تتعدد الطرق المؤدية للنجاحومنها من تبدأ مسيرته بأصعب الظروف التي وجدت لتختبر صبر الإنسان وقدراته على تحويل التحديات إلى إنجازات..

شخصيتنا اليوم تنقل لكم رسالة من شاب ​لبنان​ي عاكسته الظروف وعاكسها، حاولت أن تهز من عزيمته، فإقتلعها من جذورها.. كلمة "​اليأس​" لا يعرفها .. و"الراحة" أيضاً .. فطموحه اللامتناهي حوله من شاب عادي ينحدر من عائلة بسيطة إلى رجل أعمال فرض نفسه كعملة صعبة في عالم الأعمال اللبناني ليستلم وكالات السيارات المستعملة لشركات عالمية كـ"​تويوتا​"، "​مازدا​"، "​هيونداي​" وغيرها الكثير..

عوضاً عن إختياره لقرار "العمل في الخارج" قرر أن يجعل من الخارج مركزاً لإستقطاب السيارات إلى لبنان..

تشعبت مجالات عمله، لتصل إلى عالم التعليم والمطاعم، ليكون شريكاً في مؤسسة تعنى بتجهيز المدارس بآخر التطورات الرقمية من جهة، وشريكاً في مشروع "جنينة فريد" الجديد في بيروت..

ولنتعرف أكثر على هذه الشخصية القيادية كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع صاحب معرض "Fayed Motors" .. هلال فايد الذي قدّم للشباب اللبناني أبرز النصائح المهنية من خلال تجربته الخاصة.

-كيف تصف رحلتك المهنية؟

ينظر الأشخاص إلى وضع الآخرين المهني الحالي غير مدركين لعنصر الأساسي لتكوين هذه النتيجة، التي هي ثمرة مسيرة طويلة مفعمة بالتحديات اليومية، تجاوزها يوماً بعد يوم.. يؤدي إلى وصول الإنسان إلى مركزه المهني أو الإجتماعي الحالي، ويرسم في خياله أهداف مستقبلية أعمق.

وبرأيي لولا التجارب السابقة و​الظروف القاسية​ لما كان للإنجازات رونق خاص..

على الصعيد الشخصي أنا أنحدر من عائلة متواضعة، محدودة الدخل، وهذا ما دفعني لتحمل مسؤوليات ضخمة رغم سني الصغير آنذاك.بدأت من الدرجات الأولى وتعددت الوظائف على مدار الأعوام.. هذه الوظائف الكثيرة هي التي دفعتني إلى إنجاز كل ما عليّ كان إنجازه وكنت أطمح للوصول إليه، وهي أيضاً السبب الرئيسي الذي يحفزني لتطوير ذاتي وقدراتي يوماً بعد يوم.

-ما هي العوامل التي ساهمت في تغيير حياتك المهنية للأفضل؟

لا شك أن الظروف القاسية تجبر الأشخاص على السعي الدائم للأفضل، فعندما يتحمل الشاب مسؤوليات عديدة في سن صغير تختلف حياته المهنية ونظرته للأمور بالمقارنة مع شاب آخر وجد كل ما يرغب به أمامه دون جهد أو تعب.

أقول للشباب أن العمل لو مهما كان متواضعاً لا يعيب الشخص، بل عدم السعي للتطور والتغلب على الظروف هي التي تجعل من الشاب شخص غير فعال لنفسه ولمجتمعه.

-ما هي مشاريعك الحالية؟

أملك معرض سيارات "Auto Fayed" في لبنان، كما أني وكيل للسيارات المستعملة لشركات: "تويوتا"، "​كيا​"، "هيونداي"، "​بي أم دبليو​" ، "مازدا".بالإضافة إلى نشاطنا المشترك بين دبي ولبنان في مجال السيارات.

على صعيد مجال التعليم، فأنا شريك في شركة ""Cedar Data لتجهيز المدارس بآخر التطورات التكنولوجية،

ومؤخراً إنضمت كشريك في مشروع "جنينة فريد" في بيروت.

لم أكن لأتوصل لهذه المرحلة لو أني قررت أن أمضي مراحل الشباب في اللهو واللعب لذلك أتأسف كثيراً عندما أرى شاباُ لا يستثمر طاقته بالطريقة السليمة التي تفيده.

ولو أن هذه الحشود التي تجتمع كل عطلة نهاية الأسبوع أمام أبواب الحانات لتأمين طاولات مميزة، تجتمع من أجل تأسيس مشروع إقتصادي وطني لكان شبابنا ولبناننا بألف خير.

-برأيك ما هو العنصر الأساسي للتطوّر المهني؟

الإنجازات فقط! السعي الدائم لتحقيق الأهداف هو سلاح الإنسان الوحيد للتطور والتقدّم.

-ختاماً، ما هي الرسالة التي تود إيصالها للشباب اللبناني؟

أدعو الشاب اللبناني الذي دائماً يتذمّر من عدم توفر وظائف كافية أو جيدة، أ ومن وضع البلد غير المستقر، أن يعمل أكثر على تحقيق أحلامه عوضاً عن تمضية معظم وقتهم يبحث عن المكان الأنسب للسهر في عطلة نهاية الأسبوع..

فإذا بنظره أن لبنان بلد غير ناجح في الاعمال، فأقول لهم أن العمل لا يتغير مع تغيير البلد.. الفارق الوحيد هو المجهود الذي يبذله الفرد لإثبات قدراته في التغلّب على الظروف القاسية.