دكتور، بروفسور وعالِم استثنائي ، جميعها ألقاب لـ"شاب ​لبنان​ي" سطع نجمه في الآونة الاخيرة بعدما أختاره منتدى ​الاقتصاد العالمي​ بين 50 عالِماً استثنائياً دون سن الاربعين. و يعتمد المنتدى في اختياره العلماء ​الشباب​ انطلاقاً من أبحاثهم و مساهمتهم الفاعلة في مجالات العلوم و ال​تكنولوجيا​ و الهندسة.

و رغم انجازاته الكثيرة و أبحاثه التي لا تُعد، الا ان طموحه تخطى العلم نحو الانسانية، حيث يعمل لنشر العلم و المعرفة في المجتمعات الفقيرة.

ولنتعرف أكثر على هذا الشاب كان لـ"الإقتصاد" مقابلة مع الدكتور بيار كرم لمعرفة تفاصيل مسيرته العلمية الحافلة، و تدوين أبرز نجاحاته و انجازاته.

من هو الدكتور بيار كرم؟

وُلدت في بلدة قرطبا عام 1984،حصلت على شهادة الاجازة من ​الجامعة اللبنانية​ الاميركية "LAU"، ثم ​نلت​ شهادة الماستر من ​الجامعة الاميركية​ في بيروت "AUB"، و عملت خلالها مع د.لارا حلاوي في بحث لاختراع مواد لقياس نسبة السكر في الدم و غيرها من الابحاث.

ثم سافرت الى ​كندا​، للحصول على شهادة الدكتوره من جامعة "MCGILL"، ركٌزت خلالها عملي على بحثين أساسيين، الاول كان عن كيفية تكاثر الـ" Hepatitis C virus"، وهوفيروس لا علاج له، نلت خلالها على جائزة من المنظمة العلمية للبحوث لأهم انجاز علمي بهذا الخصوص، و فزت خلالها أيضاً بجائزة أفضل بحث طالبي.

كما تعاونت في بحثي الآخر مع البروفسورهنادي سليمان، حيث استخدمنا الحمض ​النووي​ للقيام بأدوية ذات أشكال هندسية دقيقة جداً ليصل الدواء الى خلايا محددة في الجسم.

ثم انتقلت الى جامعة "UC Berkeley" عام 2011، و عملت مع فريق على تكنولوجيا لتحويل الاوساخ في ​المياه​ المبتذلة الى طاقة كهربائية.

عدت الى لبنان، الجامعة الاميركة تحديداً عام 2012، للعمل على أبحاث تتركز في تشخيص الامراض في الدم بطريقة سريعة جداً، و أيضاً اكتشاف الجراثيم الموجودة في مياه الملوثة قبل استخدامها للشرب.

لماذا اختارك منتدى الاقتصاد العالمي بين ال 50 عالِماً استثنائياً؟

يركز منتدى الاقتصاد العالمي على الانجازات العلمية و فعاليتها من جهة، و على تأثير هذه الابحاث على المجتمع المحيط من جهة أخرى.

ومن ناحية شخصية، فأنا أركز على نشر العلوم خارج النطاق الاكاديمي، أي ايصالها الى مجتمعات لا تمتلك القدرات للتدرب او التعلم بطريقة علمية صحيحة.

فنقوم بزيارة مدارس رسمية للمساعدة في هذا المجال، كما أقمنا مختبرات علمية لمساعدة النازحين في منطقة البقاع لمساعدنهم و تشجيعهم على التعلم.

كما قمت بتأسيس جمعية "علمي علمك" مع بعض الزملاء لتوعية الرأي العام على مواضيع علمية لا يعلمون بمدى مخاطرها.

بماذا تساهم مشاركتك بمؤتمر "World Economic Forum Annual Meeting of the New Champions ".

هو مؤتمر سنوي، ينعقد مع 2000 فعالية من قادة ​الصناعة​ ورؤساء الدول والحكومات و​الرؤساء التنفيذيين​ للشركات المتعددة الجنسيات في تيانجين في ​الصين​. الهدف منه هو تحديد أهم و أكبر المخاطر التي يعاني منها العالم و ايجاد حلول لها على جميع الاصعدة.

هل تلقيت الدعم الكافي في لبنان؟

الابجاث العلمية بحاجة لدعم مادي كبير ، خصوصاً ان لبنان يكتنز الكثير من الادمغة، و لكن الدعم غير كافٍ، على الرغم من وجود عدة مصادر للأبحاث منها الجامعة، و مركز البحوث و الانماء التابع للدولة اللبنانية و لكن الحكومة لا تقدم ما يكفي لهذا المركز.

ما هو طموحك للمستقبل؟

أطمح كثيرأ للتأثير على الشباب اللبناني للانخراط في المجال العلمي، و أعتبر نجاح طلابي نجاحي أيضاً، كما ان الابحاث التي نقوم بها مؤهلة لأن تكون "startups " و توظيف أشخاص ذوي كفاءات، مما يؤثر ايجاباً على ​الدورة الاقتصادية​ في لبنان.

ما هي نصيحتك للشباب اللبناني؟

قبل ان أعود الى لبنان قال لي دكتوري ان عودتي الى البلد تعتبر "انتحار مهني"، و لكن دائما أعتبر أنني و أمثالي من نبني الوطن على الرغم من صعوبة أبحاثي و أعمالي هنا، ولكن لكي نؤمن مستقبل جيّد لأولادنا،يجب تفريغ طاقاتنا في لبنان و ليس في الخارج، لذلك أدعو الادمغة اللبنانية العودة الى لبنان لتفعيل قدراتهم لأننا نحن المستقبل و يجب دائماً ان نتحلّى بالأمل.