شدد وزير الإتصالات ​جمال الجراح​ على "أهمية قطاع الاتصالات في تطوير اقتصادنا ونموه، وفي دعم التنمية المستدامة". مؤكدا على "دعم الرئيس الحريري لكل المبادرات والمؤتمرات التي تخدم وتصب في مصلحة لبنان". 

جاء ذلك خلال افتتاح جامعة الروح القدس - الكسليك مؤتمر "IEEE MenaComm 2018"، في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني، بالتعاون مع جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات - قسم الاتصالات - فرع لبنان "IEEE Communications Society - Lebanon Chapter"، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بوزير الاتصالات جمال الجراح وحضور وزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي، رئيس الجامعة الأب البروفسور جورج حبيقة، مدير مكتب الشرق الأوسط في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية البروفسور هيرفيه سابوران، رئيس الجمعية البروفسور هادي صوايا، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية الرئيس الفخري للمؤتمر د. جورج يحشوشي، رئيسة الجمعية الرئيسة العامة المشاركة للمؤتمر الدكتورة ساره أبو شقرا، الرئيس العام المشارك للمؤتمر د. جاك ديميرجيان، ونخبة من الباحثين والعلماء والخبراء من لبنان والمنطقة ومن مختلف أنحاء العالم المشاركين في أعمال المؤتمر.

وتحدثت د. سارة أبو شقرا عن الجمعية، فاشارت الى انها "مؤسسة لا تبغي الربح، هدفها تعزيز بيئة إيجابية للتعاون وتغيير عالم التكنولوجيا والابتكار في مجال الاتصالات".

ولفتت الى أن "المؤتمر هو الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وقد نتج عن تعاون بين 6 فروع للجمعية، وهي، لبنان، الفرع المؤسس، إضافة إلى فرع البحرين والأردن والكويت والسعودية وتونس. هذا ويجمع المؤتمر باحثين وأكاديميين واختصاصيين وخبراء ومهندسين من 20 دولة، من ضمنها لبنان، بهدف تعزيز بناء علاقة وثيقة، ليس من أجل التقدم التقني فحسب، بل من أجل الرؤية الشاملة حول التكنولوجيا المتطورة في خدمة الإنسانية".

وألقى د. جورج يحشوشي كلمة، أشار فيها إلى أن "أكبر تحد يواجهنا اليوم، يتمثل في ضمان مبدأ المحاسبة والمساءلة وحوكمة جيدة للواقع الرقمي وتحديد نوع المستقبل الذي نريد في مؤسساتنا ومجتمعاتنا". وشدد على أن "التكنولوجيا والتعليم لا يفترقان أبدا. وصحيح أننا كأكاديميين نركز على التعليم، إلا أننا نستند على التكنولوجيا في الأبحاث والتدريس والممارسات اليومية، لأنها تساعدنا على تسهيل حياتنا وجعل اتخاذ القرارات أكثر منطقية وعملية التعلم أكثر فعالية. وتقوم رسالتنا في الجامعة على إعداد طلاب مسؤولين اجتماعيا ومتخرجين قادرين على التأقلم مع التغيرات التكنولوجية. من هنا، عمدنا في جامعة الروح القدس إلى بناء نظام تعليمي عام وإطار للبرامج التعليمية، يقوم على تمكين الطلاب ومدهم بالقيم الأخلاقية والإنسانية وتزويدهم بالأدوات والموارد الضرورية التي تتيح لهم أن يطوروا باستمرار ذكاءهم العاطفي ومهاراتهم القابلة للتحويل".

من جهته، رحب الأب البروفسور جورج حبيقة بـ"استضافة هذا المؤتمر بالتعاون مع جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات، التي تعد أكبر جمعية مهنية في العالم تعنى بالتقدم التكنولوجي وأهم منصة لأساتذتنا وطلابنا. وقد طالت أعمالها مختلف مجالات حياتنا اليومية، إذ نجد إنجازاتها في الهواتف الخليوية وألعاب الفيديو والإنترنت وحتى في الأجهزة الطبية".

وقال: "فلنتخيل سويا كم سيكون صعبا أن نقضي يوما واحدا من دون استخدام مختلف أنواع التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا والعلوم. في الواقع، لا يسعنا سوى أن نتأمل في عظمة التكنولوجيا في حياتنا اليوم ونلمس التطور الكبير الذي حققه الإنسان في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات الإلكترونية وتقنيات الـ blockchain، والروبوتات والشبكات وأمن الشبكات الإلكترونية وسواها".

وأمل الأب حبيقة أن "يعمل التكنولوجيون والعلماء والمبتكرون على تعزيز التكنولوجيا من خلال قيم الإنسان وكرامته"، مستشهدا ب"نصائح قداسة البابا فرنسيس الذي أسداها خلال مؤتمر TED 2017 في الفاتيكان، قائلا: إذا لم يكن بالإمكان منع الفنان من استخدام إبداعه، فلا ينبغي بالتالي منع أولئك الذين يملكون طاقات خاصة لتقدم العلوم والتكنولوجيا من استخدام مواهبهم التي أعطاها الله إياهم لخدمة الآخرين". ولفت إلى أن "قداسته يؤمن بأن الإنترنت هو هدية من الله. إلا أنه من جهة أخرى يحذر بصريح العبارة من الإدمان على الاستهلاك اليومي المتطرف للبيانات والمعارف الرقمية، الأمر الذي يقودنا حتما إلى نوع من التلوث العقلي الذي يضر بالعلاقات الإنسانية ويمنع الإنسان من تعلم طرائق العيش بحكمة والتفكير بعمق والحب بسخاء".