ال​لبنان​يون كمعظم شعوب العالم، يعشقون ​كرة القدم​ ويجدون فيها العزاء والأمل ويعيشون معها الحب والفرحة والألم، كما تشكل هذه اللعبة مخرجاً للكثيرين من أعباء الحياة المعيشية والمشاكل الإقتصادية التي يعاني منها الجميع.

ومع بداية العرس الكروي العالمي الذي يطل علينا كل أربع سنوات، يظهر حب اللبنانيين لهذه اللعبة وشغفهم لمتابعتها، فتنتشر أعلام الدول المشاركة في كل زاوية من زوايا العاصمة، والمدن الرئيسية وحتى القرى .. وتبدأ حملات التشجيع في الطرقات وعلى ​مواقع التواصل الإجتماعي​ مما يساهم في نشر اجواء رائعة لمدّة شهر كامل.

وعلى الرغم من الكلفة العالية للإشتراك بالقنوات الناقلة ل​كأس العالم​ الذي يقام في ​روسيا​، وعدم قدرة الغالبية من الشعب اللبناني على دفع المبلغ المطلوب للتمكن من متابعة المباريات، تمكّن التلفزيون الرسمي اللبناني "​تلفزيون لبنان​" من الحصول على حقوق نقل مبارايات كاس العالم 2018 عبر البث الأرضي، ليتمكن اللبنانيون من مشاهدة هذا الحدث مجاناً وبدون أي تكلفة.

ويعتبر هذا الحدث أيضاً فرصة كبير للمقاهي والمطاعم، خاصة انه ياتي مع بداية فصل الصيف، حيث يقصد الكثير من الشباب والشابات المقاهي في كل المناطق لمشاهدة المباريات وقضاء أوقات ممتعة. فهل سجلت حركة المقاهي والمطاعم تحسناً ملحوظاً منذ بداية "​المونديال​" ؟ وماذا عن الأسعار ؟ هل تأثرت بالتكلفة المرتفعة للإشتراك بالقنوات الناقلة ؟

في هذا السياق يؤكد نقيب أصحاب المطاعم ​طوني الرامي​ في حديث خاص لـ"الإقتصاد" أن "كلفة الإشتراك بالقنوات الناقلة للمونديال، بالإضافة إلى التجهيزات وعملية الدعاية والتسويق، كانت مرتفعة جدا على المطاعم، فالتكلفة وصلت إلى حوالي 30 الف دولار لمطعم يحتوي على 250 كُرسي، وفي المقابل لم تتمكن المطاعم من رفع أسعارها نظراً للقدرة الشرائية الضعيفة للمواطن اللبناني اليوم".

وأضاف "لكن بنفس الوقت لا يمكن الغياب عن حدث عالمي بهذا الحجم، لذلك قررت المطاعم والمقاهي اللبنانية على الرغم من الكلفة المرتفعة مواكبته من اجل الحفاظ على الحركة فقط، ولكن بدون شك لن تحقق المطاعم ارباح كبيرة خلال فترة كأس العالم".

وتابع الرامي "الحركة موجودة وجيّدة، ومن المتوقع ان تتحسن أكثر مع تقدّم البطولة إلى الأدوار التأهيلية، حيث تكون المباريات أكثر حماسة، وتجذب عدد اكبر من المشجعين والروّاد، ولكن الأرباح لن تكون كبيرة خاصة ان القدرة الشرائية للناس ضعيفة، وتقتصر طلباتهم خلال المباريات على المشروبات والنرجيلة فقط".

وفي سؤال لـ"الإقتصاد" عن توقعاته للحركة خلال موسم الصيف ككل، قال الرامي "حركة عيد الفطر لم تكن في مستوى التوقعات والتطلعات، حيث كانت الحركة خجولة مع قدرة شرائية محدودة، اما بالنسبة لموسم الصيف فليس امامنا سوى التمني بأن يكون موسم الصيف واعداً، لكن علينا الإنتظار لمعرفة ذلك".

أصحاب المقاهي: الحركة تحسنت بين 10 و 15% .. ولم نرفع أسعارنا رغم التكلفة العالية للنقل

مدير في مقهى "إم نزيه" الشهير في العاصمة بيروت أكد لـ"الإقتصاد" ان تكلفة الإشتراك بالقنوات الفضائية الناقلة للعرس الكروي (المونديال) كانت كبيرة جدا وتخطت الـ 14000 دولار اميركي عدى عن التجهيزات، ورغم هذه الكلفة العالية لم يسعى المقهى بفرعيه لرفع الأسعار كما انهم لم يفرضوا تعرفة دخول خلال هذا الشهر، فالأسعار بقيت كما هي في الايام العادية.

أما عن تحسّن الحركة منذ بداية المونديال وخلال فترة عيد الفطر قال "الحركة تحسنت بنسبة تتراوح بين 10 و 15% فقط، وهذا يعتمد على اهمية المباريات المنقولة، ولكن حركة المقهى بشكل عام حتى قبل المونديال كانت جيدة خاصة في عطلة نهاية الأسبوع، لذلك لم نشعر بالفرق الكبير بعد بدء فعاليات كأس العالم هذا العام".

من جهة اخرى أكد أحد العاملين في مقهى "Square Café" الحازمية لـ "الإقتصاد" ان الحركة تحركت نسبيا ولكنها بقيت في المعدلات الطبيعية والمعتادة، وخاصة في ايام نهاية الأسبوع.

وأضاف "تختلف نسبة الإقبال بحسب اهمية المباراة، ولكن بالإجمال الحركة جيّدة".

وفيما يتعلق برفع الأسعار بسبب الكلفة العالية للإشتراك بالقنوات الناقلة، أكد ان "الأسعار بقيت كما هي ولم يتم رفعها أبداً، ولا يوجد تعرفة دخول أو حدّ أدنى للطلب (Minimum Charge)".

مقاهي فضّلت عدم الإشتراك بالقنوات الناقلة للمونديال بسبب الكلفة المرتفعة

وفي إتصال لـ"الإقتصاد" مع أكثر من مقهى في بيروت، أكد عدد منهم أنه فضّل عدم الإشتراك بالقنوات الناقلة لفعاليات كأس العالم بسبب الكلفة المرتفعة جداً .. خاصة أن هذه الكلفة لن تعوضه الأرباح المتوقعة. وامل معظمهم ان تتحسن الحركة مع إنتهاء شهر رمضان وبدء الموسم السياحي لمحاولة تعويض جزء من خسائر الأعوام الماضية.