هي رائدة أعمال ​لبنان​ية شابة، قررت أن تبدأ رحلتها المهنية خلال فترة ​الشباب​، لتكوّن بذلك قاعدة متينة تنطلق منها، وتساعدها على مواجهة المراحل الحياتية المليئة بالفرص والتحديات.

وأثبتت بذلك أن النجاح لا يرتبط بسن معين، بل بالشغف والكفاح، والإيمان بالأحلام والأهداف.

"الاقتصاد" التقت مع مؤسسة عيادة "Health for Life"، دانا عياش، للتعرف الى مسيرتها المهنية:

أخبرينا عن تخصصك الجامعي وعن السبب الذي دفعك للتخصص في مجال التغذية؟

تخصصت في علوم التغذية (nutrition and dietetics)، في "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB". وقد اخترت هذا المجال بسبب حبي له، ورغبتي في توسيع معرفتي، والانخراط في جوانبه كافة.

وبسبب شغفي في التغذية، تخرجت بدرجة امتياز، وخضعت بعد ذلك، لفترة تدريبية في ​مستشفى​ "أوتيل ديو" لمدة حوالي سنة، ومن ثم في مؤسسات عدة، حتى قررت في العام 2016، افتتاح عيادتي الخاصة "Health for Life"، الموجودة في منطقة الحمرا، والتي تضم أيضا صالة ​ألعاب​ رياضية خاصة.

هل حققت "Health for Life" النتائج المتوقعة منها؟    

بالطبع، فكل سنة نتوسع أكثر فأكثر، وتزيد قاعدة الزبائن، وينتشر اسمي بشكل أكبر بين الناس، وبالتالي أنا راضية تماما عن ما وصلت اليه.

كيف تواجهين المنافسة الواسعة الموجودة في السوق اللبناني؟

المنافسة موجودة في مختلف المجالات، لكن على الانسان أن يركز جيدا على طريقة العمل المعتمدة، فاذا وجد الزبائن نتائج جميلة ومرضية، ستكون الأصداء الايجابية عاملا لاستقطاب المزيد من الأشخاص. من جهة أخرى، أركز بشكل كبير على التواجد عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​.

وبالتالي فإن هذه العوامل تتيح لـ"Health for Life" ​تكوين​ قاعدة قوية ومتينة.

ما هي الصفات التي تساعدك على التقدم؟​​​​​​​

لا أحب التكلم عن نفسي، لكن الأشخاص المحيطين بي يقولون أنني أتفهم الزبائن، وأعرف تماما كيفية التعامل والتواصل معهم.

ففي مهنتنا، هناك جزء متعلق بعلم النفس، وذلك من أجل معرفة كيفية التوجه بالأسئلة الى الناس، لكي ننخرط أكثر في أسلوب حياتهم وعاداتهم. وبالتالي أسعى دائما الى الحفاظ على قربي من الزبائن.​​​​​​​

ما هي التحديات والصعوبات التي تواجهك في لبنان؟

أولا، الصعوبات كثيرة، وخاصة لأن بعض الأشخاص يفسرون مفهوم التغذية بشكل خاطئ، ويثقون أحيانا بحميات غذائية معينة، قد لا تكون صحية، أو مناسبة لهم. وبالتالي يجب تغيير هذا المفهوم من أجل إفادتهم.​​​​​​​

ثانيا، ​الانترنت​ ومواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالمعلومات المتعلقة بالحميات الغذائية، ونحن نواجه هذا المشكلة بشكل كبير لأن بعض النصائح الموجودة، قد تكون مغلوطة أو غير مناسبة لجسم معين، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى. ومن هنا، يجب أن يلجأ الشخص الى أخصائي تغذية من أجل مساعدته وتوجيهه.

ما هي أهدافك المستقبلية على الصعيد المهني؟

أهدافي غير محدودة وطموحاتي في تزايد مستمر، ومن هنا أسعى بالطبع الى توسيع نطاق عمل العيادة. فعند النظر الى الوراء، أرى أنني تقدمت عن السنة الماضية، وفي السنة المقبلة سأتقدم عن السنة الحالية، وهكذا دواليك.

​​​​​​​

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

الدعم المعنوي جاء من العائلة والأصدقاء والمحيط، لكن الدعم المادي الأكبر من أجل إطلاق العيادة والانطلاق بالعمل، فقد أتى من والديّ.​​​​​​​

هل تشعرين أن عملك يأخذك من حياتك الخاصة؟

اقتضت العادة أن أنجح في تحقيق التوازن بين جوانب حياتي كافة، وبالتالي عندما انطلقت مسيرتي المهنية نجحت أيضا في التنسيق بين الأوقات الخاصة والعمل.

ما هي الرسالة التي تودين إيصالها الى النساء في لبنان؟

أنصح كل شخص، وكل امرأة بشكل خاص، أن تسعى بكل ما تملك من قوة لتحقيق أهدافها وأحلامها، وأن تقوم بالمستحيل من أجل الوصول الى ما تطمح اليه.

فالنجاح ليس سهلا، وخاصة في عمر مبكر، وبالتالي يجب أن يثابر الانسان عندما يطلق عملا تجاريا من الصفر، لكي يتقدم شيئا فشيئا ويتسلق سلم الإنجازات درجة درجة.

وأنا فخورة جدا بالمرحلة التي وصلت اليها اليوم، اذ بنيت نفسي من الصفر، وسأكمل هذه المسيرة حتى النهاية. ومن هنا، أشجع كل الأشخاص الطموحين، أن يعملوا ويثابروا من أجل تحقيق كل تمنياتهم، مهما كانت. كما أنصح الأشخاص المحيطين بهم، أن يقدموا لهم كل الدعم اللازم.