استضافت ندوة "​حوار بيروت​" عبر أثير إذاعة لبنان الحر، من مقر الإذاعة في أدونيس، مع المعدة والمقدمة ريما خداج، بعنوان "إلى ماذا يحتاج إقتصادنا؟ وكيف يقيم الخبراء الوضع الإقتصادي العام ؟ وما هي نقاط القوة وما هي نقاط الضعف؟"، الخبير الإقتصادي رازي الحاج، والخبير الإقتصادي د. عبدالله ناصر الدين. وشارك في الندوة رئيسة تحرير موقع "ArabEconomicNews" فيوليت بلعة.

بداية قال الخبير الإقتصادي رازي الحاج أننا "دائما نذهب نحو المؤتمرات الدولية دون أي تحضير حقيقي أو مسبق، فدائما نذهب ونحن لدينا النية الإيجابية لإحداث تغيير وتحسين واقعنا الإقتصادي والإجتماعي، ولكننا لا نعرف كيف نبدأ، وليس لدينا الأدوات التي يمكن ان تساعدنا على وضع هذه الإصلاحات على السكة الصحيحة".

وأضاف "أنا متفاجىء من تكليف الدولة لشركة عالمية من أجل وضع دراسة إقتصادية، وقبل أن تبدأ هذه الشركة بعملها، نذهب للمشاركة في مؤتمر ضخم، ونلتزم من خلاله بإصلاحات وأجندة إقتصادية طويلة الأمد ... والسؤال هنا، بعد إنتهاء الشركة من وضع الدراسة، كيف سنقوم بتطبيقها إذا كنا ملتزمين أساساً بالإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي والدول المانحة ؟!".

وتابع "هذا الإخفاق عائد لسبب واحد، وهو أن إقتصادنا كان ولم يزل خارج اولويات الحكومات المتعاقبة، فهناك اولويات لها علاقة بالسياسة والمحاصصة، مما يبعد هذه الطبقة السياسية عن الإهتمام بالإقتصاد الذي يشكل القارب الذي نعيش بداخله جميعا، وإذا غرق هذا القارب، فسنغرق كلنا دون إستثناء".

ولفت إلى أن "إقصادنا يعتمد اليوم فقط على القطاع الخدماتي، وهو إقتصاد ريعي وإستهلاكي، والإنتاج فيه ليس على سلم الأولويات، وإقتصاد صغير لا يستطيع أن ينتج سنويا أكثر من 4000 فرصة عمل، في حين أن عدد الخريجين يتخطى الـ 28000 سنويا، إقتصاد يستورد 87% من المواد الإستهلاكية والغذائية .. وبالتالي أي عنوان إقتصادي أو مشروع إقتصادي جديد يجب أن يبدأ بتغيير المفهوم الحالي والإنتقال من الإقتصاد الريعي والإستهلاكي إلى الإقتصاد المنتج ... هذه نقطة تحول كبيرة لا يمكن ان تتحقق من خلال مؤتمر أو من خلال ورقة عمل فقط أو دراسة إقتصادية".

وإعتبر أن "المطلوب اليوم هو قرار سياسي واضح، يقول بأن السياسة الإقتصادية التي تم إعتمادها من الـ 1990 وحتى اليوم هي سياسة فاشلة إقتصادياً، وأوصلتنا إلى 80 مليار دولار من الدين العام".

وفي سؤال للزميلة خداج عن تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي عن البلوك رقم 9، وتوقيت هذا التصريح .. قال الحاج "نحن معتادين بان إسرائيل دائما تسعى للتعكير عل لبنان، فهي لا تقصّر أبداً في هذا الموضوع، ولكن التضامن الذي رأيناه كان مهم جداً، والإحتفال بتوقيع العقود غدا له رمزية خاصة لأنه بمثابة رد من الدولة والشركات أيضا بان هذا الموضوع هو حق للبنان، وأننا مستمرون رغم كل التهديدات".

من جانبه قال الخبير الإقتصادي د. عبدالله ناصر الدين "أنا شخصيا متفائل بمستقل الإقتصاد اللبناني، وأعتبر أن الحكومة الحالية والعهد الجديد حققوا إنجازات كبيرة جدا رغم كل الظروف ... فقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص كان مطلبا للجميع، إضافة إلى ملف النفط والغاز، وإقرار الموازنة في 2017، والعمل على إقرار موازنة 2018 قبل باريس 4".

وإعتبر أن "هناك قناعة اليوم لدى العهد الجديد ولدى السياسيين أن الوضع الإقتصادي بدأ بالدخول في المراحل الخطيرة وخاصة من الناحية المالية، لذلك فإن التدابير التي يتم إتخاذها هي محاولة لتغيير السلوك إلى حد ما من أجل ان يشعر المواطن فعليا في التغيير" .

وفي موضوع شركة "ماكينزي" قال د. ناصر الدين "أتفهم المعارضة التي رأيناها حول تلزيم شركة ماكينزي، ولكن أعتقد ان هذا الأمر ضروري خاصة اننا كلبنانيين منقسمين طائفياً وحزبوياً ومناطقياً، وبحاجة في مكان ما لإكتشاف هويتنا الإقتصادية .. وأعتقد ان ماكينزي قادرة على تقديم إستنساخ معين لخطط إقتصادية موجودة في المنطقة وإعطاء هوية أساسية للبنان".

وفي مداخلة هاتفية قالت رئيسة تحرير موقع "ArabEconomicNews" فيوليت بلعة أن "الإقتصاد اللبناني مستمر بدورة التباطؤ التي دخل فيها رغم محاولات الحكومة لإنعاشة في العام 2017، فهناك العديد من المشاكل السياسية التي ظهرت واضحة في الأشهر القليلة الماضية، مما إنعكس سلبا على الإقتصاد الوطني، والدليل أن النمو لم يتخطى في العام 2017 الـ 1.5% .. والكل يعلم ان نسب النمو هذه لا تكفي أبداً، والنمو المحقق جاء بسبب إنتعاش بسيط في موسم الصيف، وليس نمواً حقيقيا أو مستداماً".