إعتبر رئيس المجلس الإقتصادي الإجتماعي ​شارل عربيد​ خلال افتتاح "مؤتمر "BIFEX 2018" في "Seaside Arena"، انه "لبعضِ الأيام وقع خاص، وأثر فريد في النفس. ليس هذا لقاءنا الأول، لكنه لقاءٌ مع مجموعةٍ عزيزة من خيرة إقتصاديي لبنان، وفي حضرةِ جمعيةٍ لست أدري إذا ما كنت قد أعطيتها سنواتي، أم أنها أعطتني من السنوات أجملها، إنه باختصار لقاءٌ مع الذات".

وأضاف "أما في التوقيت، فإننا نلتقي في حب وطننا وعلى العمل فيه ومن أجله، وفي توقيتٍ دقيقٍ يعطينا فرصاً كبرى. نلتقي بعد أيامٍ قليلة على تجديد المجتمع الدولي ثقته بلبنان. فهذه الثقة بالنسبة لنا، وبالنسبة للمانحين تشكّل استثمارا في الإستقرار ونحن على مقربةٍ من الإنتخابات النيابية". 

وتابع "الفرص في الحدثين كبيرة، ففيما يخص مؤتمر باريس، كانت المشاركة بدافع الإلتزام بحمل الهم الإقتصادي الوطني، وملاقاة الجهود الرسمية المبذولة في هذا السياق. أما الإنتخابات النيابية فهي تعيد حياتنا الديموقراطية، بعد استعادتنا لانتظام الموازنة العامة".

وقال "من هذا المنطلق، نأمل أن تُخرِج الإنتخابات من فلكي السياسة والاقتصاد، التأثير السلبي الذي أحدثته فترة الحملات الإنتخابية، وأن تعم الإيجابية الشاملة الإنطلاقة التشريعية والحكومية بعد السادس من أيار".

واكمل عربيد "إنّ الأسابيع الاخيرة أثمرت في إعادة الثقة بلبنان، من خلال الإلتزام بتنفيذ ما تعهدنا به من الإصلاحات الضرورية والتي أجمعنا على ضرورتها. إننا ومنذ انطلاقة عملنا في المجلس الإقتصادي والإجتماعي، نعتبر أن العمل العام يرتّب مسؤوليات كبرى، ترتبط بأساس انتمائنا الوطني. إذ نحاول إنتاج الأفكار المصقولة بمبرد النقاش المعمق والبنّاء، وتقديمها إلى أصحاب القرار على شكل اقتراحات حلول".

وتابع "هكذا، فإننا لا نحد واجبنا بدور الحوار فحسب - وهو دور أساسي من أدوار مجلسنا - إنما نتخطاه باعتباره مساحة تفكيرٍ مشترك بين مختلف شركاء الإنتاج تحت مظلة المصلحة الوطنية العامة".

وأكد ان "الأجواء المحيطة بنا، تحتم علينا البحث عن ميزاتنا التنافسية، التي تمكننا من تحقيق دورنا المأمول. فإن أردنا النهوض بقدراتنا الذاتية، وباقتصادنا الوطني، علينا أن نكثف القيم المضافة في نموذجنا الإقتصادي .. فإن إن التطلع إلى اقتصادٍ أكبر، يقوم على تشجيع المبادرات واعتماد الإصلاحات الهيكلية الملحة، واعتماد أعلى معايير الشفافية، ومكافحة الفساد من خلال خطواتٍ عملية محددة. بالإضافة إلى تحقيق التوازن المثالي من خلال إطلاق سياسة إجتماعيةٍ عادلة تقوم على التوزيع الصحيح للعوائد والجبايات، وتحويلها إلى مشروعاتٍ منتجة تُضَخّ في هذه السياسة الإجتماعية المطلوبة بصورة عاجلة".

وتابع عربيد "من هنا، يسعى المجلس الإقتصادي والإجتماعي إلى تقديم ما كان ناقصاً في المشهد العام، آراءً إقتصادية متوازنة بين كل أطراف العملية الإقتصادية، ومبنيةً على أرقامٍ تعكس الواقع الحقيقي. وتتضمن الوقع الفعلي للسياسات الإقتصادية والإجتماعية على أحوال الناس، في يومياتهم وفي سعيهم إلى ترتيب حياتهم، وبناء الأمل في أولادهم من خلال التعليم والصحة وغيرها من القطاعات".

وأكمل "كما نولي قضايا البيئة اهتماماً إستثنائياً يحاكي صعوبة واقعنا البيئي اليوم، والذي لا ينحصر بالبحث التقني المحدود، بل يتخطاه إلى دراسة انعكاسات الأحوال البيئية على الإقتصاد، ووضع الأسس لسياسة بيئية توازن بين متطلبات النمو، وضرورة صون الموارد البيئية الحيوية. أصدقائي وزملائي في الجمعية اللبنانية لتراخيص الإمتياز. أعود من خلال مؤتمركم هذا إلى بيتي الأول. هذا المكان المحبب إلى قلبي. والذي يزيد نجاحه من مكانته عندي وعند كل اللبنانيين. فهذه الجمعية، كإبن متفوّق وكزرع أثمر بجهد جماعي، وقد انطلقت كفكرةٍ في محيطٍ مُحبط. وأضاءت فتألقت، وحوّلت اليأس ... إلى تفاؤل. نمت الجمعية بيد الجماعة، وهي التي حملتني ولا تزال تحمل كل من يؤمن بها إلى كلّ المواقع، تماماً كبناءٍ تغريه السماء بالإرتفاع، فيتراكم درجةً فوق درجة، حتى تكتمل قلعة الإقتصاد المعافى القادر على إشباع آمال كل العاملين فيه. فبمؤازرة زملائي، بنينا مؤسسةً امتازت بالدينامية الخلاقة، والإندفاع لصون التنافسية. وثبّتنا متكاتفين مكانتها كأحد أنجح نشاطات الأعمال، وهو النشاط الإبداعي الذي لا تحده حدود جغرافية، ولا تنال من عزمه منافسة".

وخم قائلا "لقد عملت الجمعية على تزويد القطاع بما كان ينقصه من مؤشراتٍ إحصائية، فخصصت موارد وازنة لبناء مؤشرات دورية جاءت لتكمل المعطيات الكلية عن هذا القطاع. أغتنم الفرصة لأحيي الصديق الرئيس محمد شقير وأهنئه على رئاسته للهيئات الإقتصادية، فهو خير خلف لخير سلف. وأقول له، بدأنا المسيرة معاً وسنكملها معاً، كلٌ من موقعه لخير الإنتاج وخير الإقتصاد وخير لبنان".