يرى الفشل دافعا رئيسيا للتطور وتحقيق النجاح. يمتاز بمستوى عالٍ من الاحترافية والمهارة والخبرة. فهو صاحب الطموحات التي لا تتوقف ولا يحدّها سقفا، كما أنه نموذجا حقيقيا لمن أراد أن يكون بارزا في عالم رواد الأعمال، وشركته اليوم هي بمثابة بوصلة للتسويق الرقمي محليا وإقليميا.

يحمل ​مارك دفوني​ إجازة وماجستير في نظم المعلومات الإدارية، وإدارة المعرفة من جامعة "كونكورديا" في كندا. أسس في العام 2006، شركة "Eastline Marketing" مع شريكه نمر بادين.

وقبل القيام بهذه الخطوة، شغل دفوني منصب مدير عام وكالة تفاعلية عبر الإنترنت في كندا.

أما خلال فترة تأسيس "Eastline Marketing"، فكان مجال التسويق عبر الإنترنت غير موجود فعليًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكنه أخذ ينمو شيئا فشيئا مع الأيام. ونتيجة لذلك، بدأت الوكالة في توسيع عملياتها نحو دبي، قطر، مصر، سوريا، والسعودية. كما تعاملت مع علامات تجارية شرق أوسطية وعالمية مثل "تويوتا"، "بنك عوده"، "هينكل"، "ماركس أند سبينسر"، وغيرها. وبالاضافة الى ذلك، نفذت إستراتيجية شاملة عبر الإنترنت لـ"ماراثون بيروت 2009"، وأطلقت منصتها الالكترونية الخاصة "Sweepz"، التي تتيح للعملاء تنظيم حملات ترويجية لوسائل الإعلام الاجتماعية؛ وهي المنصة الوحيدة التي تدعم اللغة العربية.

في العام 2011، اختارت منظمة "Endeavor"، دفوني وبادين، كأصحاب أعمال ذوي تأثير واسع. كما تم اختيار دفوني كمدير أعمال إبداعي للشباب، من خلال برنامج الاقتصاد الإبداعي التابع لـ"المجلس الثقافي البريطاني".

حصلت "Eastline Digital" على جائزتين "Webby"، عن فئة أفضل موقع صديق للبيئة (Best Green Site)، بالاضافة الى جائزة "صوت الناس" (People’s Voice Award). وقد فازت الشركة في العام 2010، بجائزة أفضل برنامج أصلي أو سلسلة أنتجت لوسائل الإعلام الرقمية، خلال حفل توزيع جوائز "Gemini Awards"؛ وتم منح هذه الجائزة من قبل "أكاديمية السينما والتلفزيون الكندية"، عن موقع "Love Letters of the Future" على شبكة الإنترنت، المصمم من أجل رفع الوعي حول "قمة كوبنهاغن 2009" والقضية البيئية.

كما كانت الشركة بين المرشحين النهائيين في مهرجان "Cannes Lions International Advertising Festival" عام 2010، وخلال حفل توزيع جوائز "SXSW".

وفي العام 2013 ، حصل مؤسسو "Eastline Digital" على جائزة "Endeavour Advocate" في مسابقة "Omidyar Network".

فلنتعرف أكثر الى رائد الأعمال اللبناني، والشريك المؤسس لشركة "Eastline Digital"، مارك دفوني، في هذه المقابلة الخاصة والحصرية مع "الاقتصاد":

كيف تأسست "Eastline Digital"؟ وما هي المراحل التي مررت بها حتى وصلت الى ما أنتَ عليه اليوم؟

تعرفت الى شريكي نمر بدين في مدينة مونتريال الكندية حيث عشت لمدة 20 سنة. وبعد أن عملنا هناك لحوالي أربع سنوات في مجال التسويق الالكتروني، قررنا في العام 2006، العودة الى لبنان لإطلاق "Eastline Marketing"، التي كانت في ذلك الوقت، الشركة الأولى التي تعنى بكل ما لا علاقة بالخدمات الرقمية والتسويق عبر الانترنت.

وبالتالي فإن المنافسة لم تكن موجودة في الماضي، اذ في العام 2006 كان هناك شركات تعمل على خلق المواقع الالكترونية، وأخرى تعنى بالتسويق، لكن الشركات التي تقدم خدمات شاملة من حيث الاسترتيجية الرقمية، والتنفيذ، والتسويق، لم تكن موجودة. لكن اليوم توسع عدد الشركات التي تشبهنا، وفي السنوات الـ12 الأخيرة، تم تأسيس العديد من المشاريع، منها من أغلق أبوابه، ومنها من تمكن من الاستمرار، منها من يقدم جزءا من الخدمات التي نوفرها، ومنها من يشملها كلها.

هل أثرت عليكم وعلى شركتكم المنافسة التي بدأت بالظهور والتوسع يوما بعد يوم؟

في العام 2006، بدأنا بالعمل في لبنان، وفي تلك الفترة، كانت خدمة الانترنت سيئة للغاية. أما خلال أول سنتين، فكان نشاطنا مقتصرا في الأساس على كندا. وفي العام 2008، أي عندما بدأ "فيسبوك" بالانتشار في لبنان، أصبح اللبنانيون يستخدمون الانترنت من أجل الولوج الى "فيسبوك" بالدرجة الأولى، وبسبب هذا الأمر، بدأ مفهوم إدارة وسائل الاعلام الاجتماعية والتسويق بالظهور، ومن هنا انطلقنا وافتتحنا سوقا لخدماتنا في لبنان. وفي العام 2009، توسعنا نحو الخليج بأكمله، واليوم لدينا مكتبا في دبي وفي لبنان.

