يعيش العالم اليوم احدث حلقة من مسلسل النزاع التجاري الذي بدأ بين واشنطن وبكين في العام الماضي عندما أعلن الرئيس ​ترامب​ بدء تحقيق في الممارسات التجارية ​الصين​ية التي وصفها بغير النزيهة وغير التنافسية وكذلك في اتهاماته للصين بالسطو على حقوق ​الملكية الفكرية​ للشركات الأمريكية، والكل في حالة ترقب الى ما ستؤول اليه الاوضاع بين الطرفين فاعلان ​الولايات المتحدة​ عدد من الإجراءات الجمركية والضريبية، وبالتحديد على واردات الصين من الألومنيوم والصلب قابله فرض الصين لتعريفات جمركية على 128 منتجا اميركيا،إجراءات متبادلة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم في إطار تهديدات واتهامات يتقاذفها الجانبان منذ أسابيع قد تنذر بوقوع حرب تجارية ستطال تأثيراتها اقتصاديات العالم وستكون نتائجها مؤلمة، مخاطر عبر عنها ​صندوق النقد الدولي​ حيث من الممكن ان يتكبد ​الاقتصاد العالمي​ اكثر من ترليون و 300 مليار دولار على الاقل خسائر في عام واحد في حال نشوب حرب تجارية على خلفية تلك القرارت الجمركية.

كما تستعد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع لكشف النقاب عن قائمة بالواردات الصينية التي ستفرض عليها واشنطن تعريفات جمركية لمعاقبة بكين على سياسات نقل التكنولوجيا ، في خطوة بدأت الصين الأحد الفائت بتطبيق قرار فرض رسوم عقابية على مجموعة من المنتجات الأمريكية ردا على قرار واشنطن بزيادة ​الرسوم الجمركية​ على واردات الصلب والألمنيوم، وأوضحت وزارة المال الصينية أنه"من أجل حماية مصالح الصين ستحقق الرسوم الجديدة "توازن الخسائر" الناجمة عن الرسوم الأمريكية على ​المنتجات الصينية​ والتي ألحقت أضرارا كبيرة بمصالحها .

وفي هذا الاطار كان لموقع "الاقتصاد" اتصال مع المحلل الاقتصادي مازن ارشيد للتعقيب على الاحداث الجارية بين القطبين الاميركي والصيني حيث اعتبر ارشيد انه من المبكر الحديث عن حرب تجارية بين الولايات المتحدة والصين ولكن ما يحدث اليوم بين الطرفين هو عبارة عن فعل وردة فعل ولكن التأثيرات ستكون كبيرة وردة الفعل التي قامت بها الصين تتساوى بالقوة مع الفعل الذي بدأ بقرار ترامب والذي قضى بفرض رسوم جمركية طالت بشكل خاص الصين لانه اعفى ​الاتحاد الاوروبي​ وبعض الدول الاخرى بشكل مؤقت لانتهاء المهلة في 1 ايار و​المفاوضات​ ما زالت قائمة، وهذه الرسوم الجمركية التي فرضت على الحديد والفولاذ تقدر قيمتها بحدود ال 3 مليار دولار سيتكبدها الجانب الصيني، وفي المقابل فرضت الصين رسوم جمركية على حوالي 128سلعة اميركية يتم تصديرها الى الصين وبنفس القيمة تقريبا .

والرئيس الاميركي دونالب ترامب يتحدث عن ان هناك توجه نحو فرض رسوم جمركية اكبر واوسع على الواردات الصينية من الممكن ان تصل قيمتها السنوية الى 60 مليار دولار وبالطبع هناك نوع من الحرب التجارية ومن الممكن في المستقبل ان ينضم الاتحاد الاوروبي اليها.

واشار ارشيد الى انه من الواضح ان الصين لا تسير الى ايجاد حل حيث ان المفاوضات الجارية لا تصل الى نتيجة ترضي الطرفينوانالاخيرةاتخذت قرارا سريعا واوفت بوعودها بانها ستعامل الصادرات الاميركية بالمثل وفرضت بدورها ضرائب جمركية بنفس القيمة التي اعتمدتها الولايات المتحدت والتي هي بحدود 3 مليار دولار .

كما اعتبر ارشيد ان الصورة لا تزال ضبابية ولا نعلم ما الذي يمكن ان يحدث في المستقبل ولكن من الواضح ان ترامب وشخصيته الذي يظهرها لا تنذر بانه من الممكن ان يغير قراره ومن الواضح انه يتعمّد الصين وان متلزم بجميع تعهداته الذي اطلقها خلال حملته الانتخابية ، واضاف ارشيد انه في حال حدوث حرب تجارية سيتأثر الاقتصاد العالمي حيث من المرجح الدخول في مرحلة كساد بمعنى نمو اقتصادي سالب كما ستؤدي الى ارتفاع اسعار المواد الاساسية كالحديد والالمنيوم والتي تدخل في مكونات صناعية مهمة.

واشار ارشيد الى ان هذه القضية تحمل الكثر من التناقضات فواشنطن تستورد الحديد والالمنيوم بشكل كبير من الصين وغيرها حيث ان نسبة 12% من كمية الحديد التي تدخل اميركا تأتي من ​كندا​ وبالتالي سترتفع اسعار صناعتها، كما تصدر ​الامارات​ الحديد للولايات المتحدة وبالتالي من الممكن ان تتاثر ولكن ليس بشكل كبير لانها من الممكن ان تجد اسواق اخرى من الممكن ان تعوض به النقص في صادرتها .

وتوقع ارشيد بان لا تكون لهذه الحرب التجارية تأثير على الوطن العربي لان الاقتصادالعربي لا يمثل نسبة مهمة من اجمالي الاقتصاد العالمي وبالتالي فان انعكاسه سواء سلبي او ايجابي سيكون بسيط وهذه الامور سابقة لاوانها.

وختم ارشيد بانه يصعب التنبؤ بامكانية حصول حرب تجارية صريحة وعلنية،وعلى اعتبار ان الصين والولايات هما اكبر اقتصادين في العالم وان اي توسع في فرض رسوم جمركية تتجاوز مئات المليارات سيكون لها تداعيات خطيرة وحاليا حتى الـ60 مليار التي تعتبر الدفعة الثانية الذي وعد ترامب بتنفيذها لا تشكل سوى نسبة 0.10% من ​النمو الاقتصادي​ الصيني لكن من الممكن ان يؤدي الى ارتفاع في الاسعار وان يؤدي الى تضخم خصوصا في القطاعات الاقتصادية المباشرة وسنترقب الى ما ستؤول اليه الاحداث في الايام المقبلة ولكن من الواضح ان ترامب يأخذ هذه القضية على محمل الجد والصين تقوم برد فعل يوازي القرارات الاميركية .