استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "المراة القيادية والمنتجة في الإقتصاد؟"، رئيسة المجلس اللبناني للسيدات القياديات مديحة رسلان، مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتايان.

بداية قالت رئيسة المجلس اللبناني للسيدات القياديات مديحة رسلان أن "السيدات اللواتي ترشحن على الإنتخابات النيابية يعرفن تماما ان الإنتخابات في لبنان لا تتم إلا من خلال الأحزاب السياسية الموجودة، لذلك اعتقد انهم قاموا بمخاطرة وكان لديهم الجرأة للترشح رغم هذا الواقع، والهدف هو إيصال رسالة أننا موجودين، فمعظم النساء المرشحات كانوا يعرفون ان حظوظهم قليلة جداً".

وأضافت "المرأة في لبنان أخذت الكثير من الوقت لكي تعرف بان السلطة تؤخذ ولا تعطى، فردة فعل السيدات في لبنان كان بطيء في السنوات الماضية، ولم يكن هناك حركة كافية من الجمعيات".

ولفتت إلى "أنني في البداية كنت ضد الكوتا النسائية لان النساء بإمكانهم الوصول إلى 50% من التمثيل في المجلس النيابي، ولكن بعد النقاش مع سيدات يعملون بملف الكوتا النسائية، عملت بان التجربة في اوروبا تثبت بأن السيدة لم تصل إلى البرلمان إلا من خلال الكوتا ومن ثم تم إلغاء هذه الكوتا بشكل نهائي .. ومبروك للسيدات اللواتي وصلن إلى المجلس النيابي".

وإعتبرت رسلان ان "هناك عمل كبير يجب ان يتم إنجازه في السنوات الأربعة المقبلة بطريقة إستراتيجية لكي نصل إلى هدفنا الفعلي، فحتى الان لم نصل إلى نسبة التمثيل الذي نريده، فنسبة التمثيل النسائي في المجلس النيابي أقل من 5% وهذا الرقم معيب بحق كل البلد .. فالسيدة اللبنانية اليوم تشارك بسوق العمل بنسبة تصل إلى 50%، وفي قطاعات معينة وصل التمثيل إلى اكثر من 60% .. فلماذا لا تكون النسبة في البرلمان 30% على الأقل".

واكدت أن "القوانين في لبنان بالإجمال تحتاج إلى تحديث، ومن ضمنها القوانين المتعلقة بالمرأة، ونحن كأمهات نعمل على تربية أولادنا على المساواة بين الرجل والمرأة، وهذا الامر سيساهم في التغيير في المستقبل القريب بدون شك".

بدورها قالت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتايان، أنه "في الإنتخابات النيابية التي جرت، كان هناك قرار بانه علينا كسيدات ان نخوض هذه المعركة، لاننا على يقين بان الكوتا النسائية لن تمر في لبنان، خاصة ان هناك طرف سياسي وجزب نافذ قرر رفض هذا الامر .. لذلك قررنا أخذ زمام المبادرة بغض النظر عن الكوتا النسائية والترشح من خلال هذه الإنتخابات، والمفرح في المشهد ان السيدات المستقلات كانوا الأبرز من بين 113 سيدة ترشحت إلى هذه الإنتخابات، وهذا يساعد ويشجع الأحزاب لتمثيل النساء بشكل اكبر في أي إنتخابات مقبلة".

وإعتبرت ان "وصول 6 سيدات إلى المجلس النيابي مقارنة مع 4 سيدات في المجلس السابق هو امر جيد، وإنجاز مهم على الرغم من البطء الشديد في التقدم، فالتغيير السلمي في ظل النظام الحالي سيأخذ الكثير من الوقت .. ويجب ان نستمر في العمل وان لا نستسلم لنصل إلى الهدف".

وفي سؤال للزميلة خداج عن سبب غياب السيدات أيضا عن المراكز الإقتصادية وعن غياب السيدة القيادية في مركز القيادة في الإقتصاد .. قالت هايتايان "السيدات عامة تلتزم بأخلاقيات معينة اكثر من الرجال، فالرجال على إستعداد للقيام ببعض الأمور التي لا تقوم بها المراة من أجل الوصول إلى المركز او القيادة .. في حين أن السيدة تتوقع دائما ان كفاءتها هي الكفيلة في إيصالها إلى المركز".

واضافت "أنا أعتقد اننا أصبحنا اليوم في وقت نشهد فيه على تغييرات ملحوظة، خاصة ان هناك ضغط أكبر، وقبول أكبر بأن تتبوأ السيدات مراكز قيادية، فالمراة تثبت يوماً بعد يوم قدرتها وكفاءتها للوصول إلى مراكز القرار وتحقيق النجاح وتحمل المسؤوليات وتطوير المكان الذي تتواجد فيه".