هو مثال ناجح في مجال ​ريادة الأعمال​، فقد أثبت على مر السنوات، طموحه وتميزه في هذا العالم الواسع، واستفاد من خبراته من أجل الانطلاق في مشروعه المميز.

هو مثال للشباب ال​لبنان​ي الطموح والمثابر والمثقف، الذي يبحث دائما عن التقدم وتحقيق الذات، والذي يعتبر أن الانسان لن يصل الى النجاح دون التعلم من الفشل، ليثبت مقولة الفيلسوف الهندي طاغور بأن "الفشل هو مجموعة التجارب التي تسبق النجاح".

هو في النهاية مثال يحتذى به في مجال الأعمال، وقصة نجاح مشرفة، نفتخر بوجودها في لبنان.

فلنتعرف الى مسيرة رائد الأعمال اللبناني ومؤسس شركة "Ihjoz"، سامي تويني، في هذه المقابلة التي خص بها "ال​اقتصاد​":

- من هو سامي تويني؟

تخرجت من "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB"، حيث حصلت على إجازة في إدارة الأعمال مع التركيز على ريادة الأعمال، ومن ثم أكملت دراساتي العليا في ​فرنسا​، و​نلت​ شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة "ESSEC".

عملت في شركة "FABERNOVEL" لمدة حوالي خمس سنوات كمستشار في مجال الابتكار، وخلال تلك الفترة تعاونت مع فريق العمل على بناء أنظمة ومنصات وخدمات، لمجموعات كبرى مثل "​Orange​"، "​فودافون​"، "RATP"،...

ومن خلال منصبي، تمكنت من اختبار النماذج الأولية من التكنولوجيات والخدمات الجديدة، وإطلاقها.

في العام 2008، قررت العودة الى لبنان، حيث استملت إدارة موقع "Naharnet"، أما في العام 2013، فأطلقت "Ihjoz" بشكل رسمي، كجزء من المجموعة ذاتها.

و"Ihjoz" هي منصة تتيح لأي منظم حفل أو حدث، إدارة المناسبة الخاصة به من خلال ​الانترنت​، بكل حرية ودون الحاجة الى انتظار الموافقة من أي جهة.

-من أين جاءت فكرة "Ihjoz"؟

عملت على تطوير الفكرة ذاتها خلال وجودي في فرنسا، والشركة التي أطلقناها حينها، أصبحت اليوم أكبر شركة لبيع تذاكر عبر الانترنت في فرنسا. وبالتالي اكتسبت خبرة واسعة في هذا الموضوع، وعملت على تطبيق هذه الفكرة بعد 10 سنوات في لبنان.

- هل تعتبر أن "Ihjoz" حققت، الى حد اليوم، كل النتائج المرجوة منها والتي كانت متوقعة؟

نعم​ بالطبع، فقد بدأت "Ihjoz" كمنصة الكترونية متاحة لكل شخص يريد بيع تذاكر لحفلة أو حدث معين، وسرعان ما اكتشفنا أن السوق اللبناني ليس حاضرا للدفع عبر الانترنت، ما شكل عائقا كبيرا بالنسبة لنا؛ فالأشخاص لا يمتكلون عددا كافيا من ​بطاقات الائتمان​، وفي الكثير من الأحيان لا يثقون بالدفع الالكتروني.

ولهذا السبب، عملنا لمدة حوالي سنة ونصف مع شركاء رئيسيين مثل "Khoury Home"، "Maliks Bookshop" و"Liban Post"، من أجل بناء شبكة للبيع لا تتطلّب الاتصال بالانترنت (offline). ونجحنا في تطوير شبكة مكونة من 140 نقطة بيع، تهتم في الوقت الحاضر ببيع غالبية التذاكر التي يتم تسويقها من خلال "Ihjoz".

-هل يوجد اليوم أي منافس لـ"Ihjoz" في لبنان؟

كمنصة متخصصة في إدارة الأحداث، لا يوجد منافس لنا، في حين أن هناك جهات أخرى لبيع التذاكر في لبنان. لكن مفهوم ​الخدمة الذاتية​، الذي نقدمه من خلال "Ijhoz"، غير موجود لدى أي شركة أخرى.

فالمنصة تتيح لأي شخص خلق حدث معين، دون الاضطرار للحصول على إذن، ومنذ اللحظة الأولى للتسجيل، يمكن البدء ببيع التذاكر من خلال الانترنت أو عبر شبكاتنا الموزعة في مختلف المناطق؛ وبالتالي لا أحد يمتلك اليوم هذه القدرة، ويقدم هذه الميزات.

- ما الذي حافظ على نجاح "Ihjoz" وضمن استمراريتها لكل هذه السنوات؟

أولا، نحن ننفرد بالتكنولوجيا والميزات والخدمات التي نقدمها.

