زرعت شركة "ثري ​سكوير​ ​ماركت​" الأميركية رقاقات إلكترونية صغيرة يمكنها تتبع أداء الموظفين خلال العمل، وتم زرع هذه الرقاقة تحت الجلد، وهي بحجم حبة ​الأرز​.

وذكر المدير التنفيذي للشركة "تود ويستبي" أن العديد من الموظفين داخل الشركة قد تم زراعة رقاقات في أيديهم ويمكن بواسطتها فتح الأبواب الأمنية واستخدام الحواسب والدفع عبر آلات البيع داخل الشركة.

وأطلقت "ثري سكوير ماركت" تطبيقا على ​الجوال​ يتواصل مع الرقاقة الإلكترونية عن طريق "​جي بي إس​" ويتتبع تحركات الموظفين أينما كانوا، وذكر "ويستبي" أنه يمكن توسيع نطاق استخدام الرقاقات في السجون أو لتتبع الأطفال وغير ذلك.

وسائل مختلفة

وفقا لتقرير نشرته "الغارديان"، فإن العديد من الشركات ربما ترفض هذا الأمر رغم أن بعض الشركات ال​تكنولوجيا​ تنفذ هذه التجارب وأثمرت بعض المزايا من بينها تحسين إنتاجية الموظفين من خلال مراقبة نشاطهم بدقة ومعرفة مدى التزامهم بمواعيد الراحة وغيرها.

استخدمت بعض الشركات الصينية مستشعرات في ​خوذات​ وقبعات يرتديها الموظفون بحيث يمكنها عمل مسح لموجات المخ واكتشاف التعب والإجهاد والضغط وحتى معرفة الحالات المزاجية كالغضب.

تستغل شركات تكنولوجيا ماسحات المخ لدى الموظفين لمعرفة عدد ما يحتاجه العامل من فترات للراحة والوقت المناسب لذلك.

استخدمت هذه التكنولوجيا أيضا لدى قائدي قطارات فائقة السرعة لمعرفة الإجهاد وفقدان الانتباه.

رغم مشروعية مراقبة أنشطة الموظفين والتأكد من أدائهم وسلوكياتهم داخل العمل، إلا أن هناك مخاوف تتعلق ب​الخصوصية​ واحتمالية خروج هذا الأمر عن السيطرة كتتبع حياة البشر.

في شباط الماضي، قالت "​أمازون​" إنها سجلت براءات اختراع تتعلق بتقنيات لا تتبع فقط أداء الموظفين أو مواقعهم، بل إنها يمكنها أيضا قراءة حركات الأيدي والنبضات لتحذيرهم بشأن التقاط شيء غير مناسب في عملهم.

تبيع شركات تكنولوجية منتجات يمكنها الحصول على لقطات منتظمة للموظفين أثناء العمل ومراقبة استخداماتهم للإنترنت و​الشبكات​ الحاسوبية باستخدام كاميرات حواسبهم.

حتى العمل من المنزل ليس بمعزل عن هذه المراقبة، حيث يمكن أن تتابع برمجيات عن بعد أداء الموظفين أو مراقبة أنشطتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

الإيجابيات والسلبيات

في بعض الدول، يمكن مراقبة الموظفين بشكل جزئي أثناء العمل ويعد ذلك قانونيا حيث يتتبع المديرون أوقات الراحة وسلوكيات الموظفين في الشركات.

تعلق الشركات لافتات وإرشادات لإخطار الموظفين الجدد بأنهم قيد المراقبة كما تحدد المحاذير التي يجب عليهم تجنبها.

يرى محللون أن هذا الأمر يسهم بشكل كبير في تجنب مشكلات مثل اختراق البيانات أو تسريب أسرار شركات أو التنبه لضعف أداء أحد الموظفين ومحاولة تحفيزه.

كما أن المراقبة تحول دون التسبب في ضعف الإنتاجية أو وقوع أخطاء كارثية وعدم إهدار الوقت في الراحات المبالغ فيها أو كثرة الحديث بين الموظفين دون سبب وتجنب سلوكيات كالتحرش والتمييز و​العنصرية​.

أما المخاطر، فتكمن في انتهاك الخصوصية والمراقبة بشكل مبالغ فيه مثل تتبع الجوال والمراقبة بالكاميرات.

يثير هذا الأمر مخاوف باستمرار بأن الموظف ربما يفقد عمله في أي لحظة نتيجة خطأ ما، وهو ما يدفعه للريبة في كل شيء وفقدان الثقة.

تسبب أدوات المراقبة المختلفة من المديرين في ضعف التواصل والتفاعل من جانبهم مع الموظفين.