حولّت حبها للأعمال الحرفية الى عمل تجاري ناجح، ولطالما آمنت أن إنجازات ونجاحات اليوم هي أحلام وتخيلات الأمس. فالإيمان بالقدرة على تحقيق النجاح، ضروري للوصول إلى غاياتنا وطموحاتنا كافة.

فلنتعرف معا الى المسيرة المهنية لمؤسسة العلامة التجارية "Wootton"، نادين حلوي، في هذه المقابلة الحصرية مع "الاقتصاد":

من هي نادين حلوي؟

أنا شخص مغامر ومحب للطبيعة. تخصصت في ​التصميم​ الغرافيكي، وحصلت على شهادة الماجستير في ​ايطاليا​، ومن ثم عملت في هذا المجال فيلبنان لمدة 15 سنة.

ومنذ حوالي سنة ونصف، قررت إطلاق العلامة التجارية "Wootton"، مع العلم أن مسيرتي في هذا ​العمل​ اليدوي بدأت منذ فترة طويلة.

ما هي "Wootton"؟

"Wootton" هي علامة تجارية متخصصة في خلق المنتجات المصنوعة يدويا من النسيج المحبوك، وقد تم تصميم إبداعاتنا لتلبية مختلف الأذواق والاحتياجات، فبناءا على طلب كل زبون، نقوم بتخصيص الألوان والأشكال المثالية.

أما منتجاتنا فهي مصنوعة من القطن المعاد تدويره وصوف الأغنام النقي، كما أن سلالنا وسجاداتنا هي من الحبال القطنية.

لماذا اخترت العمل في هذا المجال بالتحديد؟

أولا، ولدت هذه الفكرة من الحاجة، ومن حبي للسجاد أيضا، فقررت في البداية أن أصنعها لنفسي، ولم أفكر حينها بالبعد التجاري.

ثانيا، أردت أن أمارس عملا يدويا بسبب فوائده العلاجية، كونه يريح الأعصاب ويعلم الصبر.

ثالثا، أحب الأمور الطبيعية، ولهذا السبب أعمد الى العمل بالمواد العضوية، فأنا مؤمنة​​​​​​​بضرورة استخدام ما قدمته لنا الطبيعة، دون خلق المنتجات الاصطناعية.

من أين حصلت على التمويل اللازم للبدء؟​​​​​​​

التمويل كان شخصيا، فأنا أعمل على مشاريع حرة في مجال التصميم الغرافيكي منذ سبع سنوات، وبالتالي أطلقت "Wootton" من مدخراتي الخاصة.

من قدم لك الدعم وشجعك على إطلاق عملك الخاص؟

أولا والدتي، اذ كانت تتفهم ما أقوم به بسبب جذورها الأرمنية؛ فالشعب الأرمني هو حرفي بامتياز.

ثانيا، زوجي الذي لطالما دعمني الى أقصى الحدود، وشجعني على إطلاق عملي الخاص وتحقيق استقلاليتي.

هل تجدين إقبالا واسعا على منتجات "Wootton"؟

هناك فئة كبيرة من الأشخاص الذين يقدرون ما أقوم به، لأن منتجاتي مصنوعة يدويا 100%، كما أنني أستخدم مواد عضوية وأهتم بإعادة التدوير، وأحاول صنع المنتجات بطريقة طبيعية وصديقة للبيئة.

كيف نجحت بنشر منتجاتك بين الناس؟

ركزت في البداية على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي نهاية المطاف سأبدأ بالمشاركة في المعارض، لكن العمل لا يزال جديدا نوعا ما. فأنا أسير الى الأمام ببطء و​​​​​​​لكن بثبات، كما أنني سعيدة جدا بالخطوات التي أقوم بها، وأحققها رويدا رويدا.

ما هي الصعوبات والعوائق التي تواجهك في عملك؟

بالأساس يظن بعض الناس أن الإبداعات اليدوية مكلفة للغاية، ولهذا السبب أعمل على تغيير هذه العقلية، فإذا كنت بنفسي قادرة على شراء منتج معين، فالأمر ذاته ينطبق على الآخرين.

ولا بد من الاشارة الى أن​​​​​​​ني أعمل بمواد طبيعية، وبالتالي أحاول أن أكون منطقية في أسعار​​​​​​​المنتجات.

ما هي الصفات التي تساعدتك على تحقيق التقدم المهني؟

أنا امرأة مثابرة، دقيقة، وصبورة. ففكرة "Wootton" كانت بحاجة في البداية الى الثقة، وبالتالي فإن الدعم الذي حصلت عليه من محيطي، ساعدني وأعطاني دفعة الى الأمام.

من جهة أخرى، كنت أركز على أدق التفاصيل، لأن كل تقنية وكل مادة أستخدمها، بحاجة الى التعامل معها بطريقة معينة، الأمر الذي يتطلب وقتا أطول من العادة.

أين ترين "Wootton" بعد خمس سنوات؟

أبحث دائما عن أشخاص قادرين على تنفيذ عمل حرفي يدوي ويرغبون بالانضمام الي، وبالتالي فإن خطتي هي العمل مع ا​​​​​​​لمبدعين الآخرين بهدف خلق مجتمع من الإبداعات اليدوية. كما أسعى الى افتتاح مشغل خاص بي لكي أتمكن من التوسع. لكنني لا أريد أن تصبح "Wootton" من النوع التجاري البحت، لأن كل قطعة هي فريدة من نوعها ولا مثيل لها.

هل تشعرين في بعض الأحيان أن عملك يأخذك من حياتك الخاصة؟

​​​​​​ألتمس دائما قدرتي على التنسيق بين كل جوانب حياتي، فجدولي اليومي غالبا ما يكون حافلا، وذلك لأنني أهتم بعملي في مجال التصميم الغرافيكي، وعملي المنزلي، بالاضافة الى "Wootton".

لكن تنظيم الوقت يساعدني كثيرا، وأشعر أحيانا أن هناك ساعة موجود في رأسي تساعدني على تحقيق التوازن في حياتي.

كيف تقيمين حالة المرأة في لبنان اليوم؟

في عصرنا هذا، وجود المرأة في سوق العمل ضروري، فهي تظهر يوما بعد يوم طاقتها، شجاعتها وثقتها. كما أن المجتمع بات منفتحا بشكل أكبر ولم يعد يشكل تهديدا كبيرا أمام تقدمها.

من ناحية أخرى، زوجي يشجعني دائما لكي أكون حرة ومستقلة، وبالتالي لم أواجه يوما أي تمييز جندري؛ فأنا أسمع القصص عن معاملات غير عادلة بحق المرأة، لكنني لم أعايشها أبدا.

ما هي نصيحتك الى المرأة وخاصة تلك التي ترغب في إطلاق عملها التجاري الخاص؟

لكل سيدة أحلام وأهداف تضعها في رأسها، ولكن يجب أن لا تتركها مجرد أفكار، بل عليها أن تقف وتتحرك لكي تحولها الى حقيقة.

فأنا شخصيا ترددت كثيرا قبل إطلاق "Wootton"، ولم أكن واثقة من هذه الخطوة، ولكن دعم الأشخاص من حولي، وتفهمهم لما أقوم به، شجعني على القيام بها، ودفعني الى تخطي الخوف من أجل تحقيق حلمي.

لذلك أقول لأي شخص، وليس فقط للمرأة: "لا تترك أحلامك مجرد أحلام، بل استيقظ واجعلها حقيقة، فالفكر المبدع يوصل الانسان الى النجاح، ولا شيء قادر على الوقوف في وجه الإبداع".