أقدم "فرنسَبنك"، رابع أكبر مصرف ​لبنان​ي، على إصدار سندات خضرَاء ليجعل ذلك منه أول مصرف في لبنان ومنطقة المشرق العربي يقوم بتلك الخطوة، لتعزيز الاقتصاد الأخضر، وتشجيع المشاريع الصديقة للبيئة، والمساهمة في مكافحة تغير المناخ. وقد قام "فرنسبنك للأعمال"، مصرف الاستثمار المملوك بالكامل من قبل "فرنسَبنك"، بدور وكيل التوظيف فيما يتعلق بعرض وتسويق برنامج السندات الخضراء.

وسوف يتبع هذا الإصدار الأول بقيمة 60 مليون دولار أميركي سلسلةُ سندات خضراء تأتي ضمن برنامج شامل بقيمة إجمالية تبلغ 150 مليون دولار أميركي.

وقد اكتتبت مؤسسة التمويل الدولية "IFC"، العضو في مجموعة البنك الدولي، والمستثمر الرئيسي في برنامج السندات الخضراء لـ"فرنسبنك"، مبلغ 45 مليون دولار أميركي في الإصدار الأول، كما وحصلت على موافقة مجلس إدارتها لاستثمار مبلغ إضافي بقيمة 30 مليون دولار أميركي في البرنامج نفسه، ليصل إجمالي مشاركتها إلى 75 مليون دولار. كما قام ​البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية​ "EBRD" بالاكتتاب بمبلغ 15 مليون دولار أميركي كأول مشروع إقراض للبنك في لبنان، بعد توقيعه مع "فرنسبنك" اتفاقية خط تمويل تجاري بقيمة 50 مليون دولار أميركي في 15 آذار 2018 في بيروت.

وستخول هذه السندات "فرنسبنك" أن يمول المشاريع الصديقة للبيئة، والهادفة إلى تعزيز كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة والمباني الخضراء. كما وستدعم هذه السندات تحول الاقتصاد اللبناني إلى اقتصاد صديق للبيئة في العديد من القطاعات، بما في ذلك الصناعات والجامعات والمدارس، وغيرها.

وأوضح رئيس مجلس إدارة "فرنسبنك" السيد عدنان القصّار : "يعزز هذا البرنامج الريادي للسندات الخضراء مكانتنا كمؤسسة مصرفية بارزة في تمويل الطاقة المستدامة في لبنان. ويندرج إصدار سنداتنا الخضراء، وهو الأول من نوعه في لبنان ومنطقة المشرق العربي، ضمن إستراتيجيتنا الخضراء التي بدأنا بتنفيذها منذ حوالي عقد من الزمن، وهي تتمثل في دعم استثمارات القطاع الخاص في تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتطبيق تكنولوجيات الطاقة النظيفة في القطاع الصناعي والمباني الخضراء ومشاريع الطاقة المتجددة. إن اكتتاب IFC وEBRD يعكس مدى ثقة هاتين المؤسستين الدوليتين بمصرفنا وبلدنا. وإن مشاركتهما ستسمح بمتابعة دورنا في دعم المشاريع الصديقة للبيئة، والمساعدة في مكافحة تغير المناخ، وزيادة حجم القروض التي نقدمها لمشاريع الطاقة المتجددة في لبنان.

ويشكل استثمار "IFC" جزءاً من استراتيجيتها الرامية إلى خلق أسواق عبر تشجيع الاستثمارات في مشاريع القطاع الخاص، خصوصا مع تزايد الاهتمام بالطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة وارتفاع الطلب عليهما. وصرّح المدير الإقليمي لـ "IFC" فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مؤيد مخلوف "نتوقع أن يكون لهذا المشروع دور فعّال في تمويل المشاريع المتعلقة بالمناخ، ليس فقط في لبنان بل وفي المنطقة ككل". وأضاف: " وبصفتنا المستثمر الرئيسي في برنامج السندات الخضراء لفرنسبنك، نهدف إلى تشجيع المزيد من استثمارات القطاع الخاص في مشاريع الطاقة على المدى الطويل والطاقة المتجددة، مما يمهد الطريق لمزيد من التنمية الاقتصادية المستدامة".

وصرّحت المديرة التنفيذية لمنطقة جنوب وشرق المتوسط في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية جانيت هكمان،: "إننا فخورون بأن نكون جزءًا من هذا الإصدار الأول من نوعه في لبنان والمشرق العربي، والمخصص حصريًا لتمويل المشاريع الخضراء. يأتي ذلك تماشيا مع استراتيجيتنا الرامية إلى الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر. ويُعتبر فرنسبنك الشريك المثالي لنا، إذ أثبت التزامه المستمر تجاه البيئة من خلال برنامجه في إقراض المشاريع الخضراء ".

تجدر الإشارة إلى أن انبعاثات الغازات الدفيئة في لبنان قد زادت بنسبة 28% منذ عام 1994 وهي في ازدياد مستمر. ومن المرجح أن يساعد هذا المشروع على تقليل الانبعاثات المذكورة بما لا يقل عن 6000 طن سنوياً بحلول عام 2022. ويستند إصدار السندات الخضراء إلى الدعم التقني الذي قدمته "IFC" إلى "فرنسبنك" على مدى عدة سنوات في مجال تمويل الطاقة المستدامة، الأمر الذي يشكل جزءًا من استراتيجية المصرف المعنية بالاقتصاد الأخضر، ويندرج ضمن التزام "فرنسبنك" بالهدف الثالث عشر للتنمية المستدامة للأمم المتحدة (SDG 13) المتعلق بمكافحة التغير المناخي.

وكانت "IFC"، وعلى مدى سنوات عدة، قدمت الدعم لـ"فرنسبنك" بواسطة عدد من الآليات المالية، بما في ذلك مشاريع خطوط ائتمان لتمويل مشاريع الطاقة المستدامة وخط تمويل التجارة. ويساعد برنامج السندات الخضراء التابع لـ "IFC" على توجيه الاستثمارات الخاصة نحو مشاريع منخفضة الكربون. ولغاية حزيران 2017 ، "IFC" استثمرت 5.8 مليار دولار أميركي في سندات خضراء في 12 عملة. وكجزء من عملها الأوسع نطاقاً بشأن تطوير التمويل الخاص بالمناخ، دعمت "IFC" هيئة الأسواق المالية اللبنانية لوضع مبادئ توجيهية فيما يتعلق بالسندات الخضراء.

وفيما يأتي التمويل الأخضر في صلب استراتيجيته، قام "EBRD" بتعزيز جهوده في هذا المجال وذلك باستثمارات قياسية بلغت 4.1 مليار يورو، في إطار منهجية الانتقال نحو الاقتصاد الأخضر في عام 2017 ، مقابل 2.8 مليار يورو في عام 2016. وقد مثّل التمويل الأخضر 43 % من إجمالي استثمارات البنك في عام 2017 ، وهو ما يتجاوز نسبة 40% من جميع استثمارات البنك، أي النسبة المحددة التي كان يتعين بلوغها بحلول عام 2020.

واعتبارا من أيلول 2017، انضم لبنان إلى "EBRD" ليصبح أحد البلدان المستفيدة من استثمارت البنك في منطقة جنوب وشرق البحر المتوسط، إلى جانب مصر والأردن والمغرب وتونس، والتي يستثمر فيها "EBRD" ويشارك في الإصلاحات السياسية فيها منذ عام 2012، إضافة إلى الضفة الغربية وغزة منذ أيار 2017. وحتى اليوم، استثمر "EBRD" أكثر من 6.8 مليار يورو في 179 مشروعًا في المنطقة.