ثانيا، فريق العمل هو سبب استمراريتنا ونجاحنا، اذ لدينا مجموعة رائعة واستثنائية من ​المطورين​ ومشغلي الخدمات، أسهموا في وصولنا الى ما نحن عليه اليوم، وساعدونا على بناء سمعتنا الجيدة في السوق؛ فقد لاحظنا مع مرور السنوات، تغييرا ملحوظا في عدد الحفلات وعدد التذاكر المسوقة من خلالنا.

- ما هي المقومات التي ساعدتك شخصيا على التقدم في مجال ريادة الأعمال؟

أولا، القدرة على جمع فريق عمل ممتاز؛ وهنا يكمن العنصر الأهم في أي مشروع. فمن المهم جدا أن يتمكن رائد الأعمال من الحصول على فريق مكون من أشخاص يتمتعون بمؤهلات وكفاءات عالية، تمكنهم من تبادل الأفكار وتنفيذها؛ اذ أن كل انسان قادر على إعطاء الأفكار، لكن العبرة في التنفيذ، وهذا ما يميزنا عن الجهات الأخرى التي تحاول تقليد مشروعنا.

ثانيا، الخبرة تؤثر بشكل كبير، فأنا قادم من خلفية تجارية، في حين أن العديد من رائدي الأعمال في لبنان، يأتون من خلفية تقنية، وبالتالي لا يهتم الجميع بالتأثيرات الفعلية على الأرض، لحلولها ومشاريعهم.

ثالثا، أفضل تسميتي بـ"مهندس الأعمال" (business engineer)، بدلا من "رائد الأعمال" (entrepreneur)، وذلك بسبب قدرتي على دمج عالم الأعمال بعالم التكنولوجيا.

- هل تعتبر أن "Ihjoz" هي أكبر انجاز مهني حققته الى حد اليوم؟

لا يمكن للشخص أن يسمى بـ"رائد الأعمال"، دون أن تكون طموحاته متواصلة. ولكن الى حد اليوم، أعتبر أن "Ihjoz" هي الإنجاز الأهم في مسيرتي المهنية. اذ تمكنا خلالها، من التأثير على السوق وعلى الناس أيضا، ونحن نفتخر كثيرا بالمستوى الذي وصلنا اليه، والأهداف التي حققناها.

ولا بد من الاشارة الى أن "Ihjoz" لم تصل بعد الى أهدافها كافة، فطموحاتنا غير محدودة، ولكن للأسف السوق اللبناني لا يساعدنا كثيرا. فلو أطلقنا الشركة ذاتها في بلد متطور أكثر، لكانت الامور أسهل بكثير بالنسبة لنا، ولكانت أيضا مراحل تطبيق الأفكار تسير بشكل أسرع.

- هل التمست فرقا كبيرا في العمل بين فرنسا ولبنان؟

لقد بنينا المنصة ذاتها في فرنسا، لكننا استعنا بنهج مختلف تماما، وذلك بسبب اختلاف السوق اللبناني، والمستوى التكنولوجي، و​سرعة الانترنت​، وطرق الدفع المعتمدة. فلبنان هو "اقتصاد نقدي"، بينما فرنسا هي "اقتصاد يعتمد على بطاقات الائتمان"، وبالتالي فإن غالبية الأشخاص يتمكنون من شراء المنتجات والخدمات عبر الانترنت، في حين أن هذا الأمر صعب الى حد ما في لبنان.

ولهذا السبب حاولنا القيام بأمور أبعد من الأهداف والآمال الأولية، من أجل التكيف مع السوق المحلية؛ فعل سبيل المثال، نواجه مشكلة كبيرة في لبنان، تكمن في ضعف خدمة الانترنت، وبالتالي اضطررنا الى خلق أدوات، تسمح لنظامنا بالعمل دون الحاجة للاتصال بشبكة الانترنت.

ومن هنا يمكن القول أن العمل مختلف كثيرا في بلدنا، ولا يمكن ببساطة ​استيراد​ فكرة ناجحة من الخارج، وتطبيقها حرفيا في لبنان، لأن هناك عوامل خاصة يجب أخذها بعين الاعتبار، خاصة وأن كل ما له علاقة بالتجارة عبر الانترنت، لا يزال متأخرا.

- ما هي رسالة سامي تويني الى جيل الشباب اللبناني وخاصة رائدي الأعمال الطموحين؟

أولا، أنصحهم أن لا يخافوا من المحاولة، بل أن يستفيدوا من الفرص دون تردد. فالشاب اللبناني يخشى كثيرا أن يفشل في مشروعه، في حين أن الخسارة تعلمنا الكثير، وتصقل مواهبنا وقدراتنا، لكي نصبح أفضل في المستقبل؛ فلا أحد قادر على تحقيق النجاحات، اذا لم يحاول حتى أن يخطو الخطوة الأولى.

ثانيا، هناك جهات عدة قادرة اليوم على مساعدة رائدي الأعمال من أجل الانطلاق، وبالتالي يجب أن يستفيدوا منها.

ثالثا، من السهل أن يحصل الانسان على فكرة رائعة، ولكن المرحلة الصعبة تأتي عند التنفيذ.