ولا شك في أن المنافسة أثرت علينا، ولكن طوال هذه السنوات، نجحنا في الحفاظ على خدمات بمستوى عالٍ من الاحترافية في "Eastline Digital"؛ فشركتنا تتمتع بخبرات طويلة، كما لديها تخصصات ومعايير خاصة بها.

وفي العام 2011، اختارتنا منظمة "Endeavor" غير الربحية، للانضمام اليها؛ وهذه المنظمة تختار أصحاب مشاريع عالية التأثير من جميع أنحاء العالم، وبين عامي 2009 و2010 افتتحت مكتبها في لبنان، وكنا من الشركات الأولى التي اختارتها، وذلك بعد عملية صعبة وطويلة.

ما هي العوامل التي تميز "Eastline Digital" عن غيرها من الشركات؟

تمكنا من تحويل "Eastline Digital" من شركة للخدمات، الى شركة تعنى بالخدمات والمنتجات أيضا، اذ بدأنا بخلق المنتجات واستخدامها، ومن ثم بيعها الى زبائننا؛ وهذا التطور أتاح لنا التميز عن باقي الشركات.

فشركتنا كانت "Eastline Marketing" في البداية، ومنذ حوالي أربع سنوات أعدنا إطلاقها تحت اسم "Eastline Digital".

أما شركة "Eastline Marketing" فهي مقسمة الى أربعة أجزاء:

أولا، "Eastline Digital"، وهي الوكالة التي تهتم بكل العلاقات مع العملاء؛ أي الخدمات، والتنفيذ لكل الاستراتيجيات التي نطلقها.

ثانيا، "Deafcat Studios"، وهي شركة إنتاج تنتج فيديوهات مخصصة حصريا لشبكة الانترنت ("فيسبوك"، "يوتيوب"، "انستغرام"،...). وقد أسسها أحد شركائنا في "Eastline"، وكبير الاستراتيجيين في الشركة، وسام بادين.

ثالثا، "SPRKL"، وهي شركة مخصصة بالاعلان والتسويق عبر الانترنت.

رابعا، "Eastline Academy"، أي أكاديمية "Eastline"، اذ رأينا مع الوقت أن بعض الزبائن، وخاصة العلامات التجارية الكبرى، يسعون الى توظيف أشخاص من داخل الشركة من أجل الاهتمام بنشاطهم التسويقي عبر الانترنت، وبالتالي قدمنا منصة تعليمية نقدم من خلال التدريبات وورش العمل والمحاضرات.

وهذه الأجزاء الاربعة مترابطة مع بعضها البعض، اذ نقدم للزبون في البداية الاستراتيجية الخاصة من خلال "Eastline Digital"، ومعظم الاستراتيجيات في الوقت الحاضر تضم إنتاجات رقمية، وهنا يكمن عمل "Deafcat Studios". وعندما تصبح هذه المواد جاهزة، نحتاج الى تسويقها عبر الانترنت، وبالتالي نقوم بهذه الخطوة من خلال منصة "SPRKL".

ما هي التحديات التي واجهتك خلال العمل في لبنان؟

وصلت الى لبنان في العام 2006، وكنت أجهل حينها كيفية التعامل مع الزبائن المحليين. وعندما بدأنا بالعمل، كان الأمر صعبا الى أقصى الحدود، اذ لم نكن قادرين على الحصول على كل التسهيلات المعنوية والمادية الموجودة حاليا لرائدي الأعمال؛ وهذا الأمر شكل التحدي الأول بالنسبة لي.

أما التحدي الثاني، فكان في مجال العلاقات مع الزبائن في لبنان، الذي يختلف كليا عن الولايات المتحدة وكندا.

ثالثا، واجهنا تحديات عدة خاصة بمجال عملنا، منها الضعف الكبير في البنية التحتية الخاصة بالتسويق عبر الانترنت، بسبب اتباع العديد من الأشخاص الطرق التلقيدية في هذا الموضوع.

هل تعتبر اليوم أنك حققت كامل طموحاتك اليوم؟

لا تزال هناك مشاريع عدة أسعى الى تحقيقها، فالتغيير هو سيد الموقف في مجال عملنا، والأمور التي كنا نقوم بها منذ سنتين تغيرت ولم نعد نمارسها في الوقت الحاضر.

ما هي الرسالة التي تود توجيهها الى جيل الشباب اللبناني؟

أقول لكل شخص:

سوف تفشل أكثر من ما ستنجح، ولكن يجب أن تستفيد من كل تجربة تمر بها. اختر الشركاء المناسبين. فقد تبدو الأهداف سهلة، لكنها ليست كذلك فعلا، وعليك المثابرة للوصول اليها.

قبل أن تستسلم، قدم 100% من قدراتك، وكن مصمما.

خاطر، فما أسوأ ما يمكن أن يحدث؟

اختر الشيء الذي يثير حماس، والذي تهتم به أكثر من نفسك.

استمر في الدفع نحو الأمام، وكن متفائلاً.

فهل لبنان هو مكان جيد لإطلاق الأعمال؟ كنت لأجيب بالنفي في الماضي، لكنني اليوم أؤيد هذه الفكرة لأسباب عدة:

أولا، لأن النظام الإيكولوجي لتنظيم المشاريع ينمو بإطراد.

ثانيا، لأن الموارد المالية أصبحت متوفرة.

ثالثا، لأن لبنان يمثل أرضية صلبة للابتكار والاستكشاف.

رابعا، لأن المنافسة شرسة، وتجبرك على أن تكون مبتكراً ومبدعًا.

خامسا، لأن اللبناني موهوب ويعمل بجهد.

وبالتالي اذا واجهتك أي شكوك حول قدرتك على النجاح، تذكر أنه "حيث الإرادة موجودة، يمكن إيجاد الوسيلة".