ميشال الخوري وجه ​لبنان​ي متعدد الاهتمامات، فهي زوجة وأم ناجحة، وتهتم الى جانب ذلك، بإدارة ثلاث شركات أسستها من الصفر.

هي سيدة أعمال عصامية بامتياز، تعكس صورة ​المرأة اللبنانية​ الطموحة، كما تهوى المغامرة، وتتحلى بعزيمة صلبة وذكاء حادّ. عرفت كيف تستغل الفرص المتاحة، فرسمت طريق نجاحها بثبات، وتألقت في كل مشروع أنجزته.

مشوارها مع النجاح بدأ من التصميم الداخلي، واستمر مع الموضة واستشاراتها، وصولا الى تصميم الفرو في ​ايطاليا​ وبيعه في السوق اللبناني. فصنعت لنفسها اسما في هذه المجالات الثلاثة، لتكون بذلك قصة نجاحها ملهمة ومحفِّزة.

حول هذه التجربة الشيقة، حاورت "الاقتصاد" في السطور التالية، مؤسِسة شركة "Mind Readers Group" للتصميم الداخلي، والمجلة الالكترونية "Fashion by Michele" المتخصصة بالموضة والفن، ومشروع "Fur by Michele" لبيع الفرو في لبنان.

من هي ميشال الخوري؟ وكيف وصلتِ الى ما أنتِ عليه اليوم؟

تخصصت في الهندسة الداخلية، كما حصلت على شهادة الماجستير في تصميم الأثاث (furniture design).

عملت مع شركات عدة في لبنان والخارج، وتعاونت مع مهندسين كبار، وخلال مرحلة معينة، استلمت مكتب شركة "Horizon" بين لبنان و​السعودية​، وافتتحت بعدها شركتي الخاصة "Mind Readers Group" المتخصصة في التصميم الداخلي. وكنت أهتم بالدراسات المختلفة في مجال تخصصي، أما الشق الأكبر من عملي، فكان مع العائلة المالكة في السعودية وفي ​دبي​ أيضا، بالاضافة الى بعض المشاريع في قطر و​البحرين​.

وبسبب عملي مع العائلة المالكة - و​النساء​ بشكل خاص - وشغفي بالموضة و​الأزياء​، تشجعت على التوجه الى ​لندن​ للتخصص في استشارات الموضة والفنون (fashion and art consultancy). وبدأت بعد ذلك، بتقديم الإرشادات والتوجيهات، والعمل على إعادة تشكيل الخزائن من ناحية اختيار الملابس، والمشاركة في أسابيع الموضة من أجل البقاء على تواصل دائم مع هذا العالم الواسع؛ وذلك تحت اسم "Fashion by Michele".

أما بالنسبة الى مشروعي التجاري الثالث "Fur by Michele"، فقد ولد من خلال خبرتي في الأٌقمشة، ودرايتي لحاجات السوق اللبناني؛ فأسعار الفرو في لبنان مرتفعة جدا بالمقارنة مع بلدان أخرى، وبالتالي تعرفت الى مصنعين في ​روما​، نفذوا بعض القطع التي صممتها، وفكرت حينها "لم لا أطلق مجموعة خاصة بي؟"، وهذا ما حصل!

برأيك، ما هي الصفات التي ساعدتك على التقدم في مسيرتك المهنية؟

هناك عوامل عدة أسهمت في تقدمي المهني:

أولا، معرفتي الواسعة بالأقمشة، بسبب تخصصي في التصميم الداخلي.

ثانيا، متابعتي المتواصلة لآخر صيحات الموضة والأزياء.

ثالثا، درايتي بحاجات السوق.

رابعا، خبرتي في مجال الأعمال، فقد استلمت إدارة شركات عدة في الماضي، قبل الاهتمام بشركاتي الخاصة.

