استطاعت نور الأزهري بالفعل أن تثبت جدارتها وتميزها في مجال عملها، وثابرت من أجل مواجهة كل العوائق التي قد تقف أمام تحقيق آمالها وطموحاتها، والأهم من ذلك كله، آمنت بقدراتها، ووثقت بنفسها، وقدّرت تصاميمها وجمال أفكارها، اذ تعتبر أن كل أحلامها تحققت من خلال "Caramel"، الموجودة في منطقة عين التينة في بيروت.

فلنتعرف أكثر الى مسيرة مصممة ​الأزياء​ وصاحبة العلامة التجارية "Caramel"، نور الأزهري، في هذه المقابلة الخاصة مع "الاقتصاد":

من هي نور الأزهري؟ ولماذا اخترت التخصص في مجال تصميم الأزياء؟

تخرجت من معهد "ESMOD" حيث تخصصت في تصميم الأزياء، وقد اخترت هذا المجال بالتحديد بسبب شغفي الكبير بحبّ الأقمشة، اذ لطالما عشقت القماش وأنواعه، أكثر من ​التصميم​ بحد ذاته.

بدأت مسيرتي بافتتاح متجر (concept store) للعلامة التجارية "Caramel"، كان يضم عددا من الماركات العالمية للألبسة الجاهزة، وبالتالي كنا نبيع بالتجزئة.

واليوم، أصبح عمر "Caramel" ثلاث سنوات، ولكن منذ فترة، شعرت أن موضوع المتاجر بات "كليشيه"، لأنه بإمكان كل شخص افتتاح متجره الخاص، و​استيراد​ الماركات العالمية وبيعها، كما أن المنافسة أصبحت كبيرة جدا.

ولهذا السبب، قررت إطلاق مجموعتي الخاصة من التصاميم المميزة، فقد أصبحت على دراية تامة بحاجات السوق ورغبات السيدات.

ما الذي يميز تصاميمك عن غيرها في ظل المنافسة الكبيرة؟

الأزياء هي سلعة مثل غيرها من السلع، ولكي تتمكن من المنافسة، عليها أن تتميز بجودة عالية وبأسعار معقولة.

وبالاضافة الى ذلك، أعمد دائما الى التركيز على التفاصيل الصغيرة، المصنوعة يدويا.

هل يعني هذا الأمر أن تصاميمك موجهة الى الميزانيات كافة؟

تصاميمي ليست موجهة الى فئة معينة أو حتى الى عمر معين، وبإمكان كل سيدة تنتمي الى الطبقة المتوسطة وما فوق، أن تجد ما يناسبها.

كما أن الشابات والمراهقات سيجدن ما يناسبهنّ، وكذلك الأمر بالنسبة الى السيدات اللواتي وصلن الى عمر الستين.

هل تساعدك وسائل التواصل الاجتماعي على الانتشار بشكل أكبر؟ وهل تواجهين في المقابل مشكلة النسخ؟

هذه المواقع هي الأساس في عصرنا هذا، وخاصة "​انستغرام​" الذي يتيح لنا الوصول الى جميع بلدان العالم.

أما بالنسبة الى موضوع التقليد والنسخ، فأعتقد أن هذا الأمر غير قابل للتطبيق 100%، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتصماميمي، وذلك بسبب التفاصيل الصغيرة الموجودة في كل قطعة، والتي لا يمكن تقليدها.

فاللمسة الأخيرة لجميع تصاميمنا مصنوعة يدويا، وهذا ما يميز كل قطعة عن غيرها، تماما مثل اللوحات الفنية؛ اذ لا يمكن للرسام أن يقدم لوحة تشبه غيرها.

ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في ​لبنان​؟

أعتبر نفسي محظوظة لأنني بدأت بالعمل في لبنان، وذلك لأن بيروت هي عاصمة الموضة.

فكل شخص يريد الانطلاق في مشروع ما، لكي يكون نقطة البداية للعالم أجمع، أكان في مجال الألبسة أو المجوهرات أو المأكولات، يجب أن يلجأ الى لبنان، لأنه السباق دائما.

ما هي تطلعاتك المقبلة؟

أعتقد أن العلامة التجارية "Caramel" حصلت على شعبية واسعة في لبنان و​السعودية​ و​البحرين​ و​الكويت​ وقطر و​دبي​ و​أبوظبي​، وبالتالي نسعى للتوسع والانطلاق في بلدان أخرى.

وقد انطلقنا مؤخرا في ​كندا​، والخطوة الثانية ستكون ​نيويورك​ و​لندن​ و​باريس​.

هل تشعرين بالتقصير تجاه وقتك الخاص وعائلتك بسبب عملك؟

لكي ينجح الانسان، لا بد أن يركز على جانب معين، على حساب جانب آخر. لكنني اليوم أم لثلاثة شبان، وبالتالي أصبحوا قادرين على تحمل المسؤوليات، وبات بامكانهم، بشكل جزئي، أن يكونوا مستقلين ومتكلين على أنفسهم. وهذا ما يعطيني مساحة أكبر لكي أحقق الجزء الثاني من حياتي، أي عملي.

من قدم لك الدعم المعنوي في مسيرتك؟

أنا أقدم الدعم لنفسي، فاذا كان الشخص راضيا عن نفسه، سيرضى عنه جميع الأشخاص من حوله، وفي المقابل، فإن غياب الرضا عن الذات، سيخلق عقدة نقص أو ثغرة.

من هنا، لا بد من الاشارة الى أنني أحكم بنفسي على نفسي، وذلك لأن الحكم الذاتي هو الأكثر صدقا.

وحتى في مجال التصميم، فإن عين المصمم تكون بمثابة الحكم الأول، واذا كان مقتنعا بجمال تصميمه، سيقنع الناس بذلك أيضا.

نصيحة الى المرأة.

​​​​​​​

أقول للمرأة اللبنانية والعربية بشكل عام، أن تؤمن بقدراتها، وتحب نفسها، لكي يحبها الجميع.