تعدّ سحر بعلبكي واحدة من أشهر سيدات المجتمع في ​لبنان​، وقد لمع اسمها في عالم الصحافة والعمل الاجتماعي والانساني. كرست وقتها وحياتها وطاقتها في سبيل خدمة المجتمع اللبناني بأمانة وصدق، وتمكنت من تحقيق النجاحات والإنجازات المتعددة.

تؤمن بعلبكي بأن الصدق والأمانة والسمعة الطيبة وثقة الناس، هي رأس مال الانسان وخارطة الطريق التي تساعده على الوصول الى نقطة النجاح. كما ترى أن المحبة هي العامل الأساس في مسيرة أي شخص ناجح، لتؤكد قول الروائي البريطاني تشاركز ديكنز، بأن "القلب المحب هو الأكثر حكمة".

سحر بعلبكي تتحدث عن أسرار نجاحاتها في لقاء خاص مع "الاقتصاد":

أخبرينا باختصار عن بداياتك المهنية وصولا الى ما أنتِ عليه اليوم؟

تخصصت في الحقوق، وعملت بالأساس في مجال المحاماة. في العام 2000، تم انتخابي لتمثيل 23 ألف عائلة مساهمة في تعاونيات لبنان "COOP"، في مجلس إدارة التعاونيات، حيث عملت لمدة عشر سنوات.

بعد ذلك، تزوجت من نقيب الصحافة الراحل محمد بعلبكي، وبدأت بالانخراط في عالم الصحافة والأحداث الاجتماعية، كما نلت لقب سفيرة الصحافة للنوايا الحسنة من ​نقابة الصحافة​ اللبنانية؛ وكان هذا الأمر بمثابة مفاجأة بالنسبة لي.

بعد سنتين، اختارني "مجلس المرأة العربية"، لمنحي لقب سفيرة المرأة العربية للتعاون العربي، خلال حفل كبير أقيم في بلدية الحازمية.

معنويا، ماذا يعني لك لقب "سفيرة المرأة العربية"؟

هذا اللقب يعني لي الكثير، لأن السفير هو الممثل، ومن الجميل جدا، والصعب أيضا، أن أكون ممثلة للنساء العربيات؛ فالمرأة بحد ذاتها مهمة بالنسبة لي، لأنها أم الدنيا وواهبة الحياة.

من خلال هذا اللقب، كيف تعملين على تمكين ​المرأة اللبنانية​ وتحسين أوضاعها؟

أخصص غالبية أوقاتي لدعم الجمعيات العاملة بمختلف المجالات، ولأنني سفيرة المرأة وسفيرة الصحافة أيضا، رفضت إطلاق جمعية خاصة بي، من أجل الاهتمام والتعاون مع كل الجمعيات الموجودة على الأراضي اللبنانية كافة، بهدف دعم كل شخص يحب المساعدة، وإحداث فرق على الصعيدين الاجتماعي والانساني.

هل ساعدك اسم زوجك الراحل على التقدم في مسيرتك؟

نعم بالطبع، فالنقيب محمد بعلبكي هو اسم كبير، كما أنه بمثابة أرزة في العلم اللبناني؛ وبالتالي أحمله وساما على صدري.

الى جانب ذلك، ما هي الصفات الشخصية التي أسهمت في نجاحك؟

أشكر الله على صفاتي الحسنة، والتي صدرت عن ألسنة الأشخاص الذين أصادفهم خلال مسيرتي.

وهي أولا، محبة الناس الصادقة المزروعة في داخلي؛ فعندما نحب بصدق، سنحصل حتما بالمقابل على محبة الناس وثقتهم.

ثانيا، الوقوف الى جانب الناس بصدق؛ وقد التقيت مع النقيب محمد بعلبكي على هاتين النقطتين بالتحديد.

