع، ومن هنا أردت تأسيس شركة "شخصية" أكثر، وحاضنة لأفكاري؛ ومن هنا ولدت "Phenomena" في العام 2013. ومن خلالها نخلق "الظواهر"، والاتصالات الاستثنائية.

- كيف تقيم الإقبال على "Phenomena" والنتائج التي حققتها منذ تأسيسها في العام 2013؟

النتائج ممتازة والحمد لله، فهذه الشركة هي بمثابة تاريخ كُتِب بين ثلاثة أشخاص، واجهنا معنا تحديات وضغوط ومصاعب كبيرة، لكن المفهوم نجح بسبب وجود عقول تثابر من أجل تقدمه.

- شخصيا، ما هي الصفات التي ساعدتك على النجاح كرائد أعمال؟

لا أحب التكلم عن نفسي، لكنني شخص عنيد الى حد ما، وعندما أضع هدفا في رأسي، سأفعل المستحيل من أجل تحقيقه.

كما أعشق التحدي الى أقصى الحدود، وأحب القيام بكل المهمات الصعبة، وأسعى دائما الى إنجاح كل الأمور المتعثرة وتحسينها. فأنا شخص شغوف بما أقوم به، وبالتالي لا أشعر أبدا أنه مفروض علي، أو واجب مضطر على القيام به.

- ما هي طموحاتك المستقبلية؟

أسعى في الوقت الحاضر، الى التفكير بمفهوم "Phenomena" الجميل، من زواية مختلفة. ولقد أصبح الوقت مناسبا الآن من أجل توسيعها وتطويرها ونقلها الى مستويات أعلى.

- كصاحب شركة عاملة في لبنان، هل تشعر أن عملك يأخذك من وقتك الخاص مع عائلتك؟

نعم بالطبع، فأنا لا أتواجد مع عائلتي في الكثير من الأحيان، ولهذا السبب قررت مؤخرا توسيع فريق العمل، والاتكال على غيري أكثر، لكي أتمكن من إعطاء كل جانب من جوانب حياتي حقّه.

- من أين تلقيت الدعم خلال مسيرتك؟

لم أتلقَّ الدعم من أي أحد، بل إن عملنا هو محركنا، ونجاحاتنا كانت العامل الذي يدفعنا الى الأمام ويوسع قاعدة زبائننا.

وقد ​نلت​ التشجيع الوحيد من الأشخاص الذين وثقوا بي وبقدراتي، ومن الزبائن الذين التزموا مع شركتنا.

- هل تعتبر أن المنافسة في مجال الأعمال هي عامل إيجابي للشركات؟

المنافسة هي العامل الأهم، ولولا وجودها لما تطورت الشركة وتوسعت. وبالتالي أحب البحث عن المنافسين، لكي نتعاون مع بضعنا البعض، ونعمل على تحسين أدائنا. وكل ذلك، من أجل خلق نوع من "اللذة" في العمل!

- كيف تقيم نتائج شركتك خلال النصف الأول من العام 2018؟ هل جاءت أفضل من الفترة ذاتها من العام السابق؟

التراجع موجود حتما، لكن نشاطنا لم يتأثر كثيرا بسبب عملنا خلال الانتخابات. فالمهمات كانت كثيرة وصعبة، في حين أن المردود جاء أقل من المتوقع، لكننا فرحنا واستمتعنا بهذه التجربة.

- ما هي رسالة سامي صعب الى جيل الشباب اللبناني؟

الفرص موجودة، والشخص الناجح قادر على العمل والتميز أينما وجد، شرط أن يحب التحدي؛ لأننا نعيش في بلد التحديات. فلبنان بلد صعب، ولا يسهّل على الانسان أن يطمح ويحلم وينفذ. ولكن اذا كان هدفه مطبوعا في داخله، وفي قلبه وعقله، فيجب أن يأخذ المبادرة ويبدأ بالتنفيذ؛ وأنا متأكد من أنه سينجح!

ولا بد من الاشارة الى أن الشركة الناجحة هي ضمانة الانسان في أي مجال كان، وبالتالي عليه تقديم الأفكار التي تعجب الناس، وتجعلهم يتكلمون عنها، لأن هذا الأمر هو "دعاية" بحد ذاته.