خاص ــ الاقتصاد

لم يحالف الحظّ رجل أعمال سعودي، لقضاء إجازة ممتعة في بيروت، فسرعان ما انقلبت ظروف إقامته في أحد ​فنادق​ العاصمة رأساً على عقب، بعد أن تبخّرت الأموال التي كانت موضبة في حقيبته، وضاعت مسؤولية فقدانها بين عامل التنظيفات والموظفة المشرفة على خدمات الغرف في الفندق المذكور، حيث تبادلا اتهامات السرقة.

ما إن وصل رجل الأعمال السعودي "زاهي. خ" الى بيروت قادماً من جدّة، قصد أحد فنادق الحمراء مساءً بناء لحجز مسبق وقضى ليلته جناحه الخاص، وفي اليوم التالي خرج برفقة صديقته، وترك داخل الغرفة ​حقيبة​ جلدية لون أسود تحتوي على أوراقه الخاصة وستة مظاريف، بداخل كلّ منها عملة نقدية مختلفة ومن بينها مغلّف بداخله 15000 ​ريال سعودي​، ولدى عودتهما حوالي الثانية بعد الظهر شاهد سحّاب الحقيبة نصف مفتوح فلم يكترث للأمر، الا أنه في صباح اليوم التالي تفقد الحقيبة فلم يعثر على المغلفات ال​مالي​ة، فسارع الى إبلاغ إدارة الفندق بتعرضه للسرقة.

على الفور حامت الشبهات حول موظفين في الفندق، هما "عارف. ج" و"هدى. ح"، ولدى إخضاعه للتحقيق أمام المفرزة القضائية في بيروت، أفاد الأول أنه يعمل بصفة عامل تنظيفات في الفندق، وقد دخل غرفة رجل الأعمال بواسطة مفتاح ممغنط سلّمته اياه الإدارة لأربع مرات، من أجل التنظيف والتعداد، ووضع الشامبو والمناشف، وأعترف بأنه شاهد مبلغاً بالعملة المصرية موضوع على المكتب، و​كومبيوتر​ محمول وحقيبة سوداء تحت طاولة ​التلفزيون​، فقام بمسح الغبار عنها، وأثناء وجوده دخلت "هدى" لمراقبة عمله، فأعارها المفتاح بناء لطلبها، ولفت الى أنه لدى دخوله الغرفة عند الساعة الخامسة عصراً شاهد الغرفة مبعثرة، ولاحظ أن سحّاب الحقيبة مفتوح كلياً.

بناء على إفادة عامل التنظفيات، جرى استدعاء المشرفة على تنظيم الغرف داخل الفندق، فأوضحت "هدى. ح"، أنها دخلت جناح الزبون السعودي، أثناء قيام "عارف" بتنظيفه وخرجت منه قبله، وأنها لم تشاهد حقيبة سوداء، لكنها أكدت أنها وضعت يدها على الكومبيتر، وشاهدت مبلغاً بالعملة المصرية، لكنها نفت رواية استلامها مفتاح الغرفة من عامل التنظيفات.

لم يتوقف التحقيق عند المفرزة القضائية، إذ عاد وانتقل الى أحدى فصائل ​قوى الأمن الداخلي​، فجدد "عارف" مقولة أنه شاهد سحاب الحقيبة نصف مفتوح، وأن "هدى" حضرت اليه، بينما كان في غرفة مجاورة لجناح رجل الأعمال، وأخذت منه مفتاح الجناح وغادرت ومن ثم أعادته له بعد حوالي عشر دقائق، وكرر هذه الإفادة أمام القضاء، وهو ما فعلته "هدى"، التي أضافت بأنها حضرت الى غرفة النزيل السعودي لتتفقد عمل "عارف"، الا أنها لم تدخل اليها بعد أن سمعت صوت الزبون بداخلها، وبعد الاطلاع على جدول الدخول والخروج لجناح المدعي، تبين أن المفتاح الذي تسلمه "عارف" من الادارة استعمل للدخول خمس مرات، وأن دخوله حصل أثناء غياب المدعي عن الفندق، وأن المدعى عليهما لم يعلما الإدارة بمشاهداتهما بوجود المال كما يقتضي الأمر.

قاضي التحقيق في بيروت فؤاد مراد، الذي أجرى تحقيقات استنطاقية في القضية، إعتبر في حيثيات قراره، أن دخول المدعى عليه الى الجناح الخاص بالزبون المذكور، ومشاهدته لمبلغ مالي وللحقيبة الجلدية التي سرق من داخلها مبلغ مالي بغياب النزيل، وثبوت دخوله خمس مرات وليس أربع مرات كما أفاد، وعدم ​اعلام​ ادارة الفندق بما شاهده داخل الغرفة لا سيما المبلغ المالي كما هو مفروض في هكذا حالة، وتناقضه بما يتعلق بسحّاب الحقيبة، فمرة يقول أنه شاهده نصف مفتوح ومرة يقول أنه مفتوح بالكامل، كل هذه الوقائع تؤكد أنه أقدم على ارتكاب السرقة.

وأشار قاضي التحقيق الى أن ثبوت دخول المدعي عليها الى الغرفة المذكورة ومشاهدتها المبلغ المالي على المكتب وعدم اعلان الادارة، اضافة الى ما افاد به زميلها، لجهة قيامها باستعارة مفتاح الغرفة يثبت أغلب الظنّ، أنها اشتركت معه في الاستيلاء على المبلغ المالي، وخلص القاضي مراد الى الظّن بالمدعي عليهما بجنحة المادة 636/257 التي تنص على عقوبة السجن حتى ثلاث سنوات، وأحالهما على القاضي المنفرد الجزائي في بيروت المحاكمتهما.