خاص ــ الإقتصاد

وقعت سيّدة أعمال قطرية في الفخّ الذي نصبه لها شاب ​لبنان​ي، بعد أن منحته ثقتها الكاملة، وفوّضته أمر شراء عقارات لها في بيروت، وشاليه وأسهماً في أحد أهم ​المنتجعات​ السياحية في العاصمة، لكنّ سرعان ما اكتشفت أن أملاكها العقارية المزعومة لا تعدو كونها وثائق ومستندات مزوّرة، والمفارقة أن الضحية بدل أن تستعيد الأموال الطائلة التي سلّمتها الى "مدير أعمالها"، صارحها الأخير باستيلائه على الأموال، وهددها بالقتل إذا تجرأت على المطالبة بحقوقها، أو فكرّت بتقديم دعوى قضائية ضدّه.

هذه القضية، ليست الا حالة من حالات كثيرة تشوّه صورة لبنان أمام ​المستثمرين الأجانب​ خصوصاً ​الخليجيين​ منهم، حيث اتضح أن "ناديا. ب" هي سيّدة أعمال قطرية، وصاحبة نفوذ مالي واسع في بلدها، اعتادت القدوم الى لبنان بشكل دائم لقضاء معظم زياراتها في ​السياحة​ والاستجمام، وقضاء الاجازات بشكل دائم، وخلال ترددها المتكرر الى بيروت، تعرّفت على اللبناني "حامد. م" الذي تقرّب منها بعد أن ​علم​ أنها سيدة ثرية جداً ويمكنه ابتزازها مادياً، وبالفعل تمكن من نيل ثقتها، وتوطدت علاقته بها الى أن بات أشبه بـ"مدير أعمالها" في لبنان، واستطاع اقناعها باستثمار جزء من أموالها في السوق اللبنانية عبر شراء ​العقارات​، وأقنعها بتسليمه مبلغ 300.000 دولار، وسلّمها لقاء ذلك إفادة مزعوم صدورها عن منتجع سمرلاند في منطقة الجناح، وبأنها باتت تملك أحد أكبر الشاليهات في المنتجع المذكور.

لم تتوقّف وسائل المدعى عليه الإحتيالية عن حدّ الاقناع فحسب، إذ سلّمها مستنداً عبارة عن قيمة تأجيرية عائدة لعقار في منطقة المصيطبة، وأخبرها أنه يقوم بالإجراءات اللازمة لتسجيل العقار المذكور على اسمها، وبعد انتهاء بناء مجمّع السمرلاند، والاعلان رسمياً عن افتتاحه، حضرت المدعية الى لبنان، وتوجهت مع الأوراق التي سلمها اياها "حامد" الى المنتجع، فتبين لها أن الأوراق مزورة وأنها لا تملك شيئاً في المشروع السياحي، كما تبين لها أن القيمة التأجيرية العائدة لعقار المصيطبة مزورة أيضاً.

على الفور اتصلت ​سيدة الأعمال​ "ناديا. ب" بالمدعى عليه، مستفسرة عن الأمر فوعدها بإعادة الأموال ولكن لم يف بوعده، كررت الاتصالات به لكن من دون جدوى، عندها أقدم المدعى عليه على تهديد سيدة الأعمال بالقتل في حال تقدمت بأي دعوى قضائية ضدّه، ثم اختفى فجأة وتوارى عن الأنظار.

قاضي التحقيق في بيروت، اعتبر أن إقدام المدعى عليه "حامد. م" على تزوير افادة بملكية المدعية لشاليه في منتجع سمرلاند، وتزوير قيمة تأجيرية لعقار في منطقة المصيطبة، وتهديد سيدة الأعمال القطرية بالقتل، ينطبق على الجرائم المنصوص عنها في المادة 459 من قانون العقوبات، التي تنص على أنه "يعاقب سائر الأشخاص الذين يرتكبون تزويراً في الأوراق الرسمية بالأشغال الشاقة المؤقتة حتى عشر سنوات". والمادة 575 التي تنص على أنه "من أقدم على تهديد شخص شفهياً أو كتابة ولو مغلفة، عوقب بالسجن ثلاث سنوات، وأحاله على محكمة جنايات بيروت لمحاكمته.