خاص ــ الاقتصاد

في أقلّ من ربع ساعة، خسر رجل أعمال مبلغ 30 ألف دولار أميركي، بعدما وقع ضحية عملية إحتيال أعدّها ونفذها صديقه تاجر المجوهرات بإتقان، حيث تمكّن الأخير من قبض الأموال نقداً، وسلّمه مقابلها ضمانة وهمية، وسافر الى الخارج، قاطعاً كل خطوط اتصالاته بزوجته وأقاربه وأصدقائه، حتى أنه أقفل عمداً صفحاته على ​مواقع التواصل الاجتماعي​، وانفصل عن العالم الذي كان يعرفه.

منذ أن تزوّج رجل الأعمال "راغب. ش"، بدأ يتردد من حين الى آخر على المحلات التي تبيع المجوهرات، ليشتري قطعاً ذهبية لزوجته تارة، وهدايا لمناسبات إجتماعية تارة أخرى، ومن بين تلك المؤسسات التي كان يقصدها محلاً يملكه المدعى عليه "كمال. ب" كان يشتري منه قطعاً ذهبية مميزة، وقد تطورت العلاقة بينهما الى علاقة وديّة، خصوصاً بعدما ​علم​ صاحب المحلّ أن صديقه يعمل في مجال هندسة الاتصالات، وأنه ميسور الحال مادياً، فبدأ يعدّ العدة للإيقاع به والاستيلاء على أمواله.

بعد أشهر من تمتين ​أواصر​ الصداقة، ومكاشفة كلّ منهما بوضع الآخر، حضر "كمال" الى منزل المهندس وكانت عقارب الساعة تجتاز العاشرة والنصف ليلاً، حاملاً بيده كيساً، استغرب المهندس سبب حضوره في تلك الساعة المتأخرة الى منزله، فأخبره الجوهرجي أنه بحاجة الى مبلغ 30.000 دولار أميركي، لوجود دعاوى قضائية بحقه بسبب إعطائه شكات من دون رصيد لبعض ​التجار​، وأنه معرّض للتوقيف في حال لم يسدد قيمة الشكات فوراً، وطلب منه أن يودع الكيس الذي يحمله وهو يحتوى على مصاغ ومجوهرات تفوق قيمتها الـ60.000 دولار، لتشكّل له ضمانة للمبلغ الذي طلبه منه، وتوسل اليه إعطاءه المال بسبب الحاجة الماسة.

إقتنع المهندس بأن المجوهرات التي في الكيس ثمينة وتفوق قيمة المبلغ المطلوب، توجه الى الخزنة الموجودة في غرفة نومه، أودع فيها المجوهرات، وتناول المبلغ المطلوب من داخلها وسلّمه الى "كمال" الذي انصرف بسرعة غير متوقعة، وفي صبيحة اليوم التالي تلقى "راغب" اتصالاً من أحد أقاربه أعلمه فيه بأن المدعى عليه "كمال. ب" غادر ​لبنان​ الى ​تركيا​، حاول الاتصال به مرات عدّة، الا أن جميع خطوطه كانت مقفله، كما تبيّن أنه ألغى صفحته الخاصة على "​فيسبوك​"، عندها إقتنع المهندس أنه وقع ضحية عملية احتيال، وراح يسأل عن قيمة المجوهرات الموجودة في الكيس، وقصد أحد تجار المجوهرات الذي خمّنها بمبلغ لا يتعدّى الـ1500 دولار كحدّ أقصى.

قاضي التحقيق في جبل لبنان الذي وضع يده على الملف، وأجرى تحقيقاته فيه، تعذّر عليه ابلاغ المدعى عليه شخصياً مواعيد جلسات التحقيق التي حددت له، وأفادت عقيلة الجوهرجي أن زوجها غادر المنزل منذ حوالي ثلاثة أشهر ولم تعد تعرف عنه شيئاً، وبم يعدد يتصل بها إطلاقاً، واعتبر قاضي التحقيق أن المدعى عليه "أقدم على الاستيلاء على أموال المدعي بواسطة المناورات الاحتيالية، وإن فعله ينطبق على مضمون المادة 655 من قانون العقوبات. التي تنصّ على أن "كل من حمل الغير بالمناورات الاحتيالية على تسليمه مالاً منقولاً أو غير منقول، أو اسناداً تضمن تعهداً أو ابراء أو منفعة واستولى عليها، يعاقب بالحبس من ستة أشهر حتى ثلاث سنوات بالغرامة المالية، وتعتبر من المناورات الاحتيالية: الأعمال التي من شأنها ايهام المجني عليه بوجود مشروع وهمي أو تلفيق أكذوبة يصدقا المجني عليه عن حسن نية، أو التصرف بأموال منقولة وغير منقولة ممن ليس له حق التصرف به". وأحال قاضي التحقيق الملف على القاضي المنفرد الجزائي في بيروت لمحاكمة المدعى عليه بالجرائم المنسوبة اليه.