هي مؤمنة بأهمية العمل الانساني، وهدفها تقديم كل المساعدة اللازمة من أجل الوصول الى غد أفضل، وتحقيق مستقبل زاهر ل​أطفال​ ​لبنان​.

كرست حياتها المهنية للنهوض بعملها التربوي والاجتماعي، الذي تسعى بكل ما تملك من جهد الى تطويره وتحسينه.

ولعل إصرار رئيسة "الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان"، أميرة ​سكر​، جعل منها نموذجا لسيدة لبنانية ناجحة، فرضت وجودها، وأثبتت قدرتها على كسب رهان التحدي في موضوع متابعة القاصرين وحمايتهم، الذي لا ينال الاهتمام اللازم من الدولة والمجتمع، رغم أهميتة المطلقة.

حول تجربة سكر الشيقة والشاقة، حاورتها "الاقتصاد":

ما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنتِ عليه اليوم؟

بعد أن أنهيت دراستي الجامعية في "الجامعة الأميركية في بيروت"، "AUB"، وحصلت على إجازة في التعليم، بدأت بممارسة مهنة التعليم في مدارس خاصة لفترة حوالي أربع سنوات.

في العام 1999، قررت افتتاح حضانة "Dolphin Child Care" في الشويفات، بسبب حاجة المنطقة لهذا النوع من الخدمات. وبعد ذلك، انتسبت الى نقابة أصحاب الحضانات المتخصصة في لبنان، ومؤخرا استلمت منصب أمين سر النقابة.

في العام 2004، أسست مدرسة "Rawdat Al Dolphin"، التي باتت تشمل اليوم جميع الصفوف وصولا الى صف الشهادة المتوسطة.

وبعد ذلك، انتسبت الى جمعية "الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان" كعضو في الهيئة الادارية، وفي بداية العام 2018، أصبحت رئيسة لها.

وتعنى هذه الجمعية بالأطفال المعرضين للحظر، والذين يحتاجون الى متابعة قانونية وحماية قضائية. وقد عملت كثيرا مع هذه الجمعية من أجل تحسين أوضاعها، ورفع مستوى الخدمات التي تقدمها ومتابعة النشاطات المنظمة من خلالها.

كيف تصفين مسيرتك المهنية الطويلة في المجال الأكاديمي والتربوي والانساني أيضا؟

كل عمل يحتوي على صعوبات عدة، لكن حبي لمهنتي ولرسالتي التي تبنيتها، وثابرت من أجلها، هو الحافز الذي يشجعني دائما على تقديم الأفضل. فالتحديات موجودة بكثرة في مجال عملي لأنني على تواصل مباشر مع أطفال، وبالتالي يجب التفكير بحسب مستواهم العقلي، واحتضانهم، والارتقاء بهم الى مستويات أعلى، بالاضافة الى إقناع المجتمع من حولهم بأسباب تصرفاتهم.

أخبرينا أكثر عن "الاتحاد لحماية الأحداث في لبنان" وعن أهم أهدافه؟

نحن نحضر حاليا لعشائنا المخصص لجمع ​التبرعات​، والذي سيقام يوم الأحد 22 نيسان في فندق "Hilton Grand Habtoor"، برعاية رئيس ​مجلس الوزراء​ ​سعد الحريري​.

فالاتحاد هو بحد ذاته رسالة انسانية مهمة للغاية، لأنه يعمل مع الأحداث الذين هم بحاجة الى المساعدة، فالقانون اللبناني يعطي دورا مهما لهذا الاتحاد من أجل متابعة حصريا كل ما له علاقة بالتحقيقات الأولية والمحاكم مع الأحداث، ولدينا مندوبين في كافة المناطق، مهمتهم مواكبة القاصرين أثناء التحقيقات، وتقديم التقارير الاجتماعية للقضاة، واقتراح خطط لحياة لهؤلاء القاصرين، وإيضاح للقاضي أسباب خرقهم للقانون،....

وطالما أنا موجودة على الأراضي اللبنانية، سأسعى الى مساعدة الأطفال ودعمهم، لأنهم مستقبل هذا البلد، واذا شعروا أن الدولة والقانون والجمعيات والأفراد يقدمون الدعم، ولا يضعون لهم الوصمات، سنكون بهذه الطريقة نساعد في الحفاظ على مواطنية هؤلاء القاصرين وتعزيز انتمائهم لبلدهم لبنان.

