استضافت ​كوثر حنبوري​ معدة ومقدمة "​الإقتصاد في أسبوع​" عبر أثير "إذاعة ​​​​لبنان​​​​" في حلقة هذا الأسبوع مستشار أمين عام اتحاد ​المصارف​ العربية د. زكريا حمود للحديث عن "مؤتمر الجرائم المالية وتأثيرها على ​الإقتصاد اللبناني​" الذي أقيم في بيروت.

وأشار حمود في حديثه الى ان الجرائم المالية انتشرت خلال الـ5 سنوات الأخيرة بشكل غير مسبوق في العالم "وذلك يعود الى الإنتشار السريع ل​داعش​ وأنشطة المنظمات ​الإرهاب​ية الأخرى"، موضحاً أن "الفرق بين داعش والقاعدة والمنظمات الأخرى هو أن داعش تمكن من استخدام التكنولوجيا وحقق من خلالها الإنتشار السريع. كان هناك انسجام بينهما ليحققوا مآربهم المادية من خلالها".

في هذا السياق، قال حمود: :أطلق ​إتحاد المصارف العربية​ عدة مبادرات منذ 5 سنوات لتوعية المجتمع العربي حول أسايب محاربة هذه المنظمات الإرهابية والشركات التي تتبع لها وأساليب تمويلها "كانت هذه المبادرات العنصر الأساسي في كافة مؤتمراته".

وأضاف: "البداية كانت مع برامج التوعية من خلال الندوات والمؤتمرات مع "فاتف-منظمة العمل المالي" ​صندوق النقد الدولي​ و​الخزانة الأميركية​ بالإضافة الى الدراسات مع "فاتف" والدورات التي تركز على القوانين والتشريعات الدولية لمكافحة ​تمويل الإرهاب​".

وقال: "محاربة تمويل الإرهاب تحتاج الى تعاون بين القطاعين العام والخاص وإلى التشدد في تطبيق القوانين"، مشيراً أيضاً إلى "التعاون بين القطاعين العام والخاص الذي يتمثّل بالتعاون بين الأجهزة القضائية والأمنية والمصارف...ولذلك وقعنا اتفاقية مع مجلس وزراء الداخلية العرب".

وتابع: "موضوع الجريمة المالية صعب جداً فهي تدخل الى مجتمعنا دون استئذان اذا لم يكن هناك جهاز دفاع قوي".

ورداً على سؤال حنبوري حول أهمية ​القطاع المصرفي​ العربي لتمويل الإقتصاد، أوضح حمود أن "موجودات وميزانيات المصارف العربية تتغير من فترة الأخرى، لكن القطاع المصرفي هو القاطرة الأساسية للإقتصاد العربي والمثال الأول لبنان...لذلك يجب تشجيع وتنمية هذا القطاع ليتمكن من الإستمرار في التقدم".

وأشار إلى أهمية الإستقرار الأمني والسياسي بالنسبة للإقتصادي، قائلاً: "كلمة الإستقرار بحد ذاتها هي القاعدة الأساسية لنجاح أي عملية اقتصادية".

وعن ربط فرص العمل بمكافحة الجرائم المالية، أوضح حمود إلى أن ​اتحاد المصارف العربية​ ركز على اهمية دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة "فبقدر ما وصلنا الى الطبقات المهمشة ودعمناها، بقدر ما ينمي ذلك الإقتصاد أولاً وثانياً، نساهم في إبعاد هذه الشرائح عن الإنغماس في تنظيمات إرهابية...وهنا تكمن أهمية تخفيض نسب ​البطالة​، التي يستند عليها الإرهاب".

وبخصوص الشمول المالي، لفت الى انه "منذ 5 سنوات و​الأمين العام​ لاتحاد المصارف العربية وسام فتوح يعمل على هذا الموضوع، باعتباره عامل اساسي للتنمية الإقتصادية كما أنه يلعب دور أساسي في مكافحة الإرهاب و​الفساد​ والأمية..إذا لم تتمكن المصارف من الوصول بشكل أكبر الى الشرائح في الأطراف، فإن الأموال ستبقى في الخزائن ولن تدخل في عجلة الإقتصاد. إدخال هذه الشرائح في العملية المالية تأتي بأموال طائلة للإقتصاد، كما ان المصرف يعلم كيف يدير هذه الأموال".

وأضاف: "الشمول المالي يجب ان يتعامل مع هذه الشرائح تماماً كأي شريحة في العمل، يجب العمل على تنميتها".

وفي هذا السياق، أشار إلى أن "الإتحاد أطلق مبادرة "توسيع دائرة الثقافة المالية في ​العالم العربي​" فاتصلنا بكافة وزارات التربية في العالم العربي واتفقنا على وجوب وجود منهج تربوي لتعليم الطلاب وتثقيفهم حول أهمية الدخول في ​الصناعة​ المالية"، مؤكداً أن "مشروع الثقافة المالية مشروع مهم جداً وسيلعب دور كبير في الشمول المالي".

وعن أجندة الإتحاد، أوضح حمود ان "هناك مواضيع ثابتة لا تنتهي بمؤتمر أو بمدة معينة نتيجة المتغيرات التي تطرأ والقواعد الجديدة التي تفرض على المصارف، فيجب عليها الإمتثال لها لتحمي نفسها من الإختراق، أما البرنامج السنوي فهناك مواضيع تتكرر ومواضيع تطلب المصارف للعمل عليها خلال هذا العام".

كما لفت حومد الى ان "اتحاد المصارف العربية كان لاعب اساسي في إلغاء العقوبات عن السودان..واليوم بات على الإتحاد تدريب المصارف السودانية على علاقتها مع البنوك المراسلة لتتمكن من خلال ذلك التوسع في التجارة". وذكر ان للإتحاد "مؤتمر في نيسان لدعم القطاع المصرفي الفلسطيني وإنشاء علاقات متينة بينها وبين المصارف العربية".