هو رجل أعمال لبناني من الطراز الأول، أبدع في بلدان الاغتراب ورفع اسم وطنه لبنان عاليا. وهو صاحب الطموحات التي لا تتوقف، ولا حدود لها! عرف بثقافته الواسعة، وتجاربه المتنوعة، وجهوده المتواصلة في سبيل خدمة بلده الأم واقتصاده.

فلنتعرف الى قصة رجل الأعمال اللبناني، رئيس الرابطة المارونية والمجلس الإغترابي في ​بلجيكا​، المهندس مارون كرم، في هذه المقابلة التي أجرتها معه "الاقتصاد"، ليكون لنا مثالا يحتذى به، ونفتخر بوجوده بيننا:

- من هو مارون كرم؟

تخصصت في الهندسة الداخلية، لكنني لم أعمل في هذا المجال، بل اخترت الانتقال بعد فترة الى عالم الأعمال.

وأنا من مؤسسي المجلس الاغترابي اللبناني الذي أطلق بين عامي 1998 و1999، والذي يهدف الى إعادة رجال الأعمال اللبنانيين الموجودين في الخارج الى لبنان، وقد نظمنا العديد من اللقاءات والاجتماعات والمؤتمرات المحلية، الإقليمية والعالمية لخدمة هذه الغاية.

ولا بد من الاشارة الى أن أول مجلس اغترابي لبناني تأسس في بلجيكا، وكنت مسؤولا عنه، وعن مختلف أنحاء القارة الأوروبية أيضا.

والى جانب أعمالي المتعددة، أشغل منصب رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا، ومنسق مؤتمر مسيحيي الشرق.

في العام 2017، تسلّمت ​جائزة​ سفير النيات الحسنة التي تمنحها "حركة الإعاقة العالمية" التابعة للمنظمة العالمية الأميركية، وذلك تقديراً لمساهمتي في إنشاء مشاريع رائدة في ​الشرق الأوسط​ وأوروبا، من أجل السلام و​حقوق الانسان​ ومكافحة الاٍرهاب العالمي.

- لماذا قررت التخلي عن تخصصك الجامعي في الهندسة والانتقال الى عالم رجال الأعمال؟

حصل هذا الأمر بالصدفة، اذ دخلت الى مجال الأعمال في عمر صغير، وبدأت حينها بالتعاون مع الغرف التجارية والصناعية في بلدان عدة، وبتنظيم الوفود الاقتصادية.

في ظل أعمالك الكثيرة، كيف تتمكن من التنسيق بين العمل والأوقات الخاصة، وتحقيق التوازن في حياتك؟

إن العمل يأخذ بالتأكيد الكثير من اهتمامي الخاص، كما أن الوقت يمر بسرعة كبيرة. ولهذا السبب، قررت مؤخرا التخفيف من ضغوط الأعمال، والأوقات والسفرات المخصصة لها، من أجل الحصول على بعض فترات الراحة؛ ولكن على الرغم من ذلك، لا زلت أعاني أحيانا من ضغط هائل.

- برأيك، ما هو الانجاز المهني الأكبر الذي حققته الى حد اليوم؟

لقد حققت إنجازات عدة طوال مسيرتي المهنية، ولطالما تمنيت أن يكون اسمي خالدا في هذه الحياة، ولذلك اشتريت محطة للقطار في بلجيكا، وعملت على ترميمها، وأطلقت عليها اسم "Maroun Station" أي "محطة مارون". ونحن ننظم فيها المؤتمرات والمعارض والاجتماعات، بالاضافة الى العديد من المناسبات الثقافية، الاجتماعية، الفنية،... وقد باتت هذه المحطة الأثرية تعتبر من التراث البلجيكي.

- كيف تصف نفسك اليوم كرجل أعمال؟ ما هي المقومات التي ساعدتك على التقدم وتحقيق النجاح المهني في بلاد الاغتراب؟

النجاح لا يأتي بسهولة أو بسرعة، بل يجب على الانسان أن يعمل على صقل مهاراته، واكتساب خبرات واسعة تخوله تخطي المصاعب والتحديات كافة. بالاضافة طبعا الى معرفة كيفية اغتنام الفرص واستغلالها بشكل مفيد وإيجابي وبناء.