من هنا نشعر بضرورة الحفاظ على هذه الجمعية، اذ لا يمكن تخيل لبنان دون جمعية "الصليب الأحمر" على سبيل المثال، نجد إقبالا كبيرا من اللبنانيين لحملات التبرع التي تنظمها، وذلك لأنها تستحق أن نقف الى جانبها وندعم رسالتها. ولكن للأسف مهمة الاتحاد ليست واضحة كثيرا للناس، وبالتالي لا تنال الدعم الكافي منهم.

ولكن على الرغم من ذلك، لم يتعذر أي مندوب عن حضور التحقيقات الأولية، منذ العام 2015 والى حد اليوم.

ومن المؤسف أن لا نجد من يلقي الضوء على عمل هذه الجمعية لأنها أساسية ومهمة، خاصة في ظل تزايد الجرائم بحق الأطفال، بشكل خطير. وبالتالي هم بحاجة الى دعم هذه الجمعية لهم، وبالتالي من المهم أن نسلط الضوء على العدالة الاجتماعية، من أجل حفظ حقوق القاصرين وحمايتهم من ​العنف​ و​المخدرات​ والجرائم على أنواعها.

من قدم لك الدعم والتشجيع في مسيرتك؟

والدي هو الشخص الأول الذي دعمني وشجعني ووقف الى جانبي، ولطالما استمديت قوتي منه. بالاضافة طبعا الى زوجي وأولادي ووالدتي التي دعمتني بدعواتها.

فالانسان لا يستطيع التقدم بمفرده، وبالتالي عليه التعاون مع فريق عمل يؤمن بالرسالة ذاتها، ويتبنى المهمة ذاتها، ويثابر معه من أجل تحقيق غايات مشتركة.

هل شعرت يوما بالتقصير تجاه العائلة بسبب انشغالك بالعمل؟

غالبا ما يقع أشخاص "ضحايا" في هذه الحياة، ولكن الأهم أن لا تكون المرأة بنفسها الضحية. وبالتالي يجب أن تتعرف الى التوقيت المناسب لكل جانب من جوانب حياتها، ويجب أن تعلم متى عليها العطاء، ومتى عليها الانسحاب، ومتى عليها الاستراحة. كما من مسؤوليتها إقناع الأشخاص من حولها بأهمية ما تقوم به.

ولا بد من الاشارة الى أن التقصير موجود على الدوام، لكن المرأة البارعة هي التي تتحلى بالذكاء العاطفي، الذي يساعدها على تقسيم مهامها، وتنسيق حياتها، لكي لا تقصّر حتى تجاه نفسها. وبالتالي عليها التحدث مع ذاتها لكي تعرف ماذا تريد بالتحديد، وما هي الوجهة التي تسعى للوصول اليها، وبأي طريقة.

كيف تصفين نفسك اليوم كسيدة ​عاملة​؟

الصفة الأهم بالنسبة لي هي إيماني بالرسالة التي أعمل على إيصالها الى المجتمع، ووايماني بأن كل ما نقوم به على هذه الأرض هو زائل، لكن نتيجته المعنوية ستبقى خالدة.

ولهذا السبب، اذا فكر الانسان بالشق المادي فحسب سيواجه مشكلة كبيرة، واذا فكر بالشق الانساني فقط سيواجه أيضا مشكلة كبيرة، واذا فكر في الشق التربوي فقط، سيعاني حتما من المشاكل...

وبالتالي يجب أن نحقق التوازن، وذلك من خلال الإصرار، والرغبة في تحقيق الأهداف، وعدم المقارنة مع الغير، وعدم محسابة الذات في حال الفشل.

بالاستناد الى تجربتك المهنية الخاصة، ما هي النصيحة التي تودين إيصالها الى ​المرأة اللبنانية​؟

أنصح المرأة أن تحافظ على ذاتها وكيانها، ولا تسمح لأحد من حولها أن يؤثر على قراراتها، ولا تسمح أيضا للمجتمع أن يقيّم قدراتها وطموحاتها، لأنها قادرة وحدها على تحديد أهدافها.

فعندما أنهيت الدراسة الثانوية كنا نعيش في ​السعودية​، بسبب الحرب الأهلية في لبنان، وطلبت حينها من والدي أن أعود الى لبنان لمتابعة تخصصي الجامعي في "الجامعة الأميركية في بيروت"، لكنه رفض ذلك رفضا قاطعا، بسبب الأوضاع. لكنني أصريت على فكرتي، وتمكنت من إقناعه دون أن أتحداه.

وبالتالي عندما تتحلى المرأة بالقدرة على الإقناع وليس على التحدي ستصل الى أهدافها. فالمشاكل والتجاذبات لا تؤدي الى نتيجة، والعناد لا يفيد في أي موقف، في حين أن الاصرار عن ثقة وعن قدرة وعن قناعة يوصلنا الى أبعد الحدود.