الى من تتوجه خدمات ميشال الخوري المختلفة؟

في البداية، كان عملي مقتصرا الى حد ما، على أفراد العائلة المالكة، لأن حجم الأعمال معهم كانت مختلفة عن أي مشاريع أخرى، ولكن عندما تراجعت الحركة في ​الدول العربية​ بسبب المشاكل السياسية والاقتصادية، بدأت باستلام مشاريع متعلقة بالتصميم الداخلي واستشارات الموضة والأزياء في لبنان، واليوم أنا قادرة على تغطية أي ميزانية.

فيجب على الشخص العامل في هذا المجال، أن يبقى واقعيا، ويقدم ما يناسب ميزانية كل شخص، وما يستطيع تحمل كلفته. ولهذا السبب، نحن نقوم بدراسة عدد من العوامل، لكي نتمكن من إعطاء كل عميل ما هو بحاجة له.

ما هو الإنجاز الأكبر الذي حققته الى حد اليوم على الصعيد المهني؟

لقد أصبحت معروفة كشخصية مشهورة (public figure) عبر ​مواقع التواصل الاجتماعي​، و"​انستغرام​" بشكل خاص، وبالتالي تمكنت من الاستفادة في عملي، من صورتي الاجتماعي التي بنيتها على مرّ السنوات.

من قدم لك الدعم في مسيرتك؟

الدعم الأكبر جاء من والدي الذي لطالما وقف الى جانبي. فهو من علّمني الاتكال على نفسي في هذه الحياة، وبفضله عرفت قيمة المال، وأهمية التعب من أجل الحصول عليه.

ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية؟

بالنسبة الى مجال الأعمال، أتمنى الاستمرار في إدارة مشاريعي الثلاثة مع بعضها البعض. اذ أواجه صعوبة في التنسيق بينها وبين الجوانب الأخرى من حياتي، خاصة لأنني أم لولدين.

أما على الصعيد المهني، فأسعى الى تقديم مقاطع ​فيديو​ تعليمية صغيرة وسريعة، قادرة على إفادة المتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بالاستناد الى خبراتي العملية وخلفيتي العلمية.

هل شعرت يوما بالتقصير تجاه حياتك الخاصة وعائلتك بسبب انشغالك بأعمالك الكثيرة؟

بالتأكيد شعرت ببعض من التقصير، عندما كنت أسافر بشكل متكرر الى الدول العربية، لكنني أحظى لحسن الحظ بالمساعدة في المنزل، كما أن زوجي هو شخص داعم الى أقصى الحدود.

أما اليوم، ومع تراجع وتيرة سفراتي، فأشعر ببعض السعادة بسبب قدرتي على ​تعويض​ بعض من الوقت الضائع الذي قضيته بعيدة عن أولادي وعائلتي، من أجل متابعتهم عن كثب وإعطائهم الوقت والاهتمام الكافيين.

هل تلتمسين تحسّنا في وضع المرأة في محيطك؟

بالنسبة الى الدول العربية، نلاحظ أن وضع المرأة ليس جيدا، مع العلم أن بعض التغيير بدأ بالظهور، مثل السماح لها بالقيادة في السعودية.

أما بالنسبة الى لبنان، فالتغيير ظاهر وجليّ، واذا أردنا المقارنة بين الأجيال المتعاقبة، نجد تحسنا جذريا وفروقات كبيرة، لأن وجود المرأة اليوم بات أقوى وأكثر فعالية في مختلف المجالات.

ما هي الرسالة التي تودّين إيصالها الى المرأة اللبنانية بالتحديد؟

أشجع المرأة والرجل على حدّ سواء، على المحاولة دائما، لأن لا شيء مستحيل، وعندما يتحلى الانسان بالإيمان و​الثقة بالنفس​، ويضع هدفا في رأسه، سيصل اليه حتما.

وأنا شخصيا مررت بمراحل صعبة وتجارب قاسية، وتمكنت من كسر الحواجز والوصول الى أحلامي وطموحاتي، وذلك بالاجتهاد، والمثابرة، والتعب، والإرادة الصلبة، والعمل الجدي.