لفت بعض المستثمرين الكبار إلى الخطر الذي يكمن خلف عدم قيام الشركات بتوظيف ​النساء​ في وظائف عليا.

ويدعم المستثمرون الذين يديرون أكثر من 13 تريليون دولار من ​الأصول​ علنا، "النادي 30%". وهو مجموعة تدفع النساء تشكل ما لا يقل عن 30% من كبار المديرين والمجالس في الشركات العامة العليا.

و قد وقع من بين 27 صندوق، كل من "بلاكروك"، "​جي بي مورغان​"، "أفيفا للأستثمار" وصندوق الاستثمار الحكومي للمعاشات التقاعدية اليابانية على قرار ​المملكة المتحدة​ بالتنويع بين الجنسين في جميع الادارات و المراكز و المهام.

وتعهدت المجموعة، التى اعلنت عضويتها الكاملة في ​بورصة لندن​، باستخدام نفوذها الجماعي للضغط من اجل التغيير في طريقة توظيف النساء و المناصب التي تحتلّها.

وقالت لمجموعة في بيان النوايا:" قد نختار التصويت ضد إعادة انتخاب رئيس مجلس الإدارة أو لجنة الترشيح، ولا سيما انه لا يزال هناك امكانية على التنوع في مجلس الإدارة، و تعيين امرأة في هذا المنصب".

وقد دفع بعض المستثمرين بالفعل المزيد من النساء في للترشح الى المناصب العليا.

وقالت "أفيفا"، وهي إحدى الشركات الأولى التي وقعت على التعهد، إنها صوتت ضد 82 قراراً للمساهمين بسبب عدم التنويع في رئاسة ​الادارة​ منذ ​تشرين الاول​ 2016 .

وقالت إيما هوارد بويد من "نادي 30%": "إن زيادة التنوع بين النساء و الرجال في الادارات، أمر ضروري لبقاء الشركات في 2018". وأضافت أن "المستثمرين الذين يتعاملون مع مجالس الشركات حول سياسات التنوع في الاداراة لديهم يظهرون حكما ماليا سليما".

وقد يستغرق الأمر سنوات لتحقيق التغيير الحقيقي في هذا الموضوع.

وتقول "بيبلين"، وهي مجموعة تدرب النساء على أدوار قيادية:" إن الشركات في مؤشر "​فاينانشيال تايمز​ 100" لديها 10 من كبار المديرين التنفيذيين في المتوسط، و اثنين من النساء.

وفي عام 2016، نشر ​صندوق النقد الدولي​ دراسة عن التنوع بين الجنسين في مليوني شركة في ​أوروبا​. ووجدت أن الشركات التي لديها نساء في المناصب العليا حققت عائدات أفضل.

و كذلك الامر، ما حصل في مؤتمر "​دافوس​" الاخير وهو ​المنتدى الاقتصادي العالمي​ ، وهو تجمع سنوي لنخبة من السياسيين والمصرفيين المركزيين والممولين في دافوس بسويسرا، حيث ان وجود العنصر النسائي لا يزال غير مرضٍ، وتشكل النساء 21% فقط من الحاضرات. ويهيمن الرجال على معظم أفرقة القمة.

وكان الاختلال الواضح بين الجنسين موضوعا رئيسيا للمناقشة في مؤتمر "دافوس" عام 2018 من المنتدى الحصري، وهو حساب مدعوم من حركة "#MeToo". وكشفت "#MeToo" عن مشكلة المضايقات التي تتعرض لها النساء من قبل الرجال في وسائل الإعلام والترفيه وفي الحكومة والمالية و في معظم الادارات و أماكن العمل.

و اللافت ان منظمي "دافوس" أقرّوا بأن عدد النساء الحاضرات في المؤتمر ليس رقماً جيداً، كما أنهم يؤيدون تولي النساء لمناصب مهمة في جميع ميادين العمل.

كما قالوا ان نصيب ​المرأة​ هو على اعلى مستوى له منذ تأسيس المؤتمر فى عام 1971، ومضاعفة تقريبا لما كان عليه في عام 2001.

وقالت إليانا تسانوفا، نائب المدير العام للصندوق الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية:" أنا مندهشة أنه في العصر الذي نتداول فيه "كريبتوكيرنسي" و "بلوكشين" و​السيارات​ القيادة الذاتية، ونحن ما زلنا نتحدث عن المساواة بين الرجال والنساء ".

واقترحت تسانوفا أن يتبنى المنتدى نهجا جديدا، وهو: لا توجد امرأة، اذاً لا توجد لجنة.

وأضافت إليانا: "من الصعب جداً تقبل عدم إعطاء المرأة فرصا أكبر للمشاركة في المؤتمرات و المنتديات المهمة ، في الوقت الذي سمعت به بعض من أفضل الخطب والمساهمات كانت تُتلى من قبل النساء".

وقالت ​زوي​ بيرد، رئيس مؤسسة "ماركل":" إن عدد النساء اللواتي حضرن لأول مرة إلى "دافوس" قبل 17 عاما كان ملحوظا، الا إنه على المنظمين القيام بالكثير من الامور لتصحيح الاختلال بين الجنسين".

وأضافت "ليس لدي تفسير منطقي حول النسبة المئوية المنخفضة للنساء ، لأنني أغرف نساء تظهر قيادة كبيرة في كل قطاع وكل الأعمال التجارية".

و وافقتها تسانوفا على رأيها، قائلة "اعتقد اننا جميعا نشعر بالضغط ونرى اننا ممثلون تمثيلا ناقصا، ونحن ندرك اننا بحاجة الى دعم بعضنا البعض لاننا نفهم بعضنا البعض".

وكان ​رئيس الوزراء الكندي​، جوستين ترودو، الرجل الوحيد الذي دعا للتغيير في"دافوس" ، حيث ألقى خطاب نسوي بقوة وشارك في وقت لاحق في مناقشة مكرسة لتعليم وتمكين النساء على تولي مناصب مهمة. و قال ترودو:" "أود أن أشكر خصيصاً جميع الرجال الذين هم هنا اليوم، و أدعوهم لإخبار أصدقائهم الذين لم يأتوا إلى هذا أن هذا موضوع مهم وأن على جميعنا أن يكون لهنا دور في دعم المرأة".

وقالت تريشا دي بورشغراف، وهي رسامة حضرت خطاب رئيس الوزراء:" ان رسالته اعطت صدمة شديدة".

وقالت الرسامة أيضاً: "أعتقد أن هذه هي المرة الأولى في حياتي، كشخص في الخمسينيات من عمرها، التي قد أسمع فيها زعيماً عالمياً أخذ زمام المبادرة وأظهر الالتزام بالمساواة بين الجنسين".