انشغلت الساحة اللبنانية هذا الأسبوع بالتحركات الإسرائيليلة على الحدود الجنوبية. بالرغم من التوتر الذي كان سائداً بين الرئاستين الأولى والثانية والذي أدى الى تعليق الكثير من الملفات، إلا أن الحلول جاءت سريعاً عبر اجتماعي ثلاثي في قصر بعبدا، بعد تصريحات وزير الأمن الإسرائلي أفيغدور ليبرمان عن البلوك 9 المشترك بين لبنان والعدو الإسرائيلي.

وأعلنت رئاسة الجمهورية ان اللقاء الثلاثي بين رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ ورئيس مجلس النواب نبيه ​بري​ ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​، "خصص للبحث في الاوضاع العامة في البلاد والتطورات الاخيرة، ولاسيما منها التهديدات الاسرائيلية ضد سيادة ​​لبنان​​ واستقلاله وسلامة اراضيه، والتي تمثلت بعزم اسرائيل على بناء جدار اسمنتي قبالة الحدود الجنوبية وفي نقاط على " الخط الازرق" يتحفظ عليها لبنان، اضافة الى الادعاءات التي اطلقها وزير الدفاع الاسرائيلي حول ملكية المربع الرقم 9 في المنطقة الاقتصادية الخالصة، وذلك بالتزامن مع اطلاق لبنان ​مناقصة​ تلزيم والتنقيب عن ​النفط​ و​الغاز​ فيها".

وللإطلاع على المزيد من أثر هذه التطورات وعدد من المواضيع الأخرى، كان لـ"الإقتصاد" هذا اللقاء مع الخبير الإقتصادي د. ​كامل وزنة​:

هل ترى تأثير للتوتر الذي تشهده الحدود الجنوبية أي أثر على المناخ الإستثماري، إن كان في لبنان ككل أو على صعيد الغاز في تلك المنطقة؟

تأثير هذا التوتر يطال لبنان ككل، إلا أن الموقف اللبناني الموحّد بأن هذا الحقل لبناني ضمن السيادة اللبنانية ولبنان سيتّخذ موقف صارم للحفاظ على ثروته وأننا سنلجأ الى كل المحاكم الدولية عبر الطرق الديبلوماسية أولاً لتمتين الإتفاق مع الشركات حتى تتمكّن من بدء العمل في الإستكشاف والتنقيب، هو أمر أكثر من إيجابي. هذا الموقف سيضعف تأثير التوتر على الإستثمار، ولكن من المهم جداً أن تستمر الطبقة السياسية بالمناخ الإيجابي هذا، الأمر الذي له الأثر الأكبر على الإستثمار والحركة الإقتصادية في البلد. أي توتر داخلي لبناني سينعكس سلباً على الثقة والإستثمار والنمو ونحن بمكان لا يمكننا المخاطرة فيه كثيراً.

هل ترى أن فترة ما قبل الإنتخابات النيابية ستكون فرصة أمام المشاكل العالقة لحلها، كالمعلمين واتحاد النقل البري أو الناجحين في مباريات مجلس الخدمة المدنية، أم العكس؟

الملفات في لبنان لا ترتبط بالإنتخابات وما إلى هنالك، بل تصل الى حد الإنفجار ثم يتم حلّها من حيث لا تدري، تماماً كما حصل بمرسوم الأقدمية الذي تطور بشكل خطير ثم تم الحل باتصال هاتفي وبات تمرير مشاريع معينة أمر ممكن بعدما كان مستحيل.

لبنان، ولكي يمضي بطريقه في مواجهة التحديات، يجب ان يتم وضع السياسة في مكان آخر بعيدأ عن الإنماء الذي لا يجب أن يتأثر بالإرتجاجات الإنتخابية والتركيبة الجديدة لموضوع الإنتخابات. في النهاية، بناء دولة قوية ذات تنمية واعدة هو هدف مشترك لجميع اللبنانيين.

المطلوب اليوم هو إعطاء فرصة اقتصادية للبلد عبر تحديث البنى التحتية وخلق الوظائف للبنانيين.

كيف ستؤثر برأيك الإنتخابات على الوضع الإقتصادي، هل سننتظر حتى تشكيل حكومة جديدة لنلحظ التحسن؟

المعركة الإنتخابية عادةً ما نرى فيها أموال ساخنة، وهذه الأموال قد تصل قيمتها الى مئات الملايين من الدولارات وهي تتجه للطبقة الفقيرة التي توظفها بالإنفاق والإستهلاك، وهذا عامل إيجابي.

وأود الإشارة الى اننا بدأنا نلحظ تحسّن العمل البلدي والعمل الإنمائي، وهذا عامل إيجابي أيضاً.

على الصعيد العالمي، هل ترى أن ما شهدته "وول ستريت" هذا الأسبوع سيتكرر؟

أرى أن هناك عملية تصحيح صحية في الأسواق المالية العالمية، هذه العملية لم تأخذ مداها بعد لكنها ليست جديدة على الأسواق فقد حصلت عدة مرات منذ العام 1933 حتى العام 2008، وفي أكثر من مرّة كانت نسبة الهبوط في البورصة أعلى مما هو عليه اليوم. دائماً ما تصحّح الأسواق المالية نفسها، والعكس هو الأمر غير الصحي.

عملية التصحيح قد تأخذ بعض الوقت باعتبار ان الأجواء اليوم تتجه نحو رفع الفائدة في الولايات المتحدة الأميركية وهذا سيكون له أثر سلبي على الأسواق المالية وقد نشهد تأرجحات كبيرة، ومن الممكن أن يستمر لفترة أطول من المتوقع. كما نلاحظ ان العائدات في العام الماضي كانت تقارب نسبة تتراوح بين 20 و27%، اما اليوم فنلاحظ ان هناك سرعة بعملية التصحيح.