في حين تترقب الاوساط العالمية اللقاء المرتقب بين ​اميركا​ و​الصين​ خلال الايام القليلة المقبلة في ​بكين​ لاجراء النقاشات حول ​الازمة الاقتصادية​ الدائرة بين البلدين، تسود ​الاسواق المالية​ حالة من عدم اليقين الى ما ستؤول اليه الاوضاع خاصة مع اعلان الجانب الصيني الذي استبق اللقاء ان على ​الولايات المتحدة​ التخلي عن نهجها الاحادي تجاه التجارة وان تتبنى اسلوبا تشاوريا من خلال الحوار، مشيرة الى ان الاخيرة تنتهك قواعد ​منظمة التجارة العالمية​، موضحة أن مثل تلك الأحكام يجب أن تصدر في إطار المنظمة وليس بقرار من بلد بعينه، ومن ناحيته اعلن الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ انالصين جادة جدا ونحن جادون جدا معتبرا ان هناك فرصة جيدة جدا لإبرام اتفاق، كما يتم في اطار مواز التحضير للقاء الماني اميركي للبحث حول امكانية إعفاء الاتحاد الأوروبي من ​الرسوم الجمركية​ التي تعهَّد ترامب باتخاذ إجراءات انتقامية لمواجهتها، احداث عالمية كثيرة من شأنها ان تعيد رسم مشهد الاقتصاد العالمي وان تطرح سناريوهات كثيرة تعتمد على التطورات التي ستحدث في الايام القليلة المقبلة، وهل سيتم التوصل الى حل ام ان الامورستتجه الى المزيد من التعقيد ؟

وفي هذا السياق وللحديث عن الاحداث العالمية وخاصة التوترات بين اميركا والصين وتأثيرها على الاسواق المالية وعلى اقتصاديات الدول كان لموقع "الاقتصاد " حوار خاص مع المحللة في ​الأسواق المالية​ المتخصصة في التحليل الفنيهند عبدالحميد من مصر كم تتطرق الحوار الى تأثير فرض الرسوم الجمركية الاميركية على الصلب على الجانب المصري بالاضافة الى الحديث عن ​العملات​ الرقمية والاوضاع الاقتصادية في مصر بشكل عام بعد مبايعة الشعب المصري للسيسي لرئاسة البلاد للمرة الثانية .

بداية برأيك كيف اثرت المناوشات والحرب التجارية بين اميركا والصين على الاسواق المالية وعلى ​اسعار الذهب​ ؟وهل طالت ​الاسواق العربية​ والسوق المصريي بالتحديد ؟

بداية انعكست المخاوف من الحرب التجارية من شهر اذار سلبا على سوق ​الأسهم الأمريكية​ و لكن الانخفاض كان محدودا و ليس كانهيار وهي تعبر عن قلق الأسواق من زيادة المخاطر التضخمية و تباطؤ ​النمو الاقتصادي​ ، هذا و قد ارتفعت اسعار الذهب نتيجة لتحوط المستثمرين للملاذ الامن كرد فعل طبيعي يحدث عند اي أحداث او توترات جيوسياسية بشكل عام، بالنسبة للأسواق العربية فموضوع التعرفة الجمركية لن يضر بشكل مباشربها لأنها لا تعتبر من الدول الرئيسية المصدرة إلى الولايات المتحدة.

باستثناء مصر و التي تصدر الى أمريكا ما يقارب 170 الف طن من الصلب في السنةبقيمة 100 مليون دولار و هذا الرقم يعتبر شيئ لا يذكر مقارنة بحجم واردات أمريكا من الصلب والتي وصلت قيمتها الى 33 مليار دولار عام 2017 وهي بالتالي تحاول التفاوض من أجل إعفائها من الرسوم الجديدة، حاليا ليس من المؤكد ان كانت مصر سيتم إعفائها ام لا و لكن حسب تقديرات وزارة الصناعة والتجارة المصرية فإن مجمل الخسائر التي قد تتعرض لها البلاد في حال تطبيق التعرفة عليها تصل الى ما يقارب 180 مليون دولار.

برايك كيف سيتأثر الاقتصاد العالمي والاسواق في حالة تصاعد التوترات بين القطبين الاميركي والصيني ؟

إن حجم الأضرار التي ستلحق بالاقتصاد العالمي ، ومعدل التوسع فيه ، سوف يعتمد على ما تضمنته الحرب التجارية.

ليس من المعروف الى اي مدى ستتمادى هذه الحرب التجارية, فمثلا اذا كانت مقتصرة على الفولاذ و الألمنيوم فهذا شيء، اما اذا كنا نتحدث عن مئات الالاف من المنتجات فهذا شيء أخر و بالطبع الـتأثير حينها سيكون أكبر و بالتالي سيؤدي هذا الى انخفاض في النمو العالمي بشكل كبير.

