هو شاب ​لبنان​ي، ثوري بطبعه، يأبى الإنصياع للروتين والمعتاد..

يرفض أن يتم تكبيل طاقاته.. لذا قرر أن يحلق في سماء آخرى.. ليحقق إنجازاً جديداً لبلده لبنان في مجال ​الصناعة​ والتكنولوجيا..

غادر وطنه إلى بلد بعيد، غريب عنه باللغة والثقافة والأفكار.. وهناك حول فكرته إلى منتج واقعي يتم التسويق له في ​الأسواق العالمية​.

ولنتعرف أكثر على هذا الشاب اللبناني العشريني كان لـ"الإقتصاد" مقابلة خاصة مع المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "Geisle Labs".. ​رامي كوكب​ الذي شاركنا أبرز التحديات التي واجهته وصولاً إلى تحقيق حلمه.

-من أين إنطلقت مسيرتك الأكاديمية وصولاً إلى تأسيس شركتك الخاصة؟

تخصصت في مجال "التسويق" في جامعة الحكمة، ولكني لم أتابع دراستي فيها لأني أعتبرت أن الشهادة لن تكون كفيلة بإيصالي لهدفي المرجو، وشعرت حينها أن كل طاقاتي وأفكاري كانت مكبلة ضمن نطاق الجامعة بإنتظار إنتهاء المدة المحددة لها ل​إطلاق​ سراحها.

لذلك بعد عام دراسي واحد قررت أن أنتقل إلى ​الهند​ انا وشريكي الأن دانيال العياش وكنت في الـ19 من عمري حينها، وبدأنا بمغامرة مجهولة ومشوقة في عالم الأعمال.

في الهند أسست انا ودانيال أول شركة لنا، والتي نبعت من أفكارنا الشخصية.

نقوم الآن بتصميم "Cover" للهاتف يحمل إسم "CASY"، يمكن للمستهلك إضافة الصورة التي يرغب بها على شاشته الملونة بالإضافة إلى أنه يحمل معه سعة إضافية من الذاكرة "Memory" .

وسيتم إطلاقه قريباً جداً في الأسواق العالمية.

-ماذا يميز منتجكم عن المنتجات المنافسة في الأسواق؟

لا شك أن هنالك العديد من الأفكار المتشابهة ولكن منتجنا لا يقتصر فقط على عنصر إعادة شحن الهاتف، بل هو المنتج الوحيد الذي يضم ​شاشة​ ملونة، يسمح للمستهلك بأن يضع ​التصميم​ الذي يريده، أي بمعنى آخر هو يملك هاتفاً واحداً يمكنه أن يغير تصميمه يومياً.

بالإضافة إلى ذلك يدعم منتجنا ذاكرة الهاتف بسعة إضافية تصل إلى 32 جيغابيات.

-هل شكّل رأس المال عائقاً لكم لمتابعة سير عملكم؟

بالطبع هذا المنتج بحاجة إلى تفاني في التجارب والدراسات ، وبالتأكيد بحاجة لأن نتواجد شخصياً في الهند لنضمن سير العملية.

وقد إستلم شريكي شق تأمين رأس المال لمشروعنا ونجح في إقناع أحد المستثمرين اللبنانيين على التعاون معنا.

-كيف تصف المراحل الأولى لتأسيس مشروعكم، خاصة أنك في عقدك الثاني من العمر فقط ، وتعمل في بلد غريب على مشروعك الخاص الذي لا يمكن ضمانة نسبة نجاحه أو فشله، كيف تعاملت مع كل هذه العوامل؟

برأيي إذا توقف الإنسان عند كل فكرة سلبية، سيقف فيه الزمان عندها ولن يتقدم أبداً. فالتحدي الأكبر هو أن تلاحظ كل هذه العناصر غير المستقرة وأن تتابع سيرك رغماً عن كل الظروف. وهذا ما بميز الشخص الذي يصل إلى حلمه عن الذي لا يزال يحلم بهيومياًعلى صعيد خياله فقط.

