استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "حوار إقتصادي مفتوح"، مستشار رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع للشؤون الإقتصادية روي بدارو.

في البداية إعتبر بدارو ان هناك "ركائز للإقتصاد وللمجتمع، وهذه الركائز هي الركائز الأخلاقية، فلا وجود لإقتصاد بدون ركائز اخلاقية توجّه العمل العام .. هذه الركائز لسوء الحظ فقدت في لبنان منذ إنتهاء الحرب اللبنانية، ونحن دائماً نحاول التذكير بهذه الركائز، وإعادة ترميمها، لان المجتمع الذي لا يملك الاخلاقيات التي تتلخص بالصدق والشفافية وعدم الفساد وعدم الكذب وعدم الهدر وغيرها، لن يتمكن من النجاح والتقدم مهما كانت الخطط الإقتصادية والإستراتيجيات التي يتم وضعها .. لذلك يجب إلقاء الضوء دائماً على اهمية هذه الاخلاقيات، وإذا وصلنا إلى الحكم ستكون هذه أسس المشروع الخاص بنا كقوات لبنانية".

وأضاف "إستناداً إلى هذه الأسس قمنا ببناء رؤية، وهذه الرؤية هي قضية جديّة كاملة ومبنية على فلسفة، مبنية على أخلاقيات ومساواة وإنصاف وعلى الكثير من القضايا الأخلاقية .. وهذه الرؤية هي السبيل الوحيد لبناء المجتمع الذي نتطلع إليه .. ونعتبر أن هذه الرؤية هذه بوصلة، لانها هي من ستدلنا على المسار الإقتصادي والسياسي الصحيح .. فالإقتصاد لا ينفصل عن السياسة، الإقتصاد هو سياسة، ونحن نحاول إعادة هذا الترابط العضوي والوثيق بين الإقتصاد والسياسة".

وتابع بدارو "مشروعنا يتجاوز المصالح الضيقة، وندعو لإجتماع لكل الأحزاب لمناقشة هذا المشروع وطرح مشاريعهم ايضا للتباحث والنقاش، ومهما طال هذا البحث والنقاش، لا شك اننا سنصل إلى رؤية مشتركة لمستقبل لبنان، فهل نريد ان نأخذه نحو الصراعات والحروب، ام نريد اخذه نحو إقتصاد منتج ومتطور وعصري".

وفي سؤال للزميلة خداج عن المؤتمرات الداعمة للبنان التي عقدت قبل الإنتخابات النيابية، وعن مؤتمر "سيدر" بالتحديد، وعما إذا كان هذا المؤتمر يهدف إلى تثبيت الرئيس الحريري، قال بدارو "انا ألخّص سيدر بجملة واحدة وهي "بداية النهاية"، واعني هنا إما نهاية الأزمة، أو نهاية الإقتصاد الوطني .. فنحن عند مفترق طرق اليوم، في التسعينات إستخدمنا طرق إقتصادية تدعى (ERBS) وهذه طرق نصح بها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وهي سياسات لكبح التضخم تم تطبيقها في دول أميركا اللاتينية وفي إسرائيل، ونجحت لمدة قصيرة فقط، وهذه الدول إنسحبت من هذه الإستراتيجية فيما بعد، ولكن لبنان مازال مستمر بهذه الخطة حتى اليوم، وهذه مشكلة كبيرة ... فهذه السياسة لا يمكن الإستمرار بها".

وأضاف "نحن لسنا متشائمين بان سيدر سيفشل، فمؤتمر سيدر قادر على النجاح إذا املينا الشروط التي وضعها المجتمع الدولي، وهذه الشروط كان يجب ان نضعها بانفسنا وان لا ننتظر المجتمع الدولي لفرضها علينا .. فنحن لسنا بحاجة لإستعمار ثقافي أو علمي جديد، لاننا نعرف المشاكل التي يعاني منها إقتصادنا، ونعرف النقاط التي يجب العمل عليها، والشروط الواجب تطبيقها ... ومع ذلك نقول اليوم ان هذه لعبة خطيرة ولكننا ملزمين على الدخول بها، وملزمين على الوقوف بجانب رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من أجل العمل على إنجاح هذا المؤتمر، لان فشل سيدر سيصل بنا إلى "كريزا" إجتماعية ستغيّر البنى الإقتصادية للبنان بشكل كلي".

ولفت إلى ان "لبنان يعاني من عجز كبير في الموازنة، فلا يدخل إلى لبنان اليوم رساميل كافية لكي نستطيع تغطية الحاجات بالعملات الصعبة، او تغطية الـ 5 و 6 مليارات في موازنة 2018 .. فالتصرف كان غير مسؤول، واليوم شعر الجميع بضرورة الذهاب نحو إصلاحات جذرية، لذلك جاء مؤتمر سيدر، الذي كان موضع خلاف، والخلاف تمحور حول عقد المؤتمر قبل الإنتخابات او بعد الإنتخابات، والفريق الذي إنتصر هو الفريق الذي أصر على عقد المؤتمر قبل الإنتخابات ... ولا اعتقد ان المواطن اللبناني مغشوش بالوعود القادمة من سيدر، فالناس بدات تستفيق، ولم تعد تصدّق الوعود، وهذا امر مهم من أجل مستقبل لبنان".