كشف وزير الاقتصاد والتجارة رائد خوري عن الخطوط العريضة لخطة "ماكينزي" بعد ان عرضها أمام ​رئيس الجمهورية ميشال عون​ في قصر بعبدا، وقال "حرصنا على توصيف الحالة الحالية والتحديات الاقتصادية الراهنة خصوصا، والدراسة التي اجريت تبحث في القطاعات التي تخلق فرص عمل للشباب، كما حرصنا على ان تشمل الدراسة توصيات من شأنها تحريك العجلة الاقتصادية على المدى القصير".

ومن جهةٍ ثانية، أشارت ​منظمة التجارة العالمية​، في تقرير عن ​القيود التجارية​ بين دول ​مجموعة العشرين​، إلى إن الحواجز التجارية التي أقامتها اقتصادات كبرى قد تعرض للخطر تعافي الاقتصادي العالمي، حيث بدأت آثارها في الظهور بالفعل.

وأظهر تحليل منظمة التجارة العالمية أن دول مجموعة العشرين فرضت 39 قيدا جديدا على التجارة في الفترة من منتصف أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي وحتى منتصف مايو أيار هذا العام، أو ضعفي القيود التي فرضتها في الفترة المماثلة السابقة، مما أثر على التجارة في ​الحديد​ و​الصلب​ ومنتجات البلاستيك والمركبات.

ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه المواضيع، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع ​الخبير الاقتصادي​ د. الفرد رياشي:

أعلن وزير الإقتصاد يوم أمس عن أن خطة "​ماكنزي​" باتت جاهزة، هل يجب أن نتفاءل في هذه الخطة في ظل الوضع السياسي الذي نعيشه؟

الآمال ضئيلة جداً، الخطوة مهمة طبعاً لكن ​لبنان​ بحاجة الى استقرار وإعادة تموضع سياسي ينهيه عن التدخل والتداخل في مشاكل المنطقة والشؤون الدولية. الدراسات وحدها لا تكفي بل يجب ان تكون مناطة بقرار استراتيجي على الصعيد الأكبر وإلا فإن تكلفتها ذهبت سدىً.

لا يمكننا أن نبقي الوضع الإقتصادي على ارتباط بالأوضاع الإقليمية والعالمية.

اليوم يتم تشكيل حكومة جديدة والمشاورات قد قطعت شوطاً كبيراً، من الذي سيطبق خطة "ماكينزي"؟ هل ستتبنى الحكومة الجديدة هذه الدراسة؟ الطروحات عادةً تتم عبر قرار موحّد من السلطة الحاكمة أي الرؤساء الثلاثة.

رأينا في ​دول الخليج​ كيف اعتمدوا استراتيجيات معينة كـ"قطر 2030"، وتم تكليف منظومة معينة في قطر لمتابعة تنفيذ هذه الإستراتيجية. في لبنان إن قام رئيس الجمهورية أو رئيس الحكومة بتشكيل هيكلية مشابهة، فقد يعارض طرف من الأطراف الأخرى. السؤال هنا: "إلى أي مدى ستكون هذه الخطة قابلة للتطبيق؟"

- تنتشر التقارير العالمية حول التلوث في لبنان في الآونة الأخيرة، هل ترى أن ما تقوم به وزارة السياحة من مؤتمرات وحملات ترويجية كافية لتحسين الصورة؟

مكافحة التلوث بحاجة الى حملة واستراتيجية واضحة تطبّق على الأرض ولا تبقى حبراً على ورق، وهذا يحتاج الى تعاون هيئات وجمعيات دولية وليس فقط لبنانية. وزارة السياحة تحتاج الى تعاون وزارات أخرى معها كوزارة ​الصناعة​ ووزارة الأشغال بالإضافة الى وزارة المالية التي ستقدم التمويل.

- ما هي الآثار التي سيشهدها الإقتصاد العالمي مع النزاع التجاري الذي قد يبدأ يوم غد بين ​الصين​ و​الولايات المتحدة​؟

بما يخص هذا الموضوع، الولايات المتحدة ترى ان هناك مخاطر تتمثل بإظهار الصين بوادر توسعية لم تكن موجودة من قبل. الصين لطالما كانت دولة كبيرة تركيزها ينصب على شؤونها الداخلية ولم تلجأ يوماً الى الإستراتيجيات التوسعية كغيرها من الدول. وهذا التوسع يأتي اليوم بالصيغة الإقتصادية التجارية.

والجدير بالذكر هنا خط الحرير الذي شهد ردّات فعل مختلفة من دول عدّة بينها الولايات المتحدة التي تسعى لمواجهة هذا التمدد عبر ​الرسوم الجمركية​، لعرقلة مسيرة الصين نحو هدفها في أن تصبح قوة عظمى لتحل محل الولايات المتحدة في ما بعد.

وتجدر الإشارة هنا إلى انه أمام الصين تحديات عديدة على حدودها بدءاً من ​روسيا​ و​اليابان​ و​الهند​، بالإضافة الى التحديات الداخلية، لذلك فإنه من مصلحة الولايات المتحدة ان تتخذ خطواتها اليوم قبل الغد.

- ما هي توقعاتك لأسعار النفط في المرحلة المقبلة، في ظل هذه الحرب الكلامية بين كل من ​ترامب​ و​إيران​ و​السعودية​؟

أتوقع أن تبقى الأسعار مستقرة لفترة وأن ترتفع فيما بعد لأن الحصار الذي سيفرض على إيران سيؤدي الى زيادة إنتاج دول أخرى.

وعلى المدى البعيد، عندما تتجه الأمور السياسية الى أسوأ مما هي عليه اليوم فسترتفع أسعار النفط ولكن ليس للمستويات التي شهدناها في مرحلة ما قبل اتفاق "أوبك".