خفضت ​إيران​ بشكل حاد وارداتها من البنزين في الأسابيع الماضية بعدما بدأت تشغيل مصفاة جديدة، وهو ما يجعل البلد الغني بالنفط يقترب من تحقيق هدفه في الإكتفاء الذاتي من الوقود.

ويأتي تقليص الاعتماد على الواردات في الوقت الذي يبدو فيه مستقبل الاتفاق النووي التاريخي الموقع في 2015، الذي رفعت بموجبه عقوبات عن طهران، على المحك مع تهديد الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب منه.

وعلى الرغم من أنها ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة "أوبك"، واجهت إيران صعوبة لسنوات في تلبية احتياجاتها المحلية من الوقود بسبب نقص الطاقة التكريرية وعقوبات دولية قلصت توريد قطع الغيار اللازمة لصيانة المصافي.

وأصبح هذا الهدف قريب المنال بعدما بدأت شركة النفط الوطنية الإيرانية في الأسابيع الماضية المرحلة الثانية من مصفاة "نجمة الخليج الفارسي" في بندر عباس، التي تقوم بتحويل الخام الخفيف، المعروف بالمكثف، إلى بنزين ونفتا.

ولفتت مصادر تجارية إلى أن المرحلة الجديدة ستضاعف طاقة المصفاة إلى 240 ألف برميل يوميا، لكن الإنتاج لم يصل بعد إلى الطاقة الكاملة، وربما أنه لا يفي حتى الآن بمواصفات الوقود العالي الجودة "يورو 4".

وقال خبير المنتجات النفطية لدى "إنرجي أسبكتس للاستشارات" روبرت كامبل "يبدو أن إيران خفضت بشكل كبير اعتمادها على الواردات".

وتابع "تشير جميع الدلائل إلى هبوط في الواردات في اذار. يتزامن ذلك مع السنة الإيرانية الجديدة، وهي فترة تشهد في العادة طلبا قويا".

وأظهرت بيانات من "فورتكسا للتحليل النفطي" أن من المتوقع أن تبلغ واردات البنزين ومكونات مزجه نحو 35 ألف برميل يوميا في الربع الأول من 2018، بانخفاض قدره حوالي 50% عن العام السابق.

وأشار تجار إلى أن انخفاض واردات إيران أدى إلى فائض في البنزين في الشرق الأوسط، وهو ما يتيح فرصة نادرة لتحقيق ربح من بيع وقود السيارات من المنطقة إلى غرب أفريقيا.