بحث برنامج "​الإقتصاد في أسبوع​" من إعداد وتقديم ​كوثر حنبوري​ عبر أثير "إذاعة ​​​​​​​​​لبنان​​​​​​​​"​ في حلقة هذا الأسبوع "تأثير انسحاب الولايات المتحدة من الإتفاق ​النووي​ ال​إيران​ي على ​​أسعار النفط​​"، مع الخبير النفطي د. ربيع ياغي​، الذي أشار الى ان "الإنسحاب التدريجي من هذا الإتفاق أعاد ورقة الضغط الأميركية السابقة وخاصةً على الشركات العاملة في إيران والتي بمعظمها الشركات أوروبية".

وأضاف ياغي: "في عملية الإنسحاب كان هناك ممانعة اوروبية كون معظم الشركات العاملة في إيران أوروبية وعلى رأسها ​الشركات الفرنسية​ والألمانية".

وعن تأثير الإنسحاب على أسعار النفط، قال ياغي: "بما أن إيران تعتبر بلد منتج في ​أوبك​، وإنتاجها يوازي حجم إنتاج ​العراق​ فلا شك ان السوق العالمي سيتأثر، نتيجة التأثير على معادلة العرض والطلب من ناحية الوفرة التي ادت الى هبوط الأسعار، لأنه وفي هذه الحالة فإن الإستقرار بين العرض والطلب بات مفقوداً"، مشيراً إلى أن "أوبك" لا تزال على قرارها بتقليل الإنتاج في 2018، وهو ما انعكس استقراراً على السوق "لكن اي خلل سيؤثر طبعاً".

وأضاف: "بهذه الخطوة السياسية القادمة الأسعار ستتأثر صعودا والمتضرر لن يكون إيران فقط بل إن الدول المستهلكة وعلى رأسها الدول الأوروبية ولبنان والدول الأخرى التي ليس لديها مصادرها الذاتية الكافية ستتأثر سلباً، ومن هنا نتفهم الممانعة الأوروبية لضرب الاتفاق النووي".

وأوضح ياغي ان الأسعار لها ضوابط في السوق "الطلب لن يرتفع لذلك فإن السعر لن يتجاوز 85 دولار، و80 دولار سيكون السعر الوسطي في النصف الثاني من عام 2018"، مضيفاً أنه "لا شك ان لبنان دولة مستهلكة بالمطلق لذلك أي تغير بالأسعار في ​الأسواق العالمية​، وأي ارتفاع سيؤثر على الفاتورة النفطية وعلى فاتورة المستهلك اللبناني مباشرةً لكن لا أعتقد ان سعر صفيحة البنزين سيتجاوز 20 دولار".

وأضاف: "​الوقود​ الأساسي لكهرباء لبنان هو الديزل أو المازوت أو ​الغاز​ أويل والبواخر المستأجرة لتوليد ​الطاقة​ الوقود الأساسي لها هو الفيول أويل وهي مشتقات سترتفع أسعارها أيضاً، لذلك فإن عجز ​الكهرباء​ سيرتفع بلا شك".

ورداً على سؤال حنبوري عن التصديق على مناقشة إنشاء مجمّع نفطي دولي بمنشآت النفط في ​طرابلس​ وأنه سيكون من أكبر المجمّعات في شاطئ المتوسط بتمويل وإدارة شركة "روسنفت" الروسية، قال ياغي: "لا شك ان هذا المجمّع يخلق نوعاً من الأمن الطاقوي الأساسي في لبنان فحياتنا باتت تعتمد على التكنولوجيا، لذلك وفي حال انشاء هكذا مجمع مهم الى هذه الدرجة في شرق البحر المتوسط مع شركة عالمية كروسنفت، فناهيك عن فرص العمل و​النمو الاقتصادي​ الذي يمكن ان يولده فسيصبح لدينا ليس فقط اكتفاء ذاتي من الطاقة بل مخزون استراتيجي يكفينا لأشهر، كما سنشهد حركة كبيرة للبواخر".

وعن اطلاق دفتر الشروط لاستقدام بواخر ​الغاز، لفت ياغي الى أنه تقدم باقتراح سنة 1996 لإستدعاء باخرة عائمة تضخ الغاز لمعملي دير عمار والزهراني اللذين كانا في المراحل الأخيرة للإنشاء، لكن احداً لم يسمع، قائلاً: "الغاز سيوفر على الأقل 25% من فاتورة الطاقة كما انه صديق للبيئة وهذا ما كان يجب ان يحصل منذ زمن".