في ظل المؤشرات العالمية هل سيتجه الطرفين الى حل ام الى مزيد من التعقيد ؟ومن يكون الخاسر الاكبر من هذه الحرب؟ ومن هي الشركات والقطاعات الاكثر تضررا في حال توسيع نطاق الاجراءات من قبل الطرفين ؟

حاليا هناك هدوء نسبي في الأسواق والذي اتى نتيجة البدء في المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة و الصين حسب تقارير من "وول ستريت" يأتي هذا بعدما أثارت هذه التحركات المخاوف من احتمال تصاعد الموقف إلى حرب تجارية شاملة بين أكبر اقتصادين في العالم وقد أكد وزير الخزانة ستيفن منوشين إنه يتحدث مع المسؤولين الصينيين في محاولة لمنع ذلك.

في كلا الأحوال لا يوجد رابح في الحرب التجارية، كلا الطرفين سيتضرر بما أنهما دولتين لهما مصالح مشتركة كمثال بسيطالولايات المتحدة كانت لها استثمارات بالصين فينهاية 2016 قدرت ب 80 مليار دولارفي 67 ألف مشروع في الصين فإذا ارادت أمريكا الحد من هذه الاستثمارات ، فالعمال و ​المصانع الصينية​ سيتضرروا وستزيد نسبة البطالة في الصين، من جهة أخرى فأن الشركات التي تستورد من الصين ستتضرر أيضا بما أنها اختارت الصين لرخص كلفة الانتاج لديهان لكن ان تم الحد من الاستثمارات في الصين او الاستيراد منها ، فالبديل انه سيتم التصنيع في الولايات المتحدة حيث التكلفة أعلى و بالتالي ضعف الطلب على المنتج و بالتالي نقص في الربحية.

أكثرالصناعات التي ستتأثر بشكل مباشر بالحرب التجارية الصينية الأمريكية: الطعام والشراب ، ​الطاقة​ ، السيارات ، التكنولوجيا ، الزراعة ،التمويل ، والوقود.

و بحسب "بلومبرغ" من المتوقع أن تبدأ الصين بحملة مقاطعة للشركات الأمريكية الكبرى العاملة في الصين مثل "نايكي" للملابس الرياضية و"جنيرال موتورز" لصناعة السيارات وسلسلة متاجر "تيفاني أند كو" إذا ما قام ترامب بفرض عقوبات أو معوقات على ​الشركات الصينية​ العاملة في الولايات المتحدة مثل مجموعة "​لينوفو​" لتكنولوجيا الكومبيوتر ومجموعة "زي تي إي" للاتصالات.

في اطار الحديث عن العملات الرقيمة التي اخذت الكثير من حيز الاهتمام في الفترة الاخيرة، ما هي ابرز اسباب التراجع في قيمة هذه العملات ؟ وبرايك هل هي فقاعة مسيرها الزوال ؟

بالنسبة لمعرفتي في العملات المشفرة بشكل عام فإن الهبوط قد فسر انه اتى نتيجة المخاوف من الإجراءات التنظمية الصارمة في اسيا والتي من خلالها تدفع عمليات البيع. و من الناحية التقنية، فتعتبر نوع من تصحيح للسوق بعد الارتفاعات القوية التي شهدناها في أواخر العام الماضي.

هل هي فقاعة ؟ في الحقيقة لا يوجد لدينا معطيات أساسية لتحديد اذا ما كانت فقاعة أم عملة اساسية موثوقة بها مستقبلا حتى الان.

بالنهاية العملات المشفرة تعتمد على العرض و الطلب فقط و مازلنا في أول الطريق في كل ما يتعلق بالعملات المشفرة بشكل عام و تحديد مصيرها سيتوقف على الطلب عليها بشكل أساسي و تأثير الحكومات على تشريعها.

هل يمكن اعتبار "​البتكوين​" وغيرها من العملات الرقيمة ملاذا امنا يمكن اللجوء اليها في حالة التوترات الاقتصادية وحل في حالة العقوبات الاقتصادية؟

كما ذكرت سابقا انه لا يوجد معطيات أساسية اقتصادية نعتمد عليها للانحياز للاستثمار فيها مع وجود التوترات الاقتصادية، وبنفس الوقت لا يوجد ما يمنع عدم التداول او الاستثمار فيها اذا ما كانت الدولة التي يتم التداولمنها مصرحة بممارسة بهذا النوع من النشاط.

على الصعيد المصري كيف اثرت ​الانتخابات المصرية​ على ​البورصة المصرية​ ؟ وكيف تقييمين الوضع الاقتصادي في البلاد بشكل عام ؟

يمر ​الاقتصاد المصري​ بمرحلة تحسن جيدة في خلال الفترة الأخيرة فنجد تحسن في المؤشرات البطالة الأخيرة و انخفاض ​معدلات التضخم​ و ايضا اتت الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتزيد من عوامل الاستقرار و استكمال خطة الاصلاح الاقتصادي و على سبيل المثال قانون الاستثمار الأخير الذي تم تحديثه و أيضا الافلاس و كل هذا انعكس اثره على البورصة المصرية بالايجابية و تحقيقها لارتفاعات و ارقام قياسية جديدة.

أيضا انخفاض ​معدلات الفائدة​ الاخيرة كان لها أثرا جيدا على تحسين و تحفيز الاستثمار المباشر و لربما نرى انخفاضات اخرى لمعدلات الفائدة خلال هذا العام و سيكون اثارها جيد على حركة الاقتصاد.