أما بالنسبة الى تجربتي الخاصة، فقد دخلت الى عالم الأعمال من الباب الواسع، وذلك حين استلمت منصب أمين عام المجلس الاغترابي في العالم. ومنذ ذلك الوقت، عملت على إثبات نفسي وقدراتي، والارتقاء بأعمالي الى أعلى المستويات.

هل تفكر يوما ما بالعودة للاستقرار بشكل دائم في لبنان؟

سيأتي هذا النهار بالطبع، لأنني أحب بلدي لبنان كثيرا، وقد أقمت العديد من ​الاستثمارات​ فيه، لكي أعود في يوم من الأيام للاستقرار فيه.

ولكن للأسف، كلما نشهد على خضة أو أزمة ما، نرحل عنه، ومن ثم نعود اليه، وهكذا دواليك. لذلك، نأمل أن تتحسن الأوضاع ويزدهر الاقتصاد، لكي نتمكن من العودة والبقاء.

ففي العام 2004، قررت العودة بشكل دائم الى لبنان، وأطلقت مشاريع عدة، ولكن بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وتدهور الأوضاع في البلاد، اضطرت العديد من الشركات الى الإغلاق، فقمت بدوري بإنهاء أعمالي والرجوع الى عالم الاغتراب.

-  تعتقد أنك حققت اليوم كامل طموحاتك المهنية؟

لا يمكن للانسان أن يتوقف عن الطموح، فاذا انتهى طموحه، انتهت حياته! ولهذا السبب، فإن أحلامي وأهدافي مستمرة ومتواصلة، وأتمنى أن أحقق المزيد من النجاحات خلال السنوات المقبلة.

من وقف الى جانبك خلال مسيرتك المهنية الطويلة، وشجعك على الاستمرار، وقدم لك الدعم المعنوي اللازم؟

طوال مسيرتي، صادفت العديد من الأشخاص الذين آمنوا بي وبقدراتي، ولطالما وقفوا الى جانبي.

ففي كل مرحلة من حياتي، التقيت بأناس قدموا لي الدعم المعنوي اللازم للاستمرار.

 - هل تعتبر أن الشهادة الجامعية هي العامل الأهم لكي ينجح الانسان في مسيرته المهنية؟

الشهادة الجامعية تساعد حتما على التقدم، لكنها ليست العامل الأساس في نجاح الانسان؛ فنجد أشخاص كثر، حصلوا على أعلى الشهادات، لكنهم لم يحققوا أي نجاح مهني يذكر.

وبالتالي فإن إرادة الشخص وإصراره ومثابرته، هي عوامل توجهه نحو النجاح.

- من خلال تواجدك في بلجيكا وأعمالك الكثيرة هناك، كيف تتمكن من مساعدة المجتمع اللبناني وبلدك الأم لبنان؟

كوني مستشارا في ​البرلمان الأوروبي​، أسعى دائما الى إحضار وفود الى لبنان، من نواب ومسؤولين. وفي كل مرة، نزور كل الرؤساء في البلاد والجمعيات، لكي نفهم عن كثب ماذا يحدث، ونقدم ​المساعدات​ اللازمة.

- ما هي نصيحة رجل الأعمال مارون كرم الى رواد الأعمال اللبنانيين ​الشباب​؟

أصبح لبنان للأسف مصدِّرا للأدمغة، فشبابنا يتعلمون أفضل تعليم، لكنهم يهاجرون للعمل في الخارج بعد التخرج، بسبب غياب الفرص في بلدهم الأم.

وبالتالي أنا أشجع الشباب على البقاء في لبنان اذا تواجدت الفرص، ولكن اذا لم يحصلوا على فرصة لتحقيق النجاح المهني، فمن المحزن أن يبقوا هنا عاطلين عن العمل. فالبطالة هي مشكلة كبيرة نعاني عنها، ونسبتها تتزايد أكثر فأكثر، وخاصة بين الشباب.

أما بالنسبة الى رواد الأعمال، فكلنا نعلم أن ​الاقتصاد اللبناني​ هو اقتصاد حرّ يعتمد على المبادرة الفردية، ولهذا السبب يجب على الشخص، من خلال انفتاحه الى العالم الخارجي، أن يتحرك مع الرساميل الخارجية ويتعرف اليها ويستفيد منها، لا أن ينتظر الدعم من الدولة؛ فهذه الأخيرة تتعب رائد الأعمال بالروتين الإداري والضرائب، وفي المقابل لا تقدم له أي ​تسهيلات​ تفيده وتساعده على تنمية مشروعه.