ما زال الشرق الأوسط هو الجزء الأكثر فتكًا في العالم عندما يتعلق الأمر بالصراعات المسلحة والحروب، التي خلفت مئات آلاف القتلى، وملايين النازحين.

ويعاني النازحون في لبنان والبلدان المجاورة من مشاكل كثيرة رغم جهود الامم المتحدة والجمعيات والمنظمات غير الحكومية للتخفيف من معاناتهم، ومن اكثر المشاكل خطورة على النازحين والتي تهدد حياتهم في الكثير من الحالات، هو الرعاية الصحية، وخاصة اولئك الذين يحتاجون لمراقبة طبية دائمة والذين يعانون من امراض مدمنة كالسكري والضغط وغيرها. فالأعداد الكبيرة للنازحين تجعل مهمة الجمعيات والمنظمات العاملة معهم صعبة للغاية.

لذلك قرر ثلاثة طلاب لبنانيين العمل على نظام رعاية صحية ذكي يدعى "صحتك - Sehtak"، يساعد الجمعيات والمنظمات على إيصال خدماتها الصحية للنازحين الأكثر حاجة وبشكل منظم وسريع.

وللحديث اكثر عن "صحتك - Sehtak"، ودوره في التخفيف من معاناة النازحين في لبنان والدول المجاورة .. كان لـ الإقتصاد" هذه المقابلة مع احد اصحاب الفكرة نور دروبي.

بداية ما هو مشروع "صحتك - Sehtak" ؟ وما هي مهمتكم ؟

"صحتك - Sehtak" هو نظام رعاية صحية (Health Care Program) يساعد اللاجئين الذين يعانون من أمراض مزمنة وبحاجة لمراقبة دائمة. فهذا النظام يساعدهم على مراقبة أمراض الضغط والسكري وغيرها من الامراض التي تحتاج إلى متابعة، كما يساعد الجمعيات الخيرية "NGO’S" على مراقبة صحة اللاجئين من خلال "صفحة ويب" خاصة بهم، حيث يقوم نظام "صحتك - Sehtak" بتنظيم جدول "schedule" خاص بكل جمعية، يحتوي على تفاصيل عن المخيمات التي تحتاج إلى زيارة ملحة او المخيمات التي تحتوي على حالات طارئة مثلاً .. فهذه الطريقة تساعد الجمعيات على تنظيم خدماتهم والوصول إلى اكبر عدد من اللاجئين الذين يحتاجون لهذه الخدمات الطبية باسرع وقت.

من كان صاحب فكرة تطوير نظام "صحتك - Sehtak" ؟ وما الذي دفعكم للعمل على المشروع؟

نحن ثلاثة طلاب ندرس هندسة الكهرباء والحاسوب (Electrical and Computer Engineering) في جامعة الـ "AUB"، ومشروع "صحتك - Sehtak" هو مشروع التخرج الخاص بنا.

وقد إخترنا هذه الفكرة بالذات لأن هناك مشكلة كبيرة يعاني منها اللاجئون في لبنان، ونحن نشاهد ذلك يومياً بأم العين .. فقررنا العمل على مشروع يساعد هؤلاء ويخفف من معاناتهم اليومية.

فإجتمعنا من جمعية تدعى "Sawa For Development And Aid"، التي زودتنا بكافة التفاصيل الخاصة بمخيمات اللاجئين، وعن المشاكل الكثيرة التي يعانون منها .. ووجدنا ان مشكلة الامراض المزمنة هي من اهم النقاط التي تحتاج إلى معالجة وحلول، كما ان الحل يجب أن يساعد الاجئين والجمعيات على حد سواء .. فكان مشروع "صحتك - Sehtak".

هل أصبح نظام "صحتك - Sehtak" متاح للاجئين والجمعيات فعليا للإستفادة منه ؟

نعمل في المرحلة الحالية على النموذج الأولي للمشروع، وقد إقتربنا من إنجازه. وقد تواصلنا مع عدد كبير من الجمعيات لتجربة هذا النموذج بالتعاون معهم، وأبدى عدد كبير منهم الإستعداد للتعاون معنا. وهذا الأمر سيساعدنا على تطوير نظام "صحتك - Sehtak" بشكل اكبر، وتصحيح الاخطاء الموجودة.

هل تلقيتم اي دعم مادي او تقني لإنجاز مشروع "صحتك - Sehtak"؟

نقوم بتمويل المشروع بأنفسنا، ففي الوقت الحالي لم نسعى للحصول على أي تمويل او مساعدة مادية من أي جهة، خاصة اننا مازلنا نعمل على النموذج الأولي. ولكن الجامعة تدعمنا بالطبع بما ان "صحتك - Sehtak" هو مشروع التخرج الخاص بنا.

وقد شاركنا منذ فترة قصيرة بمسابقة لمعهد "MIT" التي اقيمت في الأردن تحت عنوان "إبتكر من أجل اللاجئين" وكنا من بين الفرق التي فازت بدورات تدريبية مع متخصصين، مما ساعدنا كثيرا واعطنا دفعة نحو الامام لتطوير المشروع وتحسينه.

هل يوجد نظام مشابه لنظام "صحتك - Sehtak" في لبنان او في الدول الأخرى التي تستضيف لاجئين ؟

لا يوجد اي نظام مشابه لمنصة "صحتك - Sehtak"، فهذا المشروع هو البديل للطريقة التقليدية التي تعتمدها معظم الجمعيات العاملة في المنطقة والتي تسعى لمساعدة اللاجئين في لبنان والدول المجاورة.

وبحسب المعلومات التي حصلنا عليها من "Sawa For Development And Aid"، فإن الفترة التي يحتاجونها الان للإنتهاء من الزيارات الدورية التي يقومون بها لمخيمات اللاجئين، هي ثلاثة اشهر تقريبا .. وهذا وقت طويل جداً، ويؤثر كثيرا على اللاجئين الذين يعانون من امراض مزمنة، لذلك فإن "صحتك - Sehtak" سيساعدهم بشكل كبير على تجاوز هذه العقبات والمشاكل.

إلى اين تريدون الوصول من خلال مشروع "صحتك - Sehtak" ؟ وهل تسعون لتطبيقه خارج لبنان في الدول المجاورة؟

بدون شك نحن نسعى لتطبيق نظام "صحتك - Sehtak" في لبنان وفي كافة الدول المجاورة التي تستضيف لاجئين اليوم، خاصة ان النظام يحتوي على العديد من الميزات التي تخوله التأقلم مع أي جمعية خيرية، وحتى مع المستشفيات أيضا. فهذا النظام ليس محصور فقط بالجمعيات وباللاجئين فقط، بل يمكنه مساعدة المستشفيات على تنظيم عملها بشكل افضل وتقديم افضل الخدمات الممكنة للمرضى، ويساعد ايضا المرضى في منازلهم حتى، من أجل مراقبة حالتهم الصحية بشكل منتظم.