ما هي طموحاتك المستقبلية على الصعيد المهني؟

بسبب محبة الناس الواسعة وتشجيعهم لي، طالبوني بالترشح الى ال​انتخابات​ النيابية من أجل تمثيلهم في المجلس، وذلك لأنهم التمسوا مصداقيتي معهم وحبي لمساعدتهم، وفي المقابل شعروا بحاجتهم الى شخص يتحلى بهذا القدر من الصدق لكي يتكلم باسمهم وينقل مطالبهم.

لكنني لم أترشح، لأن الانتخابات الأخيرة لم تكن نزيهة على الإطلاق، بل كانت "انتخابات دفع الأموال"؛ وبالتالي لو وُجِدَت الشفافية، لكنت اليوم أمثل الناس بالطريقة الصحيحة في البرلمان.

هل شعرت يوما بالتقصير تجاه حياتك الخاصة وعائلتك بسبب نشاطك المهني والاجتماعي؟

أشكر الله على قدرتي على تحقيق التوازن، فأنا لا أسمح لعملي خارج المنزل، بأن يؤثر على حياتي العائلية؛ فـ"كل شي وإلو وقته".

على صعيد حقوق المرأة، ما هي برأيك المعوقات التي تقف في طريق تقدمها؟

المرأة في لبنان لا تعرف كيفية المطالبة بحقوقها بالطريقة الصحيحة، ففي الفترة الأخيرة، اعتصمت مجموعة من ​النساء​ أمام مجلس النواب من أجل المطالبة بتطبيق الكوتا.

ومن هنا يجب التأكيد على أن المطالبة بالكوتا بحد ذاتها، هو خطأ شاسع بحق المرأة، وذلك لأن الدستور اللبناني نص على أن "المواطنين هم متساوون في الحقوق والواجبات دون تمايز أو تفضيل"، وبالتالي لم يتم ذكر النساء أو الرجال، بل "المواطنين" جميعا.

فكما للرجل الحق 100% في المشاركة في الحياة السياسية أو في أي مجال آخر، للمرأة أيضا الحق 100%؛ فلماذا أقبل بكوتا 30% وأتنازل في المقابل عن حقي بـ100%؟ عندما تفهم المرأة هذه النقطة جيدا، ستعرف كيف تطالب بحقها بقوة وحزم.

اذ أن موضوع الكوتا هو انتقاص من حقوق المرأة، وبدلا من النزول للمطالبة بـ30% علينا المطالبة بـ100%، بقوة وبجرأة و"على راس السطح". فنحن لا نقبل بالتنازل عن 1% من حقوقنا، ولقد حاربت كثيرا الأشخاص الذين يطالبون بكوتا 30%، لأن حقوق النساء كاملة مثل الرجال تماما، وكل امرأة تريد الانتقاص من حقوقها، فهي حرة، لكنها لا تتكلم باسمنا.

ولا بد من الاشارة الى أن مجلس النواب لا يوافق على طلبات الكوتا، لأن هذا الأمر مخالف للدستور مخالفة واضحة وصريحة، وبالتالي هو بحاجة الى تعديل دستوري.

​​​​​​​

ما هي نصيحة سفيرة المرأة سحر بعلبكي الى المرأة؟

فرص المرأة بالنجاح كثيرة وخاصة في لبنان، فالمرأة اللبنانية أثبتت قدرتها على التميز في مختلف المجالات؛ ففي الجامعات هي موجودة وبارعة في كل الاختصاصات، وفي سوق العمل، تدخل وتبرع، أكان في الطب والمحاماة والقضاء والتجارة،...

وبسبب محاربتها المتواصلة، هي بحاجة الى إثبات ذاتها بشكل أكبر؛ ولكن كلما حاربوها، كلما حققت المزيد من النجاحات.

كما أن الله أعطى المرأة اللبنانية نعمة الذكاء الفائض، وحب الحياة، والعطاء والنجاح؛ وعندما نحب الحياة سنحب حتما النجاح.