استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "قطاع السياحة: هل الموسم بخير؟ وهل تأخير تشكيل الحكومة ينعكس على إنطلاقة الموسم؟ كيف يتحضر لبنان لإستقبال السياح؟ واي إستراتيجية لدى الوزارة لإستقطاب العديد من الجنسيات وإبراز صورة لبنان الحضارية؟ "، وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان.

في بداية الندوة أكد كيدانيان ان "ما قمت به خلال عام ونصف في الوزارة هو انني إتسمت بالإيجابية وحاربت وناقشت كل شخص سعى لوضع عراقيل أو امور سلبية في وجهنا .. ونحن في عام 2017 بدأنا مع حكومة جديدة وعهد جديد ولكن بلدنا محاط بكل انواع الحروب من شرقه لغربه لشماله لجنوبه، ولكن رغم ذلك تمكنا من إنهاء السنة الماضية كثاني أفضل سنة من حيث عدد السياح منذ عام 1951، حيث بلغ بدد السياح حوالي 1900000 سائح، في حين ان أفضل عام كان في 2010 حيث وصل عدد السياح إلى 2168000 سائح".

وأضاف "نحن في وزارة السياحة قد لا نكون وصلنا إلى إنجاز كبير، ولكننا عملنا بكل طاقتنا رغم الظروف وتمكّنا من تغيير النهج وطريقة المقاربة للسياحة في لبنان .. فلم نذهب مباشرة للترويج للبنان عبر الإعلام العالمي، ولكننا عملنا على خلق المنتج الذي يسمّى لبنان، وان نتعاون مع شركات ومكاتب السفر في الخارج لوضع لبنان ضمن وجهاتها السياحية ... لذلك ما قمنا به من خلال Visit Lebanon 2017 و 2018 هو دعوة ما مجموعه 300 شركة من أكثر من 45 دولة حول العالم، لرؤية لبنان وعيش التجربة السياحية في ربوعه .. كما انتجنا افلام وثائقية تصوّر هؤلاء وهم يتحدثون عن تجربتهم في لبنان. بهذه الطريقة تمكّنا من فتح اسواق جديدة وإستقطاب نوعية سياح جديدة، كما ربطنا القطاع الخاص السياحي اللبناني مع القطاع السياحي العالمي، لنتمكن من تسويق لبنان بافضل طريقة ممكنة .. وهذه الطريقة قد تأخذ بعض الوقت لتعطينا النتائج المرجوة، ولكن في العام الحالي بدانا نشعر بالتغيير الإيجابي والنتائج الجيدة لهذا العمل".

وفي سؤال للزميلة خداج عن تصريحه لصحيفة محلية حول ان لبنان سيشهد في 2018 تطوراً لافتا على الصعيد السياحي وأننا سنرى جنسيات جديدة من السياح، قال كيدانيان "في الأشهر الأربعة الاولى في 2018 شهدنا على نمو إيجابي في اعداد السياح على الرغم من تراجع اعداد السياح العراقيين والسعوديين والمصريين .. وهذا يعني ان النمو الذي حصل سببه قدوم سياح من جنسيات اخرى إلى لبنان. وانا اعتقد ان العمل الذي نقوم به لفتح اسواق جديدة ووجهات جديدة، من خلال فتح مكتب تمثيلي للبنان في فرنسا مما ساعدنا على التواصل شهريا 40 إلى 50 الف شركة سياحة وسفر في أوروبا والعالم، هو ما ادى إلى زيادة عدد السياح الأجانب. وهناك اليوم 4 شركات طيران تسيّر رحلات مباشرة من فرنسا إلى لبنان بسبب زيادة الطلب .. فالسائح الفرنسي مثلا إرتفع بنسبه 20%، كما شهدنا زيادات في أعداد السياح الأتراك والالمانيين والبريطانيين أيضاً".

وتابع قائلا "المشكلة الوحيدة هو المقارنة بين السياح الجدد والسياح الخليجيين، فالسائح الخليجي مدّة إقامته طويلة في لبنان وقدرته الشرائية أعلى من السائح الاوروبي الذي يأتي لفترة قصيرة، ويصرف بحسب ميزانية محددة .. ولكن هذه المشكلة لا يمكن ان نعمل على حلّها الأن طالما هناك حروب وصراعات في المنطقة".

وفيما يتعلق بالأسواق الجديدة التي تعمل عليها الوزارة الأن قال كيدانيان "هناك ثلاثة أسواق جديدة نعمل على إستقطاب السياح منها، وهي الصين روسيا والهند .. فهذه الدول تصدّر بالسنة ارقاماً رهيبة من السياح، فالصين تصدّر سنويا 120 مليون سائح لوحدها، وإذا تمكّنا من إستقطاب ولو قسم صغير من هؤلاء، ستتحسن نسب السياح بشكل كبير".

وأضاف "إستقبلنا من خلال Visit Lebanon 2018 عدد من الشركات الصينية بالتعاون مع سفارة الصين في لبنان وهيئة السياحة في الصين والسفارة اللبنانية بالصين أيضا .. وتمكّنا من إدراج لبنان ضمن برنامج يضم قبرص مصر ولبنان كوجهة واحدة ... اما بالنسبة للسائح الهندي فقد بدانا بالتسويق للبنان من خلال الإعلام الهندي، الذي كتب ونشر مقالات كثيرة عن لبنان، لم يتم نشرها في السنوات الـ 70 الماضية".