استحوذت السندات الحكومية في العام الجاري على اهتمام ​المستثمر​ين مع تسريع ​البنوك المركزية​ التحول عن ​السياسة النقدية​ التي طالما اتبعتها لفترات طويلة.

وتلقت ​السندات الأميركية​ النصيب الأكبر في هذا التغير، خاصة مع المكاسب الكبيرة التي حققها عائدها في الأشهر الأخيرة.

وكان آخر التطورات في السندات ارتفاع عائد سندات الخزانة الأميركية لآجل 10 سنوات إلى مستويات تجاوزت 3%، ونظيرتها قصير الآجل لأعلى مستوى في 10 سنوات.

ومع تلك التطورات، ما هي السندات وأنواعها وكيف يتم تحديد عوائدها؟

ما هي السندات

السندات هي المعنى المماثل لمصطلح "القروض"، تصدره الشركة أو الدولة عندما ترغب في تمويل مشروع تابع لها، يحتاجه المدين لفترة من الوقت متفق عليها مسبقاً، ومع انقضاء تلك الفترة يحصل الدائن على المبلغ الذي أقرضه لتلك الجهة.

وتكمن الاستفادة من وراء السندات في العائد الذي يحصل عليه الدائن طوال فترة استدانة الطرف الآخر والمعروفة باسم "الكوبون".

وتختلف أنواع السندات بين ما تصدرها الشركات التي تعد في بعض الأحيان الأكثر خطورة أو السيادية عن الحكومات والتي تعد الأكثر أماناً أو قروض الرهن العقاري.

وتختلف السندات عن الأسهم في أن الثانية تمنح المستثمرين فرصة شراء حصة صغير للغاية داخل الشركة.

أنواع السندات

أبرز أنواع السندات هي الحكومية، وتعد الأكثر أماناً لأنها مضمونة بقدرة الدولة على زيادة الضرائب أو طبع عملات إضافية لسداد هذه الدين عند تاريخ الاستحقاق.

وتصدر الحكومة هذه السندات لتمويل عمليات التنمية الاقتصادية أو لمواجهة عجز في ​الموازنة​، ويتم إصدارها عن طريق ​الاكتتاب العام​ المباشر أو بطرحها في البورصة أو بالاستعانة بالبنوك لبيعها.

أما النوع الثاني فهو سندات الشركات التي تصدرها المؤسسات المالية أو الشركات المساهمة العاملة في القطاع الخاص أو الشركات التجارية والصناعية والخدمية؛ لتمويل مشاريعها وتتميز عن السندات الحكومية بكونها تصدر بمعدلات فائدة أعلى.

والنوع الثالث هو ما يُعرف بالسندات المضمونة وذلك عن طريق أصل مثل الممتلكات والمعدات كما هو الحال بالنسبة للسندات الصادرة عن ​شركات الطيران​ والسكك الحديدية و​شركات النقل​.

أما عن فترات استحقاقها فتتنوع بين قصيرة الأجل تتراوح بين سنة إلى 5 سنوات،ومتوسطة الأجل من 5 إلى 10 سنوات، وبالنسبة لطويلة الأجل فيتراوح تاريخ استحقاقها من 10 إلى 30 سنوات.

كيفية تسعيرها

يتم تحديد سعر السند بشكل عام وفقاً لنشرة الطرح (Face value) ولكن بمجرد طرح السند في السوق المفتوح فأن السعر يتحدد وفقاً لم يطلبه تاجر السند، والذي قد يكون أقل من القيمة الاسمية أو أعلى منها، وفي حالة أن المستثمر دفع مبلغ أعلى فإنه يحصل على عائد أقل والعكس صحيح.

وعلى مستوى التقلبات في أسعار سوق السندات، فإنها أقل من الأسهم، فهي لا تخضع لتقلبات السوق ومعظم تأثرها يكون وفقاً لسعر الفائدة، وذلك يفسر لماذا عندما يبحث المستثمرون عن دخل آمن يفضلون أسواق السندات عن الأسهم.

ما هو العائد على السندات وأنواعه

العائد على سندات يمكن أن يفيد المستثمر في عملية المقارنة بين الذي يتلقاه والأسعار الأخرى في السوق، ليحدد موقفه الاستثماري.

ويمكن للفائدة أن تكون ثابتة أو متغيرة أو سندات صفرية الكوبون، وتصدر سندات العائد الثابت بعدل فائدة ثابت حتى تاريخ الاستحقاق وبنسبة مئوية من القيمة الأسمية، ويتم دفع العائد سنوياً أو كل نصف سنة أو ربع سنة على حسب ما تقرره الجهة المقترضة أو المصدرة للسندات.

أما السندات ذات الفائدة المتغيرة، فيتم سدادها بما يتماشى مع المتغيرات التي تحددها الجهة المقترضة، ويحمي هذا النوع من السندات الجهة المصدرة من مخاطر انخفاض أسعار الفائدة في السوق.

وفيما يتعلق بالسندات قابلة التحويل فهي التي يمكن تحويلها إلى أسهم عادية من أسهم الشركة المصدرة للسند وبتاريخ وسعر محددين مسبقين.

وعلى مستوى سندات صفرية الكوبون، فهي التي ليس لها فائدة تُدفع دورياً وبدلاً من ذلك يتم بيعها من البداية بقيمة تقل عن القيمة الاسمية ويتم استردادها بكامل قيمتها الاسمية عند حلول تاريخ الاستحقاق.

كما يوجد عائد جاري هو الذي يتم حسابه بقسمة فائدة السند على السعر عند الشراء، أما العائد حتى تاريخ الاستحقاق وهو العائد الذي يتلقاه المستثمر نتيجة الاحتفاظ به حتى تاريخ الاستحقاق.

والعائد عند الاستحقاق يعادل كافة الفوائد والكوبونات التي تتلقاها من وقت شرائك للسندات حتى تاريخ استحقاقها بالإضافة إلى المكسب.

المميزات والعيوب

تكمن مميزات السندات في توفيرها دخل مضمون عبر عائد ثابت، فمن المستحيل أن تفقد الاستثمار إلا في حالة تعرض المؤسسة المصدرة للسند إلى عملية إفلاس او تعثر عن السداد.

أما الاستفادة الثانية فهي حصولك على أرباح في حالة إعادة بيعه بسعر أعلى من الذي قمت بشرائه، وفي بعض الأحيان فإن تجار السندات يبيعونها بسعر يتجاوز قيمتها الاسمية، ويحدث ذلك حينما يكون صافي القيمة الحالية لمدفوعات الفائدة ومبلغ رأس المال أعلى من ​استثمارات​ السندات البديلة.

وعلى مستوى العيوب فإن العائد الذي يمكن الحصول عليه من السندات يكون أقل من نظيره في الأسهم، وفي تلك الحالة فإن مجموع ما تتقاضاه لا يكون كافي لمجاراة الارتفاع في الأسعار.

وفكرة الاستثمار فقط في السندات من الممكن ألا تمكن الشخص من الادخار بشكل كافي لفترة ما بعد التقاعد.

أما العيب الثاني فهو المخاطرة خصوصاً بالنسبة للاستثمار في سندات الشركات، حيث يجب التأكد من تقييم الشركة لدى وكالات التصنيف الائتماني، وحينما يتم تصنيفها الشركة أو السندات عند مستوى (BB) أو ما أقل من ذلك ترتفع درجة المخاطر.