ينشغل العالم اليوم بالتدهور الاقتصادي الذي تعاني منه ​تركيا​ وانهيار الليرة المتواصل التي شهدت خلال شهر ايار الفائت خسارة 17 نقطة من رصيدها مقابل ​الدولار​ الامر الذي ينذر بدخول البلاد الى نفق ازمة مالية من العيار الثقيل، ومسلسل الهبوط المتتالي لليرة جعلها تتربع على عرش ​العملات​ الأسوأ أداء منذ مطلع العام الجاري ، ليأتي تخفيض "موديز" توقعاتها لنمو ​الاقتصاد التركي​ الى 2.5% من 4% ليزيد من عمق الازمة حيث بات من الواضح ان ​انقرة​ لن تخرج في الوقت القريب من هذا المأزق ، ولم يكن احد ان يتوقع بحدوث هذه الخسائر للاقتصاد الذي يتمتع بعناصر قوة واظهر في الاونة الاخيرة مؤشرات ونتائج ايجابية مهمة تآكلت بعض الشيء بسبب ​الاحداث​ الجيوسياسية والعجز في ​الميزان التجاري​.

وفي الوقت التي تمر تركيا بازمة مالية من الممكن ان تكون الاكبر في تاريخها، تعمد البلاد الى افتتاح اكبر مطار في العالم في اطار مجموعة من المشاريع التي تعمد الى تنفيذها وتحمل الطابع العالمي ، ومشروع المطار الجديد في ​إسطنبول​ الذي وضعت الدولة التركية اللمسات الأخيرة لإنهائه، والذي سيتم افتتاحه بتاريخ 29 تشرين الأول القادم ، وسيكون من أكثر المطارات نشاطا وازدحاما على المستوى العالمي بفضل قدرته على استيعاب 90 مليون مسافر في السنة ، ووصلت تكاليف إنشاءه الى 14 مليار دولار ويقع في الجزء الأوروبي وسيسهم بشكل كبير في نمو ​قطاع الطيران​ الاوروبي والذي سيعتبر هدية مهمة للشعب التركي في الذكرى 95 لقيام الجمهورية.

تركيا بناء اكبر مطار في العالم يهدد حركة الطيران في ​أوروبا

تعمد تركيا الى الاستفادة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي ساعدها على التحول الى قطب فاعل في مجال الطيران الجوي ، فانشأت مطار ​اسطنبول​ الثالث حيث سيتم نقل جميع ​شركات الطيران​ العاملة في مطار "أتاتورك" إلى المطار الجديد الذي سيكون أكبر مطار في العالم عند استكماله في عام 2025 ، ويقع في الجزء الأوروبي ، ومن المقرر عقب افتتاحه إغلاق "مطار أتاتورك" بعد 65 عاما من العمل، وتحويل أرضه إلى حديقة كبيرة تحمل اسم حديقة "الشعب" ستكون مساحتها قرابة 4 أضعاف مساحة حديقة "سنترال بارك" في ​نيويورك​، لتكون رابع أكبر حديقة في العالم.

وسيعمل المطار الجديد على تقديم رحلات مباشرة إلى معظم الدول في أوروبا، وسيعزز من الاقتصاد التركي، واشارت مفوضة ​الاتحاد الأوروبي​ للمواصلات فيوليتا بولك، إن ​مطار إسطنبول​ الثالث مطار كبير للغاية مجهز بأحدث التقنيات، ومراحل البناء مثيرة للإعجاب، وسيسهم بشكل كبير في قطاع الطيران بأوروبا، وسيصبح أحد أكبر المراكز في المنطقة إذ يتمتع قطاع الطيران في تركيا بتنافسية عالية، لذلك سيكون له إسهامات في السوق وللمسافرين على حد سواء لأن المنافسة ستزداد.

ويقوم المشروع الذي تم انجاز حوالي 90% منه على التعاون بين القطاعين العام والخاص، حيث تم بناءه على أراضي غابات مملوكة للدولة التركية، وصلت تكاليف إنشاءه 14 مليار دولار، وسيقدم خدماته لـ90 مليون مسافر في المرحلة الأولى، وما يقرب من 200 مليون شخص سنوياً، عقب اكتمال جميع مراحله عام 2025، ويوفر 225 ألف فرصة عمل، مكون من4 مبانٍ ، موصلة معاً عبر الأدراج الكهربائية.

كما يحتوى مطار إسطنبول الثالث على 165 جسرًا لاستقبال الركاب، وسكة حديدية للربط بين جميع أطراف المطار، كما سيضم 6 مدارج لهبوط وإقلاع ​الطائرات​، وسيوفر جراج معاينة لـ500 طائرة في آن واحد، كما سيضم المطار ثلاثة ​أبراج​ مراقبة إلكترونية وتقنية، وثمانية أبراج تحكم، وموقف سيارات يستوعب 70 ألف سيارة، وسيحتوي المطار كذلك على أكبر سوق حرة في العالم، و مركز طبي متكامل، وصالات للشخصيات الهامة مع 4 ​فنادق​ راقية، ومستشفيات ومركز طوارئ، وغرف للصلاة، ومراكز للمؤتمرات، وقصر يتبع للدولة، ومحطات ​توليد الكهرباء​، ومرافق لمعالجة المياه و​النفايات​.

ومن المقرر ان يتم تحصيل مبلغ قدره 20 يورو عن كل مسافر عبر مطار إسطنبول الجديد، بينما ستظل رسوم خدمات نقل الركاب الأخرى المحلية والدولية لركاب الترانزيت هي نفسها المطبقة في "مطار أتاتورك".

وتعول تركيا كثيرا على هذا المشروع لانه سيشكل نهضة اقتصادية لها ، وستحجز البلاد مركزا متقدما في عمليات الشحن الدولية وهذه جزء من الاستراتيجية التركية لتعزيز الاقتصاد عبر الترانزيت كما يؤسس هذا المطار لاقتصاد جديد ستبلغ نسبته نحو 4.9% اضافة إلى الاقتصاد التركي، وسيوفر نحو 225 ألف فرصة عمل، وحاولت ​الدول الاوروبية​ محاربته لأنه سيؤثر سلباً على عملياتها الإقتصادية وسوف يغير المجال الجوي الأوروبي بشكل كامل وسيعمل على تقديم رحلات مباشرة إلى معظم الدول في أوروبا إسطنبول كمركز ترانزيت و وسيعزز من الاقتصاد التركي .