طغى المشهد السياسي - الإنتخابي للمغتربين ال​لبنان​يين في ​الدول العربية​ الذي جرى يوم امس الجمعة، على المشهد الإقتصادي الذي أطل خجولا نهاية هذا الأسبوع من بوابة ​مجلس الوزراء​ وتحديداً من خلال قرار المجلس المتعلق بالموافقة على خطة معالجة أزمة الكهرباء. 

وبإنتظار إستكمال عملية الإنتخابات النيابية يوم غد الاحد للمغتربين المقيمين في اوروبا والاميركيتين وافريقيا وأستراليا، وفي السادس من أيار المقبل في بيروت، بقيت مؤشرات الإقتصاد ضعيفة نسبياً، بإستثناء الحديث عن إرتفاع مرتقب في عدد السياح، لاسيما ​السياح الخليجيين​ وخصوصاً منهم القطريين. 

ولحظ تقرير مجموعة الإعتماد اللبناني لهذا الأسبوع حملة من المؤشرات، ومن ابرزها، إرتفاع شهري بنسبة مؤشر تضخم الأسعار بنسبة 0.81% خلال شهر آذار 2018، مقارنة بزيادة بنسبة 0.20% في شهر شباط. أما على صعيد سنوي فقد سجل مؤشر تضخم الأسعار زيادة بنسبة 5.35% إلى 104.99 نقطة في أذار 2018، مقابل نتيجة 99.66 نقطة في الشهر نفسه من العام 2017. 

وسجل العجز في ​الميزان التجاري​ اللبناني إنكماشاً بـ 187 مليون دولار على صعيد سنوي، إلى حوالي 2.61 مليار دولار لغاية شهر شباط 2018، من حوالي 2.80 مليار دولار في الفترة نفسها من العام السابق، وذلك بحسب إحصاءات المجلس الأعلى للجمارك. ويعود هذا التراجع في العجز إلى إنخفاض فاتورة المستوردات بـ 111 مليون دولار على أساس سنوي، إلى 3.14 مليار دولار، ترافقا مع إرتفاع قيمة الصادرات بـ 75 مليون دولار، إلى نحو 531 مليون دولار. 

أصدرت وزارة المال مؤخرا بالتعاون مع معهد باسل فليحان المالي الإقتصادي ملخصاً عن مشروع موازنة العام 2018، والذي وافق عليه ​مجلس النواب​ خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري. 

وقد قدّم التقرير شرحاً مفصلا عن ​الموازنة العامة​ وأبرز مكوناتها بالأرقام، ولحظت الموازنة العامة للعام 2018 ما يلي: بلغ مجموع النفقات المتوقعة 23891 مليار ليرة (15.85 مليار دولار)، مع الإشارة إلى أن الرقم المذكور لا يتضمن ​التحويلات​ إلى ​شركة كهرباء لبنان​ المقدرة بـ 2100 مليار ليرة. فيما بلغ مجموع الإيرادات المتوقعة 12.40 مليار دولار. ويبلغ بذلك مستوى العجز المرتقب 3.45 مليار دولار. 

أخيراً إحتل لبنان المرتبة الثانية في المنطقة لجهة تحويلات المغتربين في العام 2017، وقدّر ​البنك الدولي​ حجم تحويلات المغتربين إلى لبنان بـ 8 مليارات دولار في العام الماضي، ليحل بذلك في المركز الثاني إقليميا من حيث حجم التحويلات الوافدة مسبوقا فقط من مصر، كذلك تبوأ لبنان المركز الثاني على صعيد المنطقة من حيث مساهمة تحويلات المغتربين في ​الناتج المحلي​ الإجمالي للعام 2017 والتي تقدّر بـ 15.1%.