استضافت ​كوثر حنبوري​ معدة ومقدمة "​الإقتصاد في أسبوع​" عبر أثير "إذاعة ​​​​​​لبنان​​​​​"​ في حلقة هذا الأسبوع​ تحت عنوان "كيف ننتقل بلبنان من اقتصاد القرن التاسع عشر إلى الواحد والعشرين؟"، الخبير الإقتصادي د. ​كامل وزنة​​، الذي أشار إلى ان اقتصادنا لا يساوي 52 مليار دولار، وقال: "كما المجلس الأعلى للدفاع، نحن نحتاج الى مجلس أعلى للإقتصاد، لدينا المجلس الإقتصادي الإجتماعي ​نعم​ ولكن هذا لا يعني ألاّ يكون لدينا جسم اقتصادي يضع استراتيجية للبلد وفي الوقت نفسه يكون مطعّم بإقتصاديين وماليين من أهل الإختصاص".

وأضاف وزنة: "المشكلة الأساسية في لبنان هي ان معظم مرافق الدولة تفتقد الى توظيف الخبراء الإقتصاديين والماليين...وكنت قد سألت وزير الإقتصاد عن سبب تعيين ​ماكنزي​ فأجاب أنه ليس هناك اقتصاديين في الوزارة وأن تعيين اقتصادي صعب بسبب تركيبة الدولة".

وأشار إلى ان العجز التجاري في لبنان بحوالي 18-19 مليار دولار "جزء منه ​نفط​ وجزء يتعلّق بالنظام الإستهلاكي الذي نعيشه (استيراد الماركات العالمية ليتم استهلاكها هنا)، أما في ​الولايات المتحدة​ فهم لا يرون العجز مشكلة كبيرة بما ان مستوى الإدخار عالي"، موضحاً ان ما يساعدنا في لبنان بخصوص هذا العجز هو الإدخار في المصارف "ولكن ان انخفضت هذه المدخرات الى نسبة معيّنة فسنعيش مشكلة، وخاصّةً ان توقفت ​التحويلات​".

وتناول وزنة تقرير سنوي للمجلس الإقتصادي الأعلى في الولايات المتحدة عن كيفية نقل ​الإقتصاد الأميركي​ وتكيفه مع اقتصاد القرن الواحد والعشرين وقال: "70% من الناتج القومي للولايات المتحدة يرتكز على الخدمات"، مشيراً الى ان "مفهوم اللبنانيين للخدمات مبسّط وهو يعني ​السياحة​ من ​فنادق​ ومطاعم، اما في الولايات المتحدة فالبرمجيات والأبحاث الطبية تعتبر خدمات، تشريحهم لمفهوم الخدمات واسع وكبير".

ورأى أننا في لبنان بحاجة الى بناء اقتصاد البرمجيات "نقوم بتخريج أهم الكفاءات من جامعاتنا، لذلك علينا انشاء مؤسسة وطنية لأنظمة المعلومات حيث نقوم بتدريب هؤلاء الشابات والشبان الذين يتخرّجون سنويًّا"، لافتاً الى قدرة لبنان على تأسيس مدن ذكية "بدلاً من أن نبحث عمّن يطبع لنا ​بطاقات​ بـ300 أو 400 مليون دولار".

وردًا على سؤال حنبوري عمّا اذا كان لبنان على طريق الإنتقال لإقتصاد القرن الواحد والعشرين، قال وزنة: "عندما نتحدث عن البنى التحتية الرقمية والألياف البصرية والكثير من الإبداعات الأخرى، نكتشف أننا لم نقم بشيء بعد. إحدى الخطوات المطلوبة هي ربط رأس المال بالإبداع، كما يقول بيل غيتس في حديثه عن الفارق بين الولايات المتحدة ودول العالم. نعم هناك محاولات لمصرف لبنان لكنها تبقى بسيطة".

وأضاف: "جامعاتنا جامعات تعليمية وليست بحثية، نحتاج الى مبالغ هائلة لنصل الى صناعة ولو فكرة واحدة! في لبنان، إذا ألقينا نظرة على ارباح حواسيب ​آبل​ فإنها تتخطى حجم اقتصادنا...اللبنانيون يبدعون خارج لبنان وتمكنوا من الإنسجام مع النظام الغربي...لكن ​الدولة اللبنانية​ بتركيبتها الحالية لا تخصّص هذه الحيثية الكبيرة للتغيير الإقتصادي".

وأكد أنه "لدينا الفكر الإقتصادي ولكن نحتاج من المسؤولين لأن يربطوا بين هذا الفكر والمؤسسات الإقتصادية والصناعية الكبرى التي يمكنها أن تصل بنا الى اقتصاد القرن الواحد والعشرين".

وعن موضوع ​الموازنة​، أشار د. وزنة الى ان "الموازنة هي ارقام نقوم فيها بعمليات جمع بسيطة، لكن الرؤية أمر مختلف ونحن اليوم بحاجة الى رؤية وليس فقط الى جمع أرقام لإتمام مهمة معيّنة. الوضع اليوم فيه ضغط كبير وهناك مرحلة انتقالية متمثّلة بالإنتخابات...لكن بالنهاية ما قاموا به من هندسة نقل عجز ​الكهرباء​ الى مكان آخر ليس الطريقة المثلى لبناء وطن"، مضيفاً: "سننتظر إجراء الإنتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة ونريد عقلية محتلفة، بتنا في منطقة الخطر".

وعن حديث الرئيس ​ميشال عون​ حول الإفلاس، أشار وزنة الى ان ما تم نقله عن الرئيس لم يكن للنشر "هكذا قيل لي من قبل مقربين من الرئيس"، مضيفاً: "الجميع يعلم أن هناك مشكلة في البلد...يمكننا القول اننا اقتربنا من الـ100 مليار دولار دين، ​اسعار​ الفوائد العالمية ترتفع، و​الفيدرالي الأميركي​ قد يرفع الفائدة مرتين وثلاث مرات هذا العام، ونحن في لبنان رفعنا الفائدة على الدولار وعلى ​الليرة اللبنانية​ أي ان تكلفة الدين أصبحت أعلى، لذلك إذا وصلنا خلال سنة أو سنة ونصف الى 100 مليار فإن تكلفة الدين ستصل الى ما بين 7 إلى 8 مليار دولار ما يشكّل حوالي 80% من الإيرادات الموزّعة بين رواتب وخدمة الدين وعجز الكهرباء، أي اننا لن نكون قادرين على ​دفع الرواتب​"، مشيراً الى الخيارات العديدة التي نمتلكها من مكافحة التهرب الضريبي الى تطوير البنى التحتية ما يؤدي الى دعم السياحة والكثير من الأمور التي باتت معروفة.