الركود​ هو سيد الموقف في غالبية الأسواق ال​لبنان​ية، وعيد الفطر لم ينجح بتحقيق الإنتعاش في حركة معظم المحلات ​التجار​ية، التي كان يعول أصحابها على هذه الفترة من السنة من أجل التعويض عن بعض الخسائر التي تكبدوها، ولا زالوا، مع استمرارهم بالمحاربة والنضال من أجل الصمود والبقاء، لعلّ الأيام المقبلة تخبئ لهم بعضا من الازدهار والتحسن.

فمع استمرار الضائقة المادية في البلاد، وعدم التوصل الى صيغة نهائية لتشكيل الحكومة، وغياب ​السياح​ والمغتربين عن بعض المناطق اللبنانية – وذلك على الرغم من ازدياد أعداد القادمين الى لبنان بشكل عام - تأثرت الحركة التجارية بشكل سلبي.

وقد واجهت مدينة عاليه، أو "عروس المصايف"، أزمة كبيرة، بسبب ضعف الإقبال على المحلات التجارية خلال عيد الفطر.

فلماذا لم يتمكن هذا العيد من إنعاش القطاع؟ وهل أسهم الـ"مونديال" في تحسن أوضاع المقاهي والمطاعم؟ وكيف ستكون الحركة التجارية والسياحية في عاليه خلال موسم الصيف القادم؟

أجاب على هذه الأسئلة ​رئيس جمعية​ تجار عاليه ​سمير شهيب​ في حديث خاص مع "الاقتصاد":

كيف تقيم حركة الأسواق التجارية في عاليه خلال عطلة عيد الفطر؟ هل تحسنت عن ما كانت عليه خلال السنوات القليلة الماضية؟

نواجه تراجعا كبيرا لم نشهد له مثيلا من قبل، والحركة التجارية خلال هذا الموسم، كانت ضعيفة جدا، وجاءت أسوأ بكثير من العام الماضي. فاللبناني المقيم غائب، والمغترب غائب، و​السائح​ الخليجي غائب أيضا، وهذا الأمر خطير للغاية، ويدل على أن الأوضاع تعود الى الوراء، و"الله يستر" من المستقبل.

ما هو برأيك سبب هذا التراجع الملحوظ؟

أولا، التأزم السياسي الحاصل.

ثانيا، عدم الثقة بالدولة.

ثالثا، تخوف المواطن من المرحلة المقبلة.

اذ نلاحظ خلال هذه السنة، وللمرة الأولى، هذه النسبة الكبيرة من التراجع؛ فأنا لا أحب التشاؤم، لكن الوضع اليوم صعب جدا، ومن المطلوب تشكيل حكومة بأسرع وقت ممكن لكي تتحرك العجلة الاقتصادية، وذلك لأن الأوضاع وصلت الى حافة الهاوية.

وفي حال تم تشكيل حكومة تنال الرضى الدولي والعربي، فسوف نشهد على قدوم ​السياح الخليجيين​، وستتحسن الحركة.

ولكن كميزان عام على مدار السنة، يمكن القول أن الوضع سيء، وقد وصلنا الى الشهر السادس من التراجع المتواصل، ويمكن التماس هذا الأمر في المناطق اللبنانية كافة، وأكبر دليل على ذلك، يكمن في التخفضيات الموجودة منذ بداية حزيران على الألبسة الصيفية، علما أن الفصل لم يبدأ رسميا بعد، وبالتالي فإن هذا الواقع غريب وغير مسبوق، ويدلّ على الوضع الكارثي الذي نعيشه، وعلى أن جميع المؤسسات بحاجة الى ​السيولة​.

هل أن المحلات التجارية الموجودة في عاليه لا زالت قادرة على الصمود؟

محلاتنا مستمرة ولكن بصعوبة، فهي تقتات من "اللحم الحي"، والتجار يدفعون إيجاراتهم بعجز، وبالتالي نأمل أن لا تتطور هذه الحالة الى الأسوأ.

ما هي توقعاتك لموسم الاصطياف المقبل؟

نسمع عن وجود عدد لا بأس به من الحجوزات في الفنادق، لكن تحسن الموسم السياحي الصيفي مرتبط بالوضعين الأمني والسياسي.

هل تحضرون لأي نشاطات خلال الصيف من أجل استقطاب السياح والمواطنين اللبنانيين أيضا؟

سوف نطلق ​مهرجانات​ غنائية وترفيهية خلال فصل الصيف من أجل استقطاب الناس، بالاضافة الى معرض خاص بالبناء، ونشاطات متعلقة بالرياضة وسباق ​السيارات​ والـ"drifting"، وذلك على مستوى "​غينيس​" العالمي. وسوف نبدأ باطلاق هذه المشاريع منذ منتصف شهر تموز القادم.

فنحن لم نيأس من الحالة كليا، بل نتحضر بتفاؤل لاستقبال موسم الصيف، ونتمنى أن تتحرك الأسواق.

ما هي متطلبات المرحلة الراهنة من أجل الحصول على موسم اصطياف ناجح؟

أولا، تفعيل ​السياحة​ بشكل أكبر والاهتمام بالإعلان عن لبنان في الخارج.

ثانيا، إعادة القروض السكنية، فالإسكان يحرك القطاع التجاري لأنه يفيد أكثر من 20 نوعا من المهن المختلفة.

ثالثا، تأمين ​الكهرباء​ و​المياه​ وأبسط متطلبات الحياة، وهذا ما سيساعد التجار على الصمود أكثر من خلال خفض مصاريف ​المولدات الكهربائية​ على سبيل المثال.

فالمواطن الصالح يبقى دائما الى جانب الدولة القوية والنزيهة، والتي تكافح ​الفساد​ وتهتم به وبحاجاته.

الى أي مدى تساعد مباريات كأس العالم على تحريك الإقبال على المطاعم والمقاهي الموجودة في عاليه؟

الحركة موجودة حتما لكنها محلية وداخلية، وبالتالي تعتبر غير كافية. اذ لا نرى أشخاص جدد يقصدون المدينة، وذلك لأن القدرة الشرائية للمواطن تراجعت؛ وهنا تكمن المعاناة الأكبر.

هل من الممكن أن يعود جو التفاؤل بموسم صيف 2018؟

من الممكن أن نشهد على صيف ناجح اذا تشكلت الحكومة في أقرب وقت.