عمل في الامم المتحدة في حنوب لبنان منذ العام 1978 وحتى اليوم وكان يحلم طيلة عمره بأن يبني فندقاً سياحياً يحصد النجاح من خلاله، وهذا ما عمل عليه وخطط له منذ فترة طويلة.

وعندما حان الوقت المناسب، نفّذ مشروعه السياحي في منطقة عرفت الحرمان طيلة فترة الحرب اللبنانية بالاضافة الى الاجتياحات الاسرائيلية المتكررة ومعاناة اهلها.

انسان عصامي اتكل على نفسه منذ البداية وقرر ان يخاطر بمشروعه فحقق حلمه وبنى الفندق الذي راوده طيلة ايام حياته بالرغم من المعارضة القوية التي واجهها بالاضافة الى الصعوبات المادية التي لم تقف امامه عائقاً فاستمر واسس عمله الجديد منذ العام 2014 ولاقى نجاحاً باهراً.

للاضاءة على تجربته، كان لموقع "الاقتصاد" مقابلة مع صاحب فندق "علما فردي" في بلدة علما الشعب الجنوبية ميلاد عيد:

- ما هي ابرز المحطات التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية والاكاديمية؟

في البداية درست سنة واحدة في الجامعة اللبنانية في سنة 1980 و لكنني لم اكمل بسبب الاوضاع جراء الحرب اللبنانية وتوظفت في الامم المتحدة بالناقورة منذ العام 1978 و حتى اليوم وحققت حلماً كان قد راودني منذ الصغر بحيث انني قمت ببناء فندق في بلدتي علما الشعب الجنوبية رغم كل الظروف القاسية وقلة الاستثمارات في المنطقة فقمت بهذه الخطوة وكانت مخاطرة كبيرة مع معارضة قوية من العائلة لانه برأيهم ان هذا الاستثمار لن ينجح في علما الشعب. و لكن التجربة عكست هذا الوضع وحققنا نجاحات كبيرة من خلال السواح الذين يقصدوننا من لبنان ودول العالم ومن خلال اقامة حفلات الاعراس والحفلات و غيرها. وكنت قد بدات بهذا المشروع في سنة 2013 و افتتحناه في العام 2014 و اضفنا اليه مساحات و غرف كما انني قمت باضافة طابقين جديدين نتيجة عدم توافر مكان للحجوزات الجديدة خلال فصل الصيف.

- ما هي ابرز الصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتك المهنية ؟

من ابرز الصعوبات التي واجهتني كانت على وجه الخصوص المسائل المالية والتي كانت تمثل تحدياً كبيراً لي لاكمال بناء مشروعي السياحي بلا اموال ولكنني استطعت ان اكمل رغم كل الظروف القاسية. كما انني واجهت صعوبة اخرى تمثلت بعدم ايجاد امكنة لزبائن جدد في ظل الحجوزات الكثيرة وهذا الامر قادني الى اضافة طابقين للفندق و توسيعه.

- ما هي المواصفات التي تتمتع بها شخصيتك وساعدتك على مواجهة هذه الصعوبات؟

واجهت هذه الصعوبات من خلال عقلي و خاصة من خلال تفكيري بطريقة لتدبير الامور و حسمها كما يجب حتى لا اقع في هفوات محتملة خلال مسيرتي المهنية، فعندما تعمل بحسب المنطق والطريقة الصحيحة فتكسب محبة و ثقة كل الناس ويكبر الاقبال على مؤسستك .

- هل تعتبر ان حققت ذاتك؟

حققت حلم حياتي من خلال انجاز مشروع الفندق وحققت العلاقة الاجتماعية مع كل اقطاب المنطقة و بيروت و العالم، و الجميع بات يعلم عن بلدة علما الشعب من خلال فندق "علما فردي"، ومن هنا أرى انني حققت نفسي ونجحت في ذلك، كما انني املك طموحاً كبيراً اسعى دائماً الى تنفيذه.

- كيف تجد الحركة السياحية في لبنان بشكل عام وفي منطقة الجنوب والناقورة بشكل خاص؟

بالنسبة لنا، لم نتوقف يوما واحداً عن العمل و كانت الحركة السياحية في فصل الشتاء جيدة نوعاً ما ونتأمل ان تتحسّن في فصل الصيف وخاصة بعد فترة الانتخابات النيابية كما اننا نعمل مع بعض المواقع الالكترونية التي تهتم بالسياحة حول العالم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي ما يؤدي الى جذب السواح من مختلف دول العالم الينا و هذا وضع جيد جداً.

- كيف تتفاعلون مع الوضع السياحي خاصة في مناطق الاطراف و هل هناك من منافسة حقيقية بين الفنادق المنتشرة هناك؟

بحسب رأيي، فان احداً لا ينافسنا في المنطقة وخاصة لناحية جودة الطعام الذي نقدمه والخدمات و حسن الاستقبال و تشهد المنطقة اجمالا جولات سياحية كثيرة من كافة المناطق اللبنانية و تقوم الوفود بزيارتنا و تنظيم حفلات. على الدولة ان تدعم الوضع السياحي في المناطق البعيدة نسبياً عن العاصمة و هذا امر طبيعي و هناك الكثير من المرشحين للانتخابات النيابية الذين يقيمون احتفالاتهم ولقاءاتهم عندنا. ويشجع هذا الامر ويحرّك الوضع الاقتصادي نوعاً ما ويحسّن من المداخيل السياحية للفنادق وغيرها.

- ما هي نصيحتك للشباب اللبناني في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بهم اليوم؟

انصح شباب لبنان بالبقاء فيه وعدم الهجرة وخلق من اللا شيء كل شيء وعليهم ان يبقوا ويصمدوا وان يعطوا فكرهم بانتاج مثمر كي لا يقعوا في الملل والاحباط واليأس في لبنان. ويجب عليهم اثبات انفسهم اكثر واكثر وان يكافحوا بكل قوتهم كي يستطيعوا ان يصلوا لى اهدافهم في الحياة.