نجح في مسيرته المهنية على كافة الاصعدة وعمل ليل نهار بجدية حتى وصل الى ما عليه اليوم. عرف بجدارته ومهنيته العالية وبحبه للناس فقدم لهم كل الخدمات التي يحتاجونها على قدر المستطاع وايقن ان العمل هو نبض الحياة.

رجل اعمال ناجح من الطراز الاول، قدم لمنطقته مشاريع تنموية وسياحية كثيرة ولم تمنعه الحرب اللبنانية من استكمال العمل رغم كل الصعوبات المادية والمعنوية.

اسس فندقاً فخماً في منطقة ابل السقي في قضاء مرجعيون منذ اواخر الثمانينات وبقي صرحاً سياحياً عريقاً في منطقة مرجعيون والجنوب.

وللاضاءة على المزيد من اعماله كان لـ"الاقتصاد" لقاء مع صاحب فندق "دانا" في ابل السقي – مرجعيون رجل الاعمال فؤاد حمرا.

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك الدراسية والمهنية؟

تلقيت دراستي بكل مراحلها في كلية مرجعيون الوطنية في بلدة جديدة مرجعيون، ومن ثم انتقلت الى الولايات المتحدة الاميركية حيث دخلت جامعة مامفيس، وتخصصت في الهندسة الميكانيكية، وعملت لفترة هناك، حيث قمت بتصاميم ضمن مجال الطاقة الشمسية خلال سبعينيات القرن الماضي. وبعد هذه الفترة، انتقلت الى الخليج حيث عملت كمدير بشركة "ادنوك" في كل من الامارات والسعودية. وفي الاخير، قررت العودة الى لبنان وتحديداً الى منطقة مرجعيون لانعاشها بسبب فقرها الشديد، وقمت بانشاء مشاريع حيوية في المنطقة حتى قامت اسرائيل باحتلال الجنوب واضطررت للبقاء في المنطقة. واعتبر ان بداية تأسيسي للمشاريع في مرجعيون كانت جيدة ووصل عدد هذه المشاريع الى 12 مشروع ومن ابرزها مزارع للدواجن وللابقار ومصنع للالمنيوم ومعمل للصخر وشركة للتجارة والمقاولات حيث استفاد الكثير من ابناء المنطقة منها على اعتبار ان الاخيرة كانت شبه معدومة وكان الناس يستدينون منا وكان الوضع جيد حتى بداية الحرب اللبنانية حيث تدهور سعر الليرة اللبنانية ولم يستطع الكثير من الناس اعادة المال فاعتبرتها كأنها مساعدات قدمتها لهم. وفي مرحلة لاحقة، قمنا بتأسيس فندق "الدانا" في منطقة ابل السقي، في نهاية الثمانينيات ولكننا لم نستطع ان نوسع الا بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في العام 2000 وهو اليوم يستقطب الكثير من السواح ومن اهالي المنطقة ومواطنين من كل المناطق. وتوسعت بمشاريعي الى بيروت مع مجلس الانماء والاعمار بحيث قمنا بترميم مبنى دار المعلمين في جديدة المتن بالاضافة الى مشاريع اخرى في مجال الكهرباء بحيث قمنا بمشروع مشترك مع احدى الشركات في بيروت، ولكن الامور المالية بدأت تتراجع الى الوراء الامر الذي أدى بنا الى تقليص المشاريع التي قمنا بها الى الفندق والمزرعة بالاضافة الى اعمال البناء، بحيث انني امتلك شركة للمقاولات، التي تسير بشكل بطيء .

- ما هي أبرز الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك المهنية؟

من ابرز الصعوبات التي واجهتها في حياتي المهنية هي تدهور سعر صرف الليرة اللبنانية في فترة الثمانينات من القرن الماضي، ابان الحرب اللبنانية وكانت خسارتنا كبيرة جداً وكنا نحوّل الاموال من الخارج الى لبنان بالليرة ولكن نقول الحمدالله على كل شيء .

- ما هي المواصفات التي تتميز بها شخصيتك وساعدتك على تخطي هذه الصعوبات؟

انا انسان احب العمل في المجال العام واحب مساعدة الناس بقدر المستطاع في اي مجال ممكن ان كان من الناحية المادية او المعنوية وهذا ما سهّل لي عملي وساعدني على تخطي كل هذه الصعوبات من خلال علاقاتي بالناس كما انني قمت بتقليص اعمالي من 12 مشروع الى ان وصلت الى مستوى معيّن كي لا اخسر اكثر بالرغم من كل الظروف التي احاططت بي .

- هل تعتبر نفسك ان حققت كل ما تصبو اليه ام انك لا تزال تمتلك طموحاً اكبر خاصة بعد هذه المسيرة المهنية الطويلة من حياتك؟

هناك مقولة ارددها دائما "هل هذا طموح ام طمع بالحياة؟"، وعلى الانسان ان يسير في الحياة لانه لا يستطيع ان يتوقف عند اي شيء كي يبقى مستمراً وعليه ان يفكر بطريقة دائمة وايجابية وانا لم انته من مسيرتي بل عليي ان اكمل طريقي حتى ولو اصبح عمري 200 سنة.

- ما هو رأيك بالوضع السياحي في لبنان بشكل عام وفي منطقة الجنوب بشكل خاص؟

بحسب ما ارى وبحسب ما استنتج من لقاءاتي واتصالاتي باصحاب الفنادق، فان الوضع السياحي غير صحي بالرغم من ان البعض يعتبر ان الوضع جيد نتيجة امتلاء الفنادق بالنزلاء خلال عطل نهاية الاسبوع ولكنه، برأيي، مؤشر غير كافٍ لذلك والوضع السياحي غير جيد ابداً، وعلى وجه التحديد في منطقتنا حيث ان وسائل الاعلام تلعب دوراً سلبياً في ذلك، من خلال القول بان المنطقة هي حدودية مع فلسطين المحتلة ومن الممكن ان تندلع حرباً في اي وقت، وكل هذه الامور تؤثر علينا بطريقة سلبية جداً وبالتالي تؤثر على الحركة السياحية. وبالرغم من كل ذلك، فان المنطقة هي من اجمل المناطق اللبنانية ومن يزورها يرى نظافتها ومناخها الجميل وشعبها المضياف.

كيف تحفّزون السواح لزيارة المنطقة؟

من الممكن ان ننظم سياحات دينية لما تتمتع به المنطقة من رموز دينية لكل الطوائف كالكنائس عند المسيحيين والمساجد والمقامات عند المسلمين والموحدين الدروز بالاضافة الى السياحة البيئية بسبب وجود الطبيعة الجميلة والمناظر الخلابة مثل جبل الشيخ وغيره.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها لبنان؟

على الشباب اللبناني ان يعود الى لبنان ولكنه اذا عاد يجب ان يجد وظائف مع رواتب جيدة خاصة وان الرواتب التي تعطى منخفضة ولكن على الشباب اللبناني ان يبقى متفائلا في وطنه رغم كل الظروف التي تعصف به.