-عادة ما يعتبر الأشخاص قبل مباشرة عملهم عملياً أن المشكلة الكبرى ستكمن في تأمين رأس المال، ولكن عند وصولهم للمرحلة التنفيذية يكتشفوا أن العوائق أعمق من الماديات فقط. هل واجهتهم نفس السيناريو؟ وكيف تتغلبون على العراقيل؟

بالتأكيد، إذ لاحظنا بعد فترة أن تحدي الحصول على تمويل كان أسهل عائق يصادفنا في مسيرتنا المهنية. ومن جهة آخرى يتذمر العديد من الأشخاص لعدم توفر أفكار غير مستهلكة بعد.. ولكن كل هذه عوائق سطحية بالنسبة لنا..

من العوائق المصادفة التي واجهناها هي تأسيس شبكة واسعة من العلاقات العامة من جهة، وومن جهة آخرى عملنا جاهداً لبناء شخصية خاصة بنا تميزنا عن الآخرين في الأسواق العالمية.

كما أن إستمرارية الحقبة التنفيذية أمر في غاية الأهمية والصعوبة ويتطلب كل هذه المكونات مجتمعة (أي الشخصية، العلاقات العامة، الماديات وغيرها).

ولكن تأمين الأموال ليست المشكلة الأساسية بل هي نتيجة للجهود التي يتم بذلها.

-أين ترى "Geisle Labs" بعد أعوام من الآن، وأين سيكون رامي بالتوازي مع ذلك؟

للإجابة على هذا السؤال علينا أن نتطلع إلى فلسفة وثقافة شركتنا.فمن أهم مبادئنا أن "في هذه الحياة شيء وحيد ثابت هو .. التغيير"، لذا أمام هذا المبدأ نحن نواجه خياريين إما أن نتلقى التغيير أو أن نكون العنصر المكوّن له، وقد إخترنا أن ننتمي للخيار الثاني، وعلى هذا الأساس تُبنى كل أفكارنا. نحن بدأنا بفكرة الـ cover ولكن تطلعاتنا وصلت إلى مجالات أخرى وبدأنا بتطبيق أفكارنا فيها، لذا أنا أعتبر أن " Geisle Labs " بعد أعوام ستكون قد حققت أكبر قدر من النجاحات في الأسواق العالمية.

-من هو جمهوركم المستهدف؟

نحن لا نحصر جمهورنا بنطاق جغرافي واحد، خاصة أن معايير منتجنا تنطبق على الجميع، وبالتالي بدأنا بطرح منتجنا على منصات إلكترونية عالمية.

-هل تعملون على تسويق منتجاتكم المستقبلية على منصة رقمية خاصة بكم؟

قريباً سيتم إطلاق موقعنا الإكتروني رسمياً، كما اننا خلال الشهر الحالي سيتم طرح منتجنا على موقع "Indiegogo" وهو موقع عالمي يضم كل الأفكار الجديدة ليتمكن المستهلكين من طلبها مسبقاً.

-عادة ما يتذمر ​الشباب​ في لبنان من عدم وجود وظائف كافية ومناسبة لتطلعاتهم، ما هي رسالتك لهم خاصة أنك تشاركهم نفس الشريحة العمرية؟

لا شك أن هنالك إلتزامات معينة على الشخص أن يلتزم فيها شاء أم آبى، فلا يمكنه أن يبدأ من منصب المدير التنفيذي لشركة ما، أو أن يطلق على نفسه لقب "المدير" وإن كانت شركته الخاصة قبل أن يؤسس لنفسه مسيرة طويلة من الإنجازات.

فالألقاب هي فقط نتيجة الأفعال والجهود، ولا قيمة لها من دونهم.

للأسف لا يوجد في بلدنا توعية كافية لهذه الأمور، فلبنان بلد غني بالطاقات ولكنها موجهة بشكل عكسي وفي الأماكن الخاطئة.

وبرأيي أن الأشخاص التي تتذمر من عدم وجود وظائف كافية أم مناسبة، هم لا ينتموا للمجال الذي يبحثون عن العمل فيه، لأنه إذا أحب الشخص مجال عمله سيخلق اي فرصة أو طريقة للوصول إلى هدفه، خاصة في لبنان البلد الذي إستمر أهله بالعمل وحصد الإنجارات حتى في أيام الحرب القاسية.

فإذاً عدم حصول الشخص على وظيفة مناسبة ليس إلا نتيجة للمشكلة وليست المشكلة نفسها.

أخيراً، أدعو الشباب للإيمان بأنفسهم وقدراتهم، فلا يهم مدى خبراتك الحالية، الأهم من ذلك السعي للحصول على خبرات مكتسبة يومياً.