هي الشابة نانسي قاعي، من جيل المستثمرين ​الشباب​، والتي رسمت طريقا لحياتها المهنية، وباتت شركتها تشكل قوة كبيرة بين تلك المتخصصة في التصميم الداخلي في ​لبنان​، وقد أصبحت تتمتع بسمعة ممتازة أتاحت لها الحصول على ثقة الأفراد والمؤسسات، محليا وإقليميا، بعد إنجاز عدد كبير من المشاريع في العديد من المناطق.

وقد حققت كل ذلك قبل بلوغ سنالثلاثين، لتثبت المقولة القائلة أن "النجاح لا يتقيد بعمر ولا ​زمن​، بل يبحث عن إرادة وهدف".

كان لـ"الاقتصاد" لقاء خاص مع مؤسسة شركة "Nancy Kai Design Studio"، نانسي قاعي، للحديث عن مسيرتها المهنية وأسرار نجاحها:

من هي نانسي قاعي؟ وما هي المراحل التي مررت بها خلال مسيرتك المهنية؟

تخصصت في التصميم الداخلي في "جامعة سيدة اللويزة"، "NDU". ومنذ فترة الدراسة الجامعية، تميزت في عملي، وحصدت المركز الأول في مشروعي للتخرج، الذي نُشِر في العدد رقم 26 من مجلة "Look Décor".

بعد ذلك، اكتسبت خبرتي في السوق، من عدد كبير من الشركات العاملة محليا وعالميا. وفي العام 2014، قررت الانتقال الى العمل بشكل مستقل، وافتتحت شركتي الخاصة "Nancy Kai Design Studio" الموجودة في منطقة الصيفي في بيروت؛ وكنت أبلغ من العمر حينها 24 سنة فقط.​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​​

كيف تمكنت من اكتساب ثقة الزبائن؟ وهل أثر عمرك الصغير على عملك؟

لطالما تحليت بالكثير من الإبداع، خاصة لأنني بدأت بالتدريب في عمر صغير جدا؛ وهذا ما ساعدني على إطلاق شركتي الخاصة بعد التخرج من الجامعة.​​​​​​​

فأنا أعمل جديا وأركز على أدق التفاصيل، وخلال فترة الدراسة، كنت أتوجه الى العمل يوميا فور انتهائي من الصفوف. فقد اعتمدت على نفسي، وبدأت من الصفر بمفردي، حتى شعرت أنني وصلت الى مرحلة حصلت فيها على كل الثقة التي أحتاج اليها من أجل العمل بشكل مستقل.​​​​​​​

وهذا الأمر يظهر جليا خلال اجتماعاتي مع الزبائن، وبفضل محفظتي العملية، والمشاريع التي قمت بها، أضف الى ذلك مهاراتي في العمل.

​​​​​​​

ما الذي يميز شركتك اليوم ويساعدها على الاستمرار في ظل منافسة ​الشركات الكبيرة​ الموجودة منذ فترة طويلة في السوق اللبناني؟

نحن نسعى الى متابعة أدق التفاصيل في العمل، كما أننا نخصص التصاميم لكل مشروع؛ أي أن الاهتمام الذي نضعه في مشاريعنا يكون خاصا لكل زبون، وبالتالي لا نعتمد على مبدأ النسخ واللصق (copy paste)، ولا نستعين بمحركات البحث أو بأعمال أشخاص آخرين، كما تقوم معظم الشركات، بل إن أفكارنا مميزة وفريدة من نوعها، وهي نتيجة للعديد من الدراسات والأبحاث، لأنها جميلة وعملية في الوقت ذاته.​​​​​​​​​​​​​​

من جهة أخرى، إن المجلات المتخصصة في مجال عملي مثل "Lamasat Deco"، "Layalina"، "Byoutet"، ساعدتني على التقدم بشكل كبير، خاصة عندما تواصلت معي من أجل الإعلان عن مشاريعي بشكل مجاني؛ وهذا الأمر نادرا ما يحدث. وبالتالي شعرت أن عملي يتم الاعتراف به والتعرف اليه من قبل الغرباء، ما أعطاني دفعة الى الأمام.​​​​​​​

ما هي الصعوبات التي تواجهك خلال العمل في لبنان؟

صحيح أن لبنان مليء بالصعوبات والعوائق، ومن السهل جدا الإشارة اليها وعرضها. ولكن لكي يتمكن الانسان من العمل والنجاح في بلدنا، عليه أن ينظر الى الجانب ​المشرق​ والايجابي، فعندما يركز على السلبيات، لن يستطيع حينها تحقيق أي تقدم.

