تشهد اسعار ​النفط​ في الاونة الاخيرة ارتفاعات متتالية اوصلت بها الى مستويات الـ 75 دولار للبرميل، مستويات كانت كفيلة باشاعة جو من الايجابية والتفاؤول في ​الاسواق العالمية​ وخاصة دول ​الشرق الاوسط​ التي تأثرت من تراجع الاسعار على مدى الثلاث السنوات الماضية والتي تفائلت لخبر الارتفاع لانعكساته الايجابية على اقتصادياتها، ولكن هذا الارتفاع يبقى مرهونًا بالتطورات السياسية في الفترة المقبلة خاصة ان ​ايران​ باتت على أعتاب عقوبات أمريكية محتملة مع قرب انقضاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ​ترامب​ في 12 أيار الجاري ، في حين يكثف المنتجون جهودهم لتقليص المعروض النفطي حفاظا على ​توازن​ السوق واستمرار صعود الأسعار .

وللوقوف عند اسباب ارتفاع ​اسعار النفط​ العالمية واتفاق منظمة "أوبك" والتوترات الجيوسياسية وتوجهات الاسعار في الفترة المقبلة كان لموقع "الاقتصاد" لقاء خاصا مع مدير أبحاث السوق والتدريب في شركة "امانة كابيتال" في ​دبي​ وليد الحلو .

في ظل الارتفاعات المتلاحقة في اسعار النفط ، ما هي العوامل الذي تدعم هذه الارتفاعات ؟

ان الارتفاع الذي تشهده اسعار النفط ناتج عن ​الاحداث​ الجيوسياسية وليس بسبب ارتفاع الطلب ويظهر ذلك من خلال متابعة التقارير الشهرية الصادرة عن منظمة "ال​اوبك​" حيث ان الطلب يزداد ولكن بمعدلات محدودة لا تسمح بالعودة الى الاسلوب السابق في التعامل مع الاسعار .

برأيك كيف ستستفيد اقتصاديات الشرق الاوسط من هذا الارتفاع؟

ان الاستفادة تعود على الاقتصاد السلعي الذي يعتمد على ​البترول​ بالاخذ بعين الاعتبار ما تمثله عائدات النفط من اجمالي الناتج العام المحلي وكلما ارتفعت الاسعار ازدادت استفادة الدولة، وبالطبع فان ارتفاع عائدات النفط تؤدي الى زيادة النفقات الحكومية وتقليل عجزالموازنات وهذا الامر يرتبط بشكل وثيق بالازدهار الاقتصادي في الدول النفطية .

هل ستشهد معدلات الطلب على النفط ارتفاعا هذا العام ؟

من المتوقع ان يشهد الطلب على النفط نموا هذا العام ولكن من الصعب توقع معدلات الطلب العالمية نظرا الى ان هذه المعدلات تقترن بعدة عوامل من ضمنها ​النشاط الاقتصادي​ والذي يعتمد على ارقام النمو الصينية وحتى الان لم تشهد هذه الارقام تغيرات كبيرة .

وفي ما يتعلق باتفاق "اوبك" الرامي الى تخفيض الانتاج النفطي، كيف تصف حجم الامتثال لهذا الاتفاق ؟

يعتبر امتثالا ممتازًا وعلى عكس المتوقع واعتقد ان كل المشاركين استفادوا من هذا القرار وهذا يظهر جاليا من خلال النظر الى الاسواق والاسعار المتوقعة للنفط قبل الاتقاف وبعده حيث ان الاسعار اختلفت تماما، وفي حالة لم تتوصل الدول الى هذا الاتفاق لم تكن اسعار النفط ستتخطى مستوى ال 40 دولار واعتبر ان هذا الامتثال المميز يقف وراء ​ارتفاع اسعار​ النفط الذي نشهده حاليا .

برأيك هل سيتم التمديد لاتفاق "اوبك" الى ما بعد العام 2018 ؟وهل سيلتزم الجانب الروسي في حال تم التمديد ؟

اتوقع ان يتم تمديد الاتقاف الى ما بعد العام 2018 نظرا الى انه من ابرز الاسباب لصعود الاسعار يليها التوترات الجيوسياسية التي تحدث بين فترة واخرى واليوم تعتبر انتهاء الحرب الكورية ولقاء ​الرئيس الاميركي​ دوناد ترامب نهاية هذه الحقبة بصورة كبيرة .

واعتبر ان النفط سيعتمد على نفسه وهذا يعني اذا كان البترول بجاجة الى هذه الاتفاقية في العام المقبل للحفاظ على المستويات المرتفعة من الاسعار سيتم تمديد الاتفاقية .

كيف اثرت التوترات الجيوسياسية على اسعار النفط ؟و تهديدات ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الايراني؟

ان التوترات الجيوسياسية بداية من الحرب التجارية كانت تمثل العراقيل الكبيرة بالنسبة للنفط والمؤثر الرئيسي بالاضافة الى اتفاقية الانتاج .

وكل ما يصنف على انه مشكلة سياسية او اقتصادية او توترات ما بين الدول من شأنه ان يؤثر على سعر البترول بصورة ايجابية فان قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي من شأنه ان يؤثر بصورة كبيرة على الاسواق وعلى الاسعار.

وفي ما يتعلق ب​النفط الصخري​ الاميركي هل تتوقع ان ​ارتفاع الاسعار​ ستدفع اميركا الى زيادة انتاجها من النفط الصخري ؟

من الواضح ان الارتفاع الكبير في منصات الحفر الاميركية وصلت الى حاجز 800 منصة وتاريخيا هذا العدد لا يعتبر كبيرا نظرا الى انها في السابق وصلت الى حوالي 1500 منصة وفي السياق الموجود حاليا تعتمد الولايات المتحدة على عامل الاكتفاء الذاتي من انتاجها وبالتالي فان خطرها محدود وغير ملموس ولكن مع ارتفاع الدين الكبير للحكومة الاميركية قد تلجأ الى بيع النفط الموجود لديها لتخفيض هذا العجز وهذه النقطة التي تعتبر مخيفة وبالتالي تصنف واشنطن احد المخاطر الكامنة التي من الممكن ان تنفجر في اي وقت .

في النهاية كيف ترى توجهات السوق في المرحلة القادمة ؟وهل سيواصل النفط هذه الموجة من الارتفاعات ؟والى اي حدود من الممكن ان يصل ؟

من الصعب وضع تصورات لتوجهات اسعار النفط على فترات طويلة نظرا الى ان المتغيرات الاقتصادية كثيرة بالاضافة الى المتغيرات السياسية ولكنني ارى ان هناك مرحلة من استقرار الاسعار مع زيادة احتمالية الهبوط بسبب تحسن العلاقات بين الكوريتين وتبديد امكانية نشوب حرب تجارية عالمية.