وهنا تجدر الاشارة الى أننا نعمل بطريقة نتعرف من خلالها على السلبيات، ولكن نحاول إيجاد حلول جديدة من أجل التعايش معها، والحفاظ على استمرارية أعمالنا في ظل الظروف المحيطة.

ما هي الصفات التي ساعدتك على تحقيق النجاح المهني؟

أولا، أنا شخص خلاق ومبدع للغاية، كما أعمد دائما الى التفكير "خارج الصندوق"، من أجل ابتكار الأفكار الجديدة في مشاريعي.

ثانيا، أتحلى بمهارات القيادة، وأعرف كيفية تنظيم فريق العمل وتوجيهه الى الطريق الصحيح، وذلك من خلال التعرف الى إمكانيات الأشخاص، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، والذي سيبرع فيه.

ثالثا، أفهم الزبائن جيدا، فعندما ألتقي بهم أعرف على الفور ماذا يريدون من خلال دراسة شخصياتهم وأنماط عيشهم. وهذه المهارة صعبة للغاية، فإما تولد مع الانسان وإما يحتاج الى وقت طويل لصقلها وتطويرها.

ما هي طموحاتك المستقبلية؟ وهل تمكنت من التوسع الى خارج لبنان؟

​​​​​​​

لقد بدأنا مؤخرا بالعمل على مشاريع في ​أوروبا​، ومنذ حوالي ثلاث سنوات، عملنا على 13 فيلا في ​السعودية​، بالاضافة الى ​مطعم​ ومخبز، وذلك بالتعاون مع شركات أخرى موجودة هناك. وقد تمكنا من الوصول اليها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، التي عرّفت عن شركتنا، وأفكارنا، ومشاريعنا، وإمكانياتنا، وطريقتنا في العمل.

أما بالنسبة ال​​​​​​​ى مشاريعي المستقبلية، فأنا أعمل في الوقت الحاضر على إطلاق مجموعة جديدة من الأثاث المنزلي، تحت اسم "Dusted Arts"، متخصصة في تصميم الإضاءة والاكسسوارات.

هل شعرت يوما أن عملك يأخذك من حياتك الاجتماعية والخاصة؟

لا أعتقد أن عملي يؤثر سلبا على وقتي الخاص، لأنني أضع الحدود المناسبة لكل جانب من جوانب حياتي؛ اذ يجب أن يفرض الانسان حدودا لحياته العملية، ويخصص الوقت الكافي لحياته الخاصة.

وفي بعض الأحيان، أعمل لساعات اضافية وأقوم بجهود مضاعفة خلال أيام الأسبوع، من أجل الحصول على فترات من العطلة.

لكن لا بد من الاشارة الى أن تنظيم الوقت عامل أساسي ومهم في حياتي، وبدونه لا أستطيع العمل والعطاء.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

حصلت على الدعم من كل الأشخاص الموجودين من حولي، لكن والدتي قدمت لي التشجيع الأكبر والاهتمام الأوسع، فلطالما دعمتني وكانت من أول المعجبين بعملي، كما علمتني أن أكون مسؤولة عن نفسي منذ أن كنت طفلة صغيرة.

هل لاحظت أي تقدم ملحوظ في وضع المرأة في لبنان؟

​​​​​​​

لا يمكن أن ننكر أن المرأة اللبنانية تنال حقوق أكثر من ​النساء​ في ​الدول العربية​ الأخرى. إنما أجد أن وضعها لا زال بحاجة الى الكثير من العمل والجهد، فالتحسن موجود والتقدم يحصل، ولكن ببطء؛ اذ أن عدم قدرة المرأة على اعطاء جنسيتها لأولادها هو عامل يعيدنا الى الوراء.

ولحسن الحظ نجد أن المرأة اللبنانية تتحلى بالاصرار والمثابرة، وتشق طريقها بنفسها رغم غياب الدعم من الدولة. كما أن ترشح النساء بشكل كبير الى الانتخابات النيابية يعطي أملا للبنان واللبنانيين.

رسالة الى النساء.

أنصح المرأة أن تناضل حتى النهاية، لأن الاستقلالية هي الأهم في الحياة. فالمجتمع يحد أحيانا من قدرات المرأة، ويقنعنها أنها مختلفة عن الرجل وتابعة له، وهنا لا بد من القول أن الزواج هو خطوة أساسية في حياة كل فتاة، ولكن من المهم أن تحافظ هذه الفتاة على استقلاليتها وعلى مكانتها في المجتمع، وتكون مثقفة ومنفتحة العقل وواسعة الآفاق، وليس مجرد